مجلس الشعب الأشد خطرا في تاريخ سورية الحديث
الشعوب في عصر الثورات الكبرى، تبقى بعيدة عن معاركها الجانبية، لا تأبه لها، ولا تهمها، وتسخر أحيانا بطهورية، من الذين يهتمون بها..
الانتصار في المعارك الجانببة، في علم السياسة، هو خطوات ،أحيانا، ضرورية، لإحراز انتصار استراتيجي، أو تعزيزه، أو تطويره…
حتى مفاهيم النصر والهزيمة، والتمييز بين النصر والغلبة؛ يبقى رجراجا في عصر هذه الثورات. فالمفهوم العام للنصر قاب قوسي المثالية والواقعية؛ يمكن أن يقال عنه الكثير.
نقول: لن ينتصر بشار الأسد، ولن تنتصر إيران، ونعلي بها أصواتنا، وكل ذلك جميل. ولكن الواقع على الأرض، أن بشار الأسد مع داعميه ومنافسيه الإيرانيين، يجرون اليوم انتخابات لمجلس شعب سوري، سيكون مسمار لجحا خواجة وليس خوجة، خلال السنوات الأربع القادمة..
ومن متابعة عملية للحدث، حدث انتخابات مجلس الشعب السوري، استطعنا أن نلحظ حضورا إيرانيا واضحا، وتيارا لمرشحين موالين لقم، ومدعومين منها، ونلحظ خيوط صراعات، بين فئام من القوى والناس على خلفيات متعددة. لم تغب قم الولي الفقيه، ولم يغب آخرون وآخرون؛ ولكننا غبنا. لم نلق دلوا بين الدلاء؛ مع أن
فإن الماء ماء أبي وجدي … وبئري ذو حفرت وذو طويت
تأخرنا في أن نلحظ أن في تفاصيل هذه الصراعات، صراعا بين "قوبة" أو "حزمة" مرشحين يأتمرون بأمر طهران، ويقدمون ولاءهم على أطباق عاجية، لخدمة مشاريعها في سورية؛ مشاريعها المذهبية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية… وربما هؤلاء يختلفون بالنوع أو بالدرجة عن آخرين…
إدراك الفروقات وفهم الاختلافات يحتاج إلى ذكاء طبيعي، لا ذكاء اصطناعي أو ذكاء معلب، يفرز على الهوية..
هذه المجموعات تصارع مَن؟؟ تصارع على الطرف الآخر أكثر من تيار، وتسمية هذه التيارات لا مصلحة فيه؛ لك فقط أن تتصوره، أنا لا أخاف منكم أن أوصفه؛ بل أخاف عليكم.
مجلس الشعب السوري منذ حافظ الاسد ومجلسه الأول المعين ثم المنتخب…
هو مجلس "الخشب المسندة" لا حل ولا عقد، بل مجلس "شرم برم" هذا صحيح…
ولكن عندما سيكون رباط هذا المجلس من خلال عبيده؛ بيد طهران؛ هل سيبقى كذلك منزوع الدسم والعافية، أم أنه سيتحول إلى ذراع صفوي يحركه الولي الفقيه، من قم، ضد ما تبقى من معالم سورية المسلمة، لتذويبها في في كأس شاي الولي الفقيه..
وتسألني: وهل بقي من معالم سورية المسلمة شيء؟؟ وأجيب: ما زلنا على منارة الأمويَيْن في دمشق وحلب، لا نؤدن بخير على صالح العمل. ولو تمكن الولي الفقيه أو مُكن لأذن!!
الثورة كما هو المنتظر منها عملية تغيير شمولية، تأبى الاهتمام بهذه التفاصيل.
ولكن فريقنا - ولست منهم- منذ جنيف ١ وجنيف ٢ ، و٢٢٥٤ قد أمعنوا في السير في هذا الطريق.
انتخابات مجلس الشعب الأرعن، التي تغرز المخالب الإيرانية عميقا في صدرها، ربما يكون لها تأثير أكبر في حاضر الشعب السوري أو المجتمع السوري ومستقبله…
تحدٍ نأينا بأنفسنا عنه، على خلفيات وخلفيات، ونعلم أن الزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، وأعلم أنني أسير في واد ذي شوك فأشمر وأتقي، وأرد على كل الذين يردون عليّ : حسبنا الله ونعم الوكيل.
وسوم: العدد 1087