دروس الوطنية في العهد الديموقراطي ، نظام الفتوة مثالاً. .

أعزائي القراء..

حاول نظام البعث ومن بعده وريثة نظام الاسد الغاء كل برنامج وطني اسسه العهد الديموقراطي في سوريا ، فالغى نظام  الفتوة  القاسي من المدارس الثانوية  او عدله ليصبح رديفا لحكمه وليس للدفاع عن الوطن ، فكان حلقة تآمرية لسحب السلاح  من يد الطالب المتحمس للدفاع عن وطنه لوضعه بيد الشبيحة الطائفية لتكريس استمرار حكم الاسد الطائفي. 

عندما تظاهر الطلاب في أواسط الخمسينات من القرن الماضي مطالبين بتطبيق نظام التدريب العسكري كانت يومها سوريا تحت حكم ديموقراطي وطني ، فتم إقرار النظام وتخصيص ميزانية له ، لم يكن في برنامج التدريب اي دعاية للحكم الديموقراطي ولا الهتاف للرئيس شكري القوتلي ولا رفع صوره ، بينما حاول إنقلاب البعث ومن بعده إنقلاب الأسد تحويل نظام الفتوة لصالحه باضافة فقرات له عن القومية  البعثية وحماية النظام الاسدي  على اعتبار ان التفاني في حكم الاسد هو تفاني في خدمة الوطن فدمروا الغاية الوطنية  التي كانت وراء نظام الفتوة .

دخلت المرحلة الثانوية  عام 1959, و ارتديت لباس الفتوة وانا فخور به ، لم تكن الفتوة يومها عبارة عن لباس فقط ، بل كانت تدريباً قاسيا   ومسيرات ليلية وتدريب شهري على الاشتباكات في ضواحي المدينة .  تدربنا على استعمال الرشاش 500 وتدربنا على الاستخدام الفعلي برمي زجاجات مولوتوف على  معدات مستهلكة لحرقها ، واستخدمنا القنابل الدفاعية والهجومية واقامت لنا الوزارة معسكرنا السنوي في منطقة الطابيات في اللاذقية حيث تدربنا على التنقل بالزوارق الحربية السريعة واكثر من ذلك عندما توترت الاجواء مع تركيا وزعوا على طلاب الفتوة السلاح الفردي ولما انتهت الازمة تم اعادة الاسلحة التي تسلمها طلاب الفتوة والموظفين والعمال إلى مخازنها دون أن ينقص سلاحاً واحداً او خرطوشة واحدة منها للثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة ، كنا نعتبر انفسنا الرديف لجيشنا الوطني ، هكذا كانت الفتوة في العهد الوطني . ليتم تحويلها في عهد الأسد إلى استعراضات لحمل صوره وشعاراته  ثم تلغى  ليدرس بدلاً عنها مقررات في الاشتراكية المزيفة بينما النظام  تنهش فيه السرقات وتكديس اموال النهب والرشاوي ، وتدرس فيه مقررات عن الوطنية والتي تعني تقديس المجرمين الطغاة  لمحي التاريخ الأسود لعمالتهم وخياناتهم التي تدربوا عليها في لندن . ثم ليخترعوا  لنا شبيحة خاصة بهم  لحماية نظامهم بدل نظام عسكري وطني متماسك قوي  اسس في العهد الديموقراطي  فصنعوا شبيبة الثورة وطلائع البعث ، فتحول البلد  إلى مزرعة فاسدة بعد ان كان وطناً مهاب الجانب .

ثم يقول لك أصحاب البدلات الرمادية : والله   ياشباب كنا عايشين  وكنا اقوياء وجيشنا يملك 4000 دبابة و 500 طائرة، ولكن هؤلاء تناسوا عن عمد ان كل سلاح التوازن الاستراتيجي المزيف والذي قبضوا ثمنه من دول الخليج واودعوا نصف قيمته في جيبوهم استخدم في قتل الشعب السوري من البو كمال حتى اللاذقية ومن شمال حلب حتى الحدود الاردنية ، لم يتركوا قطعة ارض الا فلحوها بدباباتهم ولابنياناً قائماً الا احالوه الى  انقاض.  ثم استعانوا باسيادهم لاستكمال المهمة . 

ايها المزايدون الرماديون 

ولاك منا مائة ثورة حتى تنظف البلد من هذا النظام الفاجر ومن امثالكم .

إتحدوا تنتصروا…

وسوم: العدد 1034