لا يقدرون أو لا يريدون !!؟؟

يتعللون بالعجز، يتفاخرون بالموضوعية والحكمة المدعاة، يزعمون أنهم لن ينجروا إلى خطوات غير محسوبة، وأنهم لا يملكون غير النداء أو الدعاء!!

 بل بأيديهم جميعا، بيدمنظمة التعاون الإسلامي!! وجامعة الدول العربية!! وبيد كل دولة سكانها مسلمون أو عرب، باسمها؛ كثير من الأوراق السياسية التي…

الأوراق السياسية، ولن أحرج أحدا بالحديث عن غيرها، من الأوراق العسكرية، أو الأمنية أو الاقتصادية، من اللواتي تعلمون!!

ونحن نعلم أن في منظمة التعاون الاسلامي، وهي أكثر من خمسين دولة جلها أغلبية سكانها مسلمون، ومنها الكثير من الدول، التي تعترف بالكيان الصهيوني، وتتعاطى معه أمنيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا أيضا..وثقافيا أيضا!!

وبدلا من الكثير من الخطابات الرنانة الونانة، كان يكفي أن تقول هذه الدول، مجتمعة أو منفردة: لتتوقف حرب الإبادة على غزة، أو أننا نعتبر علاقتنا مع الكيان المغتصب، منتهية عند الصباح؛ وعند الصباح سنسحب سفراءنا وبعثاتنا الدبلوماسية، ونأمر الآخرين بالرحيل..!! ليس مكلفا كثيرا فيما نقدر؛ ودماء أطفال غزة تستحق ولا أظنهم ينكرون!!

لا ندعوهم إلى حرب يزعمون أنها غير محسوبة، ولا نكلف خزائنهم ما يشعرون  أنه أكبر مما يطيقون..

سألني أحدهم منذ الأمس: هل تعتقد أن تصعيد القصف على أطفال غزة، كان جوابا على اللهجة الساخنة لبعض الرؤساء بالأمس؟؟ وما زلت أفكر في الجواب؟؟

ودول الجامعة العربية..

الدول العربية المعترفة، أو التي  تسير في طريق التطبيع؛ يكفيها أن تنفذ: "خطوتان إلى الوراء سر." إن كان دم أطفال غزة قد أثر في قرارها بشيء!! وإلا فبالله أخبرني كيف ستأكل معه؟؟

قال:

مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه!!

 ثم سحب المبادرة العربية التي أنتنت في دروج أصحابها، والتي ذكرني بالأمس بها الصحفي الأمريكي "توماس فريدمان" ولي أمرها، وواضع مسودتها، ومطلق مبادرتها؛ إن كنتم تذكرون.

الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، الذي تفوه بالأمس تعزيزا لقتل الأطفال، وتدمير العمران، هو صاحب كتاب "اللكزس وشجرة الزيتون" هل تذكرون؛ يا الله كم نحن طيبون؟؟!! في بلدنا أحيانا يخلطون بين الطيب والساذج، وبين البهلول والأهبل!! يقولون كلاهما من باء وهاء ولام..!!

ثم لاءات قمة الخرطوم ما تزال أيضا في الدرج، فهل يكلفهم بعثها الكثير؟؟ : لا اعتراف لا مفاوضات لا صلح..!!

وفلسطين من بحرها لنهرها مسلمة عربية، وستبقى!! لماذا صار البعض يستحيي منها، وما يزال هذا الكيان الغاصب، لا يعترف لنفسه بحدود؛ من الفرات إلى النيل زعموا، وفسرها العارفون بالخطين الأزرقين تخفق بينهما نجمة داود، في الأعلى الفرات، وفي الأسفل النيل، وبعرق أكتافهم بنيت الأهرامات فيما يزعمون…

لعلهم يعقلون!!

والحلف الإسلامي، غير الامريكي، ما يزال أيضا ممكنا..

وما يزال يمكن أن يعلن تحالفا إسلاميا عنوانه فقط، نصرة فلسطين، ورفع الظلم عن كاهل أطفالها، ومنحهم الفرصة حتى يكبروا وينجبوا رجالا لفلسطين!!

يجب أن نحرص،كل واحد منا، كل فرد، كل حاكم كل تجمع أو جماعة، كل شعب كل دولة؛   أن نقدمز لفلسطين ولغزة المدمرة والتي يكاد يلحق دمارها بدمار مدن الشام؛ شيئا ينضاف إلى العواطف والأماني والخطابات والبيانات وجميل الدعاء..

خطوة سياسية عملية في سبيل الله، ونصرة لأطفال غزة: لله ثم لبراءة الأطفال يا محسنون…

(وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ).

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: ألعدد 1056