شروط الرياض الثلاثة للتطبيع العلني مع إسرائيل تمهيد لهذا التطبيع

تضع الرياض  بين يدي أميركا ثلاثة شروط للتطبيع العلني مع إسرائيل ، أولها تنفيذ صفقة الأسلحة التي عقدتها مع إدارة ترامب والبالغة 115 مليار دولار ، ودرة هذه الصفقة طائرة إف 35 ، وثانيها إقامة منشأة لتخصيب اليورانيوم تدخلها النادي النووي السلمي . وثالثها ، وهو لا جدية ولا صدق فيه ، استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل ما . وفي رأينا أن الشروط الثلاثة تمهيد مقصود متفق عليه بين الرياض وأميركا وإسرائيل للتطبيع العلني لإظهار الرياض أمام من يعترض عليه ، على التطبيع ، بمظهر من  أملت شروطها على أميركا وإسرائيل ، وينبه  الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنيع محقا في " يديعوت أحرونوت " إلى عدم جدية الشرط الثالث وفقدانه الصدق ، ويوضح  أن ابن سلمان وضعه لبيان أن مطالبه للتطبيع مع إسرائيل أكبر وأهم من مطالب محمد بن زايد حاكم الإمارات . ونضيف إلى ما نبه  إليه برنيع أن ذلك الشرط  مسحوب من حقيبة ابن زايد . ألم يزعم هذا وقت إعلان تطبيعه مع إسرائيل أنه أخذ منها ثمنا عليه هو تعهدها بوقف الاستيطان في الضفة ؟!  وسكتت إسرائيل بعض الوقت على زعمه ، ثم أعلنت أنها لم تتعهد له به . ومُنكَر مستهجن أن يجترىء أحد على الظن أن مثل ذلك الزعم الكاذب سيصدقه أحد في الوقت الذي تجمع الحقائق الجارية على أنه فعلا زعم كاذب . وتفسيره أن الحكام العرب اعتادوا ألا يكذبهم أحد من مواطنيهم مهما تمادوا في كذبهم وأسرفوا في غرابة نوعيته ، وهم آمنون من أي عقاب عليه . هل عاقب أحد حاكم الإمارات بعد أن أعلنت إسرائيل أنها لم تتعهد له بوقف الاستيطان في الضفة ؟! وهذا مصير ابن سلمان في شرطه استئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين . سيزعم أن إسرائيل تعهدت له به ، وقد تتعهد إسرائيل فعلا متظاهرة بحسن النية والجدية ، وتستأنف المفاوضات التي توقفت في 2014 ، وبعد عدة اجتماعات توقفها بحجة استحالة التوصل مع الفلسطينيين إلى حل ترضاه ، وتعود إلى ما زعمته دائما عن غياب من تتفاوض معه جديا منهم ، وأنهم منقسمون على ذاتهم ، فمع من تتفاوض وتتفق ؟! وما أبرعها في اختلاق الأعذار للتهرب من الاستحقاقات التي تخشى الخسارة فيها . وعندئذ سيقول ابن سلمان إنه قام بما عليه ، وإن الإسرائيليين والفلسطينيين ملومون وحدهم على إخفاقهم في تنفيذ شرطه الثالث للتطبيع مع إسرائيل ، وإنه لن يجعل تطبيعه معها ضحية لإخفاقهم . ومن سيحاسبه ؟! والشرط الأول والثاني لهما نفس الهدف ، أي التمهيد للتطبيع العلني مع إسرائيل . ستبيعه أميركا ما يريده من الأسلحة ، ومنها طائرة إف 35 . ما الذي تخافه من بيعه هذه الطائرة ؟! لن يهاجم بها إسرائيل ، وأميركا دائما تقيد مبيعات سلاحها بقيود صارمة ملزمة للدول المشترية ، تحدد فيها شروط استعمالها ، ولا تستثني من هذه الشروط سوى إسرائيل . وأحيانا تنقص خصائص تلك الأسلحة وفق الجهة التي تبيعها إليها مقللة من كفاءة أدائها القتالي . ولا ضرر عليها وعلى إسرائيل من إقامة منشأة لتخصيب اليورانيوم في بلاد الحرمين . ستضع بالاتفاق مع إسرائيل شروط إنشائها الجامعة المانعة ، وستراقبها الدولتان مراقبة مباشرة ملازمة حصرا لاستخدامها في الأغراض السلمية . الشروط الثلاثة متفق عليها بين الأطراف الثلاثة تمهيدا للتطبيع العلني بين الرياض وإسرائيل ليظهر ابن سلمان من خلالها حاكما حازما لم يطبع مع إسرائيل إلا بشروطه هو ، فلا موجب للومه على تطبيعه  . يده كانت العليا ، ويدا أميركا وإسرائيل كانتا السفليين . والسماح في الشهر القادم  لفلسطينيي 1948 بالحج بطائرات  من إسرائيل إلى بلاد الحرمين يستهدف أيضا التمهيد للتطبيع العلني بين البلدين متظاهرا بخدمة هؤلاء الفلسطينيين الذين يحجون عادة بجوازات أردنية بالحافلات أو الطائرات من عمان . التطبيع العلني حلم إسرائيل  والرياض ، وأميركا تدفع نحو  تحقيقه لهما ، وهو يقترب ، والشروط الثلاثة تمهيد له لا عقبات في طريقه .  

وسوم: العدد 1034