العالم بأسره يخزى اليوم بسبب سكوته على ما يقوم به الصهاينة
العالم بأسره يخزى اليوم بسبب سكوته على ما يقوم به الصهاينة الهمج المتوحشون في قطاع غزة من مجازر رهيبة غاية في الفظاعة
ماذا بقي اليوم للعالم بأسره في كل القارات من قيم يمكنه أن يدعيها، وهو ساكت سكوت الشيطان الأخرس يتفرج على الصهاينة الهمج المتوحشون، وهم يرتكبون أفظع جرائم الإبادة الجماعية التي لم يشهد العالم مثيلا لها باعتبار الآلة الحربية المستخدمة في قطاع غزة ؟؟؟
إن العالم بأسره تناسى أن القضية الفلسطينية هي قضية شعب خضع لاحتلال بريطاني بغيض لم يرحل عن أرضه حتى وطّن فيها عصابات صهيونية جلبت من كل دول القارة الأوروبية ، وقد سلّحها بل دعمها عسكريا وقاتل إلى جانبها من أجل أن يمكن لها ، وتحل محله كمحتل جديد بعد رحيله، وقد أرهبت بوحشيتها وهمجيتها أصحاب الأرض ، وشردتهم وهجّرتهم قسرا ، واستولت على أرضهم ومساكنهم ، وأقامت مكانها مستوطنات هجرت إليها كل يهود العالم الذين كان أجدادهم يعيشون لقرون في مختلف بلدانه ، وهكذا صار للصهاينة بين عشية وضحاها وطنا لم يكن لهم من قبل إلا في أوهامهم التلمودية الخرافية المفترية على شريعة موسى عليه السلام أكبر الافتراءات، إذ نسبت له الدعوة إلى قتل خلق الله تعالى ظلما وعدوانا ، كما نسبت له الدعوة إلى النهب والسلب والسبي ، ومختلف أنواع الإجرام من تدمير للإنسان والعمران ، وشريعته عليه السلام بريئة كل البراءة من الهمجية التلموذية التي اتخذها الصهاينة ذريعة لتبرير احتلال أرض لا حق لهم فيها ، ولتبرير تقتيل وتهجير أهلها قسرا وظلما وعدوانا.
هذه هي الحقيقة التاريخية التي يغض العالم اليوم بأسره الظرف عنها ، وهو ما جعله يسكت على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش نواته الأولى عصابات إجرامية همجية وحشية ، وقد تربى على الهمجية والإجرام ، وفي صفوفه كل أصناف المرتزقة الضالعين في الإجرام الذين جلبوا من كل الأقطار التي تصدرهم إلى أرض فلسطين من أجل ارتكاب الفظائع فيها على مرآى ومسمع العالم دون أن يفعّل ما يسمى بالقانون الدولي أو نفعّل قرارات ما يسمى بمجلس الأمن الذي حوله العبث بالفيتو إلى مجلس حرب يرفع فيه أصحابه أيديهم دون خجل اعتراضا على وقف حرب إبادة جماعية قذرة ترتكب في حق أصحاب الأرض العزّل ، وهي إبادة يخزى بها كل العالم ، ودون أن يكون لأحكام محاكم صورية التي تنعت بالدولية أدنى مصداقية .
وإذا كانت الكيانات الصليبية المتصهينة تقف علانية إلى جانب الصهاينة، وهي تقرهم على همجيتهم ووحشيتهم ، وتسوف معهم من أجل إطالة مدة جرائم الإبادة ، فإن هذا لا يستغرب منها ،وإنما الغريب هو أن تقف مختلف الكيانات الأخرى موقف التفرج على ما يحدث من فظائع ، وعلى رأسها الكيانات الإسلامية والعربية التي يلزمها شرعا أن تنصر شعبا مسلما عربيا مظلوما، احتلت أرضه بالقوة ، واستبيحت دماء أبنائه ، وهي مسؤولة عن ذلك أمام الله عز وجل ، وأمام التاريخ ، وقد حازت بسكوتها وعجزها عن رفع الظلم عنه عارا وشنارا لن يمحى أبدا .
وأخيرا نقول للشعب الفلسطيني المسلم الأبي والأصيل المتشبث بهويته الإسلامية وبأرضه ، وبحقه التاريخي، لا يلين في ذلك ، ولا يضعف، ولا يستكين، لك الله عز وجل وكفى به ناصرا ومعينا ، وهو معك حتى تنال حقك كاملا غير منقوص بعز عزيز وبذل ذليل . إنك بشموخك ، وبصمودك قد كشفت عورة وسوأة عالم لا قيم ولا خلاق له ، عالم تقوده الصهيونية ، وتتحكم فيه، وهو خاضع خانع لها ، وما بقي لها إلا أن تعلن عن وصايتها الكاملة على كل العالم ، وهي في واقع الحال كذلك، وقد صارت أخطبوط وسرطانا خبيثا ينخر جسم العالم ، ويعيث فيه فسادا ودمارا . ولن يكون العالم بخير حتى تستأصل شأفة هذا السرطان الذي يقف وراء كل المآسي في عالم اليوم، كما استأصلت شأفة كيانات عنصرية من نازية وفاشية ....وغيرهما .
وأية مصداقية بقيت للعالم بأسره ، وهو ساكت يتفرج، والطفولة الفلسطينية البريئة تقصف من طرف عصابات همجية جبانة تستخدم آلة حربية مدمرة دمارا شاملا، توفرها لها أنظمة ضالعة معها في الهمجية وفي إجرامها ، ومع ذلك تتبجح بشعارات الدفاع عن القيم الإنسانية وعن السلام والأمن في العالم ،بينما هي في الحقيقة أنظمة في منتهى الوحشية والهمجية لا شغل لها سوى السعي إلى الحروب المدمرة المهددة لأمن البشرية قاطبة .
وسوم: العدد 1087