شعوب العلم الغربي تدين تورط ساستها في جرائم الكيان الصهيوني العنصري الفظيعة في غزة
من المعلوم أن المؤشر على حياة الضمير لدى بني البشر ، هو أن يُنتصر للمستضعف المظلوم على المستكبر الظالم بكبح جماحه ، أما موته فهو السكوت عن ظلمه واستكباره ، وتشجيعه على التمادي فيه .
وموت ضمير ساسة العالم الغربي ليس وليد اليوم، بل كان قبل حدث طوفان الأقصى، وذلك يوم فوّت المحتل الإنجليزي سنة 1948 أرض فلسطين التي كان يحتلها للعصابات الصهيونية ،وقد سلّحها ،و شاركها في استباحة دماء وأرواح الفلسطينيين ، لتهجيرهم من أرضهم ظلما وعدوانا . ولم يوجد منذ ذلك التاريخ ضمير للساسة الغربيين في أوروبا وأمريكا . وظلت الأحداث المؤلمة ، ومآسي الشعب الفلسطيني تتوالى ما يزيد عن سبعة عقود ، ودماؤهم وأرواحهم تستباح بكل وحشية وهمجية ، دون وجود لأثر ضمير لدى الساسة الغربيين، وقد تواطئوا جميعهم على ذلك .
وها هي اليوم المذبحة الكبرى يشهدها قطاع غزة التي عرفت مذابح متتالية من قبل ، و قد فاقت كل فظاعة ، وهؤلاء الساسة المتواطئون مع كيان عنصري وحشي همجي تشهد عليهم ألسنتهم بتصريحاتهم المؤيدة له في مؤتمراتهم الصحفية أمام وسائل الإعلام دون خجل ، وبكل وقاحة ، لأنهم دأبوا دائما على المشاركة الفعلية في كل مآسي المسلمين أو السكوت عليها سكوت الشياطين الخرس ،كما كان الشأن في البوسنة والهرسك ، و في العراق ، في وأفغانستان ، و في ميانمار ، والتي لا نهاية لها في فلسطين .
ولقد شهد شهود من شعوبهم ـ وكفى بها أصدق شهادة ـ على انعدام ضمائرهم حين خرجت في حشود هادرة في عواصم بلدانهم و الحناجر تضج مطالبة بوقف أقذر حرب على الإطلاق ، وهي تندد بجرائم الصهاينة الوحشية المرتكبة في غزة المحاصرة برا ،وبحرا ،وجوا ، والمحروم أهلها من الطعام ،والشراب ، و الدواء ، والوقود .... والتواصل مع العالم الخارجي ،وضحاياها أطفال أبرياء مع أمهاتهم، وشيوخ ، وعجزة ، ومرضى .
أما أصوات حشودنا ـ نحن معشر العرب والمسلمين ـ في مظاهراتنا ومسيراتنا ، فلا أحد من أولئك الساسة المتغطرسين يأبه بها ، أو يبالي بنا، لأننا لا نساوي شيئا في أعينهم ، وكيف يبلون بنا وساستنا لا يأبهون بنا ، ولا يعيروننا أدى التفات أو اهتمام كأننا لا وجود لنا ، ولا تؤثر أصواتنا العالية المرتفعة فيهم كي يغيروا مواقفهم الخاذلة للشعب الفلسطيني بصمت بعضهم ، وبتواطؤ البعض الآخر مع الجلاد الصهيوني بشكل أو بآخر ، وقد ماتت ضمائرهم كموت ضمائر ساسة الغرب المتغطرسين وهم يخشونهم، و في المقابل لا يأبهون بغضب شعوبهم لكرامتهم التي تداس بالأقدام .
إن التاريخ اليوم يسجل ، والعالم يشهد أن ساسة الغرب الذين يتبجحون بالوصاية على الديمقراطية في كل المعمور ، و على حقوق الإنسان ، و على القيم الحضارية ، وعلى الأمن ، والسلام ، و على العدل ... إن هم إلا وحوش ضارية أوصياء على قانون الغاب ، يطبقونه بآلتهم الحربية المدمرة التي يستخدمونها ، ويزودون بها الصهيونية العنصرية الدموية الحاقدة التي تقف وراء كل مآسي هذا العالم ، وتعيث فيه فسادا دون رادع يردعها ، وهو ما جعل ضحاياها في غزة يفجرون ضدها طوفان الأقصى الثائر على قانون الغاب الذي ضحاياه مستضعفون ، وطغاته مستكبرون ، فعسى أن يظهر قريبا هذا الطوفان المبارك ببركة المسجد الأقصى المستضعفين على المستكبرين ، ويتحقق وعد الله عز وجل الناجز ، وعدالته ، وهو القائل : (( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )) صدق الله العظيم ، (( إن وعده كان مأتيا )) .
وسوم: العدد 1057