طوفان الأقصى يشبه طوفان نوح ..أثراً ومدىً !
لاشك أن معجزة طوفان الأقصى .. كانت مفاجأة مذهلة للجميع ..سرّت من سرّت وساءت من ساءت ( ليسوؤا وجوهكم)
..ولا شك أنها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه..!
ولن تتوقف عند زمن ولا عند مكان ..!
وهذه ارتداداتها تهز أركان الأرض!
وستغير كثيرا من النظريات والقواعد والمسلمات .. وخصوصا الاستراتيجية والعسكرية.. والقتالية ..والعقدية إلخ !
.. فمن كان يظن أن قوة بسيطة بمثل تلك الأمكانات المتواضعة والمنتج أكثرها محليا -.. والقدرات المحدودة .والمحاصرة منذ نحو عقدين .. تفعل مثل ما فعلت في دولة[مزيفة مصطنعة في الواقع والحقيقة] كانت تتغطرس على المنطقة وتخيف دولها.. وتعتدي على بعض الخانعين – كالنظام المتحكم في سوريا - ولا يجرؤون على الرد عليها!– كما يجول القط أمام الفئران!.وزعمت – وزعم لها [جوقة الصليبيين] أنها الأكبر قوة وجيشا وقدرات ..وحرص [ فارضوها ] ومغذوها وممدوها ومحرضوها ومستعملوها على إمدادها بكل وسائل القوة المختلفة ..عسكريا وماليا وإعلاميا وتقنيا..إلخ بحيث تبقى متفوقة على كل دول المنطقة في كل ذلك!
والأكثر هزلا وإضحاكا نسبة [ الأكثر أخلاقية] لجيشها الذي رأينا حقيقة أخلاقياته .. وأخلاق داعمي جرائمه فيما فعل ويفعل في غزة وفلسطين كلها – وغيرها ! لقد رأى كل العالم ذلك..وثار وما يزال – إلا ساسة[ الانحطاط] العمي المتآمرون .. ضد مواقف شعوبهم..مما يثبت أنهم لا يمثلونها حقيقة .. ومما لقي أضواء من الشك على[ زيف ديمقراطيتهم]..كما كشفت جرائمهم في غزة وفلسطين ..زيف ادعاءاتهم بالإنسانية والأخلاقية ..وسائر المباديء [ الأكاذيب التي يجترّونها] .. حتى ابتذلوها..وظهر انهم أسوأ من البدائيين في تأييد [الثأر] المضاعف ..وفي التمييز بين البشر خصوصا إذا قورنت مواقفهم في فلسطين وغزة – مع مواقفهم من قضية مثل أوكرانيا!
.. ومما بلغ من شأن ( طوفان الأقصى) أنه بدأ يؤثر حتى على الانتخابات الأمريكية !
وحتى تعجب منه كبار العسكرين الأمريكان وغيرهم !
ظن [المارينز] وأشباههم أنهم سيغلبون المجاهدين ..ودرّسوا جند الجرائم الصهيونية تجاربهم الإجرامية في معارك المدن . وما فعلوا في الموصل والفلّوجة - وبالرغم من أن أنمجاهدين في غزة ينطلقون من نفس المنطلقات تقريبا. لكن ..شتان!
لقد تمرغ- حتى المارينز[السوبرمان] في أوحال غزة ورمالها وكلفه تدخله غاليا !
وباتوا يشكون أنهم المنتصرون حتما ودائما[ عقيدة السوبرمان] .. فقد اهتزت لديهم !!
لربما اكتشفوا أن السر في المحارب ونوعيته وعقيدته ..ومدى تعبئته بها !
وعادت تذكرنا بمقولة اليهود للضابط المصري المجاهد ( معروف الحضري) سنة 48 حين أسره اليهود في منطقة ( صور باهر) جنوب القدس ..وسألهم : لماذا تخافون من المجاهدين الإسلاميين وتفرون منهم؟.. فقالوا له L نحن أتينا من ديارنا لنعيش ونؤسس دولة..وأنتم أتيتم لتقاتلوا وتموتوا وتدخلوا الجنة !) ومن يطلب الموت توهب له الحياة.. وطالب الموت ينتصر على طالب حياة!
..ما أروع شهداءنا القديسين في غزة!!
( قلت لصاحبي: سيتبرك الناس بهم فيما بعد قال : صحيح!)
وما أروع ( طوفان الأقصى ) حينما طوّف – بقوة - في كثير من مدن العالم وعواصمه وأرجائه .. في أربعة أركانه !
..شعوب المعتدين تتظاهر بكثافة دعما لفلسطين وغزة وتهاجم العدوان والمعتدين ودعم قادتها وساستها للإجرام والمجرمين وذلك بالرغم من كل محاولات المنع والتضييق من ساسة العالم المنحط لمنع شعوبهم من التعبير عن ( إنسانيتها وبشريتها) التى نسوها ودنسوها وتناسوها بل ألقوا بها في سلات المهملات !
حتى ( اليهود الحقيقيون ) أمثال طائفة ( ناطوري كارتا) وجماعة ( صوت يهودي من أجل السلام : (j.v.Pوكثير غيرهم تظاهروا ضد الدولة اليهودية المعتدية وجرائمها – وتبرأوا منها-..ومناصرة لفلسطين ..ولغزة التي يذبح جيش اليهود المعتدين أطفالها ونساءها وأهلها ..ويعجنون لحومهم بغاراتهم الانتقامية.. باسم يهود االعالم والدولة التي تزعم تمثيلهم..وأمثال هؤلاء اليهود المنصفين المعتدلين يتبرأون من جرائم الصهاينة ودولتهم!!
( طوفان الأقصى) سيظل ولادا ومؤثرا ومغيرا .. إلى أماد بعيدة حتى يتغير وجه التاريخ..ويحق الحق ويزهق الباطل !
.. ما أتفه وما أرخص و[أتيس النتن] حين يريد أن ينفخ في جنوده روحا دينية ..اقتداء بمجاهدي حماس وغزة- وهو الملحد- فيتلو عليهم بعض النصوص[الدموية] من التوراة التي كانت تحرضهم ضد الوثنيين..! فكان كالغراب الذي حاول تقليد الطاووس!
..ذلك أن الفارق – ونختصر بعض الأمر – على الباحثين والمنظرين والمندهشين..الفارق – في معظم الأمور والنتائج والتكتيكات .. يكمن في نوعية المقاتل وعمق عقيدته وصحتها ومدى تهيئته .. وإتقان إعداده وتربيته وتجهيزه...إلخ
( وإن جندنا لهم الغالبون) !
( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
وسوم: العدد 1057