لمن يسألون: (متى نصر الله)

من حق كل مسلم أن يسأل عن نصر الله تعالى عند الأزمات الساخنة والحروب الطاحنة كما سأل من قبله من الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، وكذلك من الصالحين، فقد قالوا معا بصوت واحد بعد أن مستهم البأساء والضراء وزلزلوا : (متى نصر الله). إذ قد وعد الله عباده المؤمنين بنصره، ونصره قريب، ولا يخلف الله تعالى وعده!

  ولكن هناك أمور تؤخر النصر أو تؤدي لامتناعه، وهي تعود لإخفاق الناس في طلبه، وهنالك ثمة أسباب تؤدي إلى الفشل والخسارة والعياذ بالله من ذلك، وقد تتبعنا بعضها في الكتاب والسنة، فوجدنا من ذلك:

1) التنازع، وهو السبب الأول للفشل، قال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا).

2) عدم القيام بأمر الله كما يجب، قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

3) عدم إصلاح النفوس أولا، فهنالك أناس يريدون إصلاح الدنيا كلها سوى أنفسهم، وهذا تقصير، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

4) عدم الإعداد الجيد، فالإسلام دين واقعي، قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).

5) الخيانة، ولا تكون إلا من خسيس، وقد نهى الله تعالى عنها، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).

6) الكذب وهو من أكبر الموبقات، قال تعالى:  (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله).

7) النفاق، وهو صفة انتهازية ذميمة، قال تعالى: (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون).

8) وجود الطابور الخامس من المثبطين  والعملاء والدخلاء، قال تعالى: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا).

9) التثاقل إلى الأرض وشهواتها، وعدم التضحية، وهي صفة ذميمة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض).

10) كثرة الكلام وقلة الفعل، فتسمع جعجعة لا طائل من ورائها، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون).

11) الإعجاب بالكثرة مما يورث الغرور، وكم من كثرة واهية! قال تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين).

12) البخل، وهو صفة ذميمة موجبة للهلاك، ويجب البذل وقت الشدائد، قال تعالى: ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه).

13) الظلم والفساد يدمران الأخضر واليابس، قال تعالى: ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار).

14) تعدد الغايات وعدم إصلاح النيات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).

15) ترك السنة النبوية، وعدم الاقتداء بخير البرية الموجب للمحبة الإلهية والعناية الربانية، قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).

16)  الاعتماد على المخلوق ونسيان الخالق الذي  من صفته القوة المطلقة كما قال سبحانه: (أن القوة لله جميعا).

17)  التفرق والتمزق، وهو من صفات المشركين، قال تعالى: (ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون).

18)  عدم التكافؤ في القدرات،  وهو يوجب الهزائم، فلا بد من منطقية في الأعداد والقدرات عند المواجهات، قال تعالى: (وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله).

19) طلب الدنيا، والقتال لأجلها، قال تعالى: ( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة).

20)   عدم طاعة ولي الأمر، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

فما بالك لو لم يكن هنالك ولي أمر أصلا، وقد انساق الناس وراء رايات عمية، وأشخاص مجهولين... كيف يتحقق لهم النصر؟! حسبنا الله ونعم الوكيل!

وسوم: العدد 1044