هل معارضة الكونغرس الأمريكي لمشروع قرار يقضي بسحب القوات الأمريكية من سورية، يمكن أن يكون لمصلحة السوريين
وأخطر شيء نفعله هنا هو الاستعجال في الجواب.
وربما كان الكثيرون من قبل يظنون أن في الوجود الأمريكي في سورية ضمانةً لشيء ما، وأن هذا الوجود في وجه من وجوهه موظف ضد سلطة الأسد، أو ضد الوجود الإيراني، أو حتى كما هو معلن يوم جاء التحالف الأمريكي بقضه وقضيضه، انتصارا لأكراد سنجار، يوم خطف أبصارنا الفيلم الهوليودي، بإحراق الضابط الأردني الشهيد رحمه الله تعالى؛ وحتى هؤلاء بقضهم وقضيضهم المدان وليس المشبوه فقط، ما زالوا يُمرعون في ظل الوجود الأمريكي المتذرع بهم. فيسرحون ويمرحون، بينما تم القضاء على قوى وطنية سورية حقيقية من مثل جيش التوحيد وجيش الإسلام…
الميليشيات الإيرانية المتعددة الجنسيات، جعلت من القوات الأمريكية مثل كيس التدريب، ولكن الحِلم الأمريكي في التعامل مع هؤلاء لا حدود له. المصابرة والمحاسنة والأناة وطولة البال، ولو كان عُشر ذلك من أطفال غزة فقط!!
بالمناسبة بالأمس فقط كانت الوصية الأمريكية الرسمية بالحلِم على قوات الحوثي، التي باتت تقطع الطريق في باب المندب، وبحر العرب.
ووصلني نداء من أحد القيادات اليمنية، يؤكد أن قوات الحوثي تجمع المزيد من المتطوعين باسم غزة، وبعد تجنيدهم، توجههم إلى مدينة مأرب- جنوب شرق- صنعاء، لاحتلالها ولكسر إرادة أهلها..لعلنا نتدبر!!
نعود إلى سورية؛ وأعود إلى السؤال: هل في بقاء القوات الأمريكية في سورية مصلحة للشعب السوري الحر؟؟
أعلم أن كثيرا من الأحرار يتمسك بهذه القوات، نكاية في النظام، على قاعدة أن النظام يلهج في الليل ىالنهار مطالبا بخروج القوات الأمريكية، وبرفع العقوبات الأمريكية..!! عرنووس يرى أن العقوبات الأمريكية - المزعومة- تؤثر في الاحتباس الحراري على كوكب الأرض. للعلم فقط لمن لا يعلم نجح الحصار الأمريكي على غزة بمنع الخبز والماء؛ ولكنه لم ينجح في قطع خطوط البنتاغون الأسدية!! يا لها من عقوبات!!
هذه المطالبة المعلنة والمجهورة والمتكررة بانسحاب القوات الأمريكية هي من نفس نوع النداء: الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل..
وجود القوات الأمريكية بالنسبة للأسد يشكل أحزمة أمان متعددة ؛ أهمها ضد أن تكون الموارد السورية الوطنية، بيد الثوار الحقيقيين، فيوظفونها في عمليات تنمية حقيقية.
ولا أظنني بحاجة أن أذكر، أن الصراع بين ما يسمى قوات قسد وبين نظام الأسد، مجرد بروفات ومناورات تستخدم فقط للتمثيل.
وكذا أن أذكر أن القوات الأمريكية في شمال شرق وطننا تشكل كتلة موازنة لقوة جارنا الشمالي. حيث الجبين دائما مقطب.
نعم إن خروج القوات الأمريكية من وطننا يجب أن يكون مطلبا ثوريا وطنيا.
مطلبا حقيقيا وليس دعائيا.
من المؤلم أن بعض السوريين ما زالوا يعولون على دور أمريكي حقيقي، في تنفيذ ٢٢٥٤!! ولو كانت أمريكا ستنفذ شيئا من هذا!! لنفذت شيئا من ٢٤٢ بشأن الاحتلال الصهيوني المتعدد الجبهات، وجنبت المنطقة الكثير من الكوارث والنكبات..
ويبقى ما أكتبه هنا مجرد وجهة نظر. فليس من عادتي أن أفرض وجهة نظري على الناس. ومن جاء بقول مقنع أحسن من هذا تأملناه..
وسوم: العدد 1062