غزة بين مناصر ومخذّل
لماذا لا تهتم الأمة بحال المسلمين الذين يُبادون في غزة؟ سؤال يراود المسلمين وحتى غير المسلمين عبر العالم، والإجابة تكمن في البروتوكول الثالث عشر من "بروتوكولات حكماء صهيون": "ولكي تبقى الجماهير في ضلال لا تدري ما وراءها وما أمامها، ولا ما يراد بها فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج، والمسليات، والألعاب الفكاهية وضروب أشكال الرياضة واللهو وما به الغذاء لملذاتها وشهواتها والإكثار من القصور المزوقة والمباني المزركشة ثم نجعل الصحف تدعو إلى مباريات فنية رياضية من كل جنس فتتوجه أذهانها إلى هذه الأمور، وتنصرف عما هيأناه فنمضي به إلى حيث نريد" ...أليس الواقع يصدّق هذا سواء صحت نسبة البروتوكولات أو لم تصح؟
فالمجاهدون هناك في الأنفاق يبهرون العالم بمواجهة أسطورية للعدو ونحن في الاصطياف، وبعضنا ينافق ويخذّل، بعضنا اعتاد المشهد واشتغل باللعب واللهو كأن القضية لا تعنيه... كيف هذا وفي غزة رجال ربانيون محاصرون لا وسائل لهم إذا خططوا أبدعوا وإذا ضربوا أوجعوا وإذا خطبوا أسمعوا وإذا قرؤوا القرآن خشعوا وفهموا وعملوا، فمتى يكون لنا نصيب من ذلك؟ متى نعي ونفيق؟ بوسائلهم البسيطة حوّلوا دبابة ميركافا التي لا تهزم إلى خرداوات، وحوّلوا ناقلات الجند المصفحة إلى حبات كعك على مائدة القائد السنوار وإخوانه...ولْيمت المنافقون والمعوِقون بسكتات قلبية إن كانت لهم قلوب، فقد أعماهم الحقد عن إبصار المعجزات، لا يرون سوى ما أصاب الغزاويين من قتل وخسائر كأن الجهاد ليس له ثمن باهظ...ألا يعلمون أن الجزائريين قدموا 45000 شهيدا في يوم واحد (8 ماي 1945)؟ فما أعظم المرابطين في غزة بإسلامهم، وما أخزى المخذّلين المنهزمين الذين فضحهم طوفان الأقصى.
ومن أغرب ما شد انتباه الرأي العام اصطفاف طائفة من "رجال الدين" المحسوبين على الإسلام مع الأنظمة المطبعة بل مع الرؤية الصهيونية ضد المقاومة، وهذا يحيلنا حتما إلى طرح هذا السؤال الوجيه: هل تعرفون "جامعة تل أبيب الإسلامية"؟ تأسست سنة 1956 وهي تحت الإشراف الكامل للموساد، تخرّج يهودا متخصصين في علوم الإسلام، ويبدو أنه قد تتلمذ عليهم شيوخ الضلال الذين يسخرون من المقاومة (باسم السنة والسلف الصالح) ويلعنون حماس ويلمزونها ويضحكون عليها وينفّرون منها كأنهم مجرد حاخامات بزي شيوخ، متخرجين من هذه الجامعة ، أشرف الموساد على تكوينهم ، يجمعون بين العمالة والغباء والنذالة والبشاعة، وأخطر ما في الأمر أن لديهم أتباعا ألغوا عقولهم وبلغوا أعلى درجات الحمق وقسوة القلب وانعدام البصيرة.
أما نحن في الجزائر فالشعار المرفوع أننا مع غزة وفلسطين بلا تحفظ لكن نلاحظ أننا في العاصمة نجد: شارع تشي غيفارا، ساحة موريس أودين، ملعب نلسن مانديلا، حديقة صوفيا...متى نجد فيها شوارع وساحات ومؤسسات باسم أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل هنية وغزة وجباليا؟ أتمنى أن يتحرك المحبون لفلسطين من نواب وفاعلين سياسيين وشخصيات وطنية في هذا الاتجاه، ففلسطين هي البوصلة وأبطالها هم أولى الناس بالتقدير.
فيا مسلم لا تنس غزة، إنها تجاهد نيابة عنا، رغم الإصابات البليغة كسرت غطرسة الصهاينة وأعادت الأمل للأمة فدعّمها ماديا ومعنويا وتأكد من النصر القريب.
ويا من تسأل متى النصر؟ السؤال موجه إليك: ماذا فعلت أنت ليتحقق النصر؟ هل كتبت؟ هل تكلمت؟ هل بذلت المال؟ هل جهزت غازيا؟ هل قاطعت سلع الأعداء؟ هل أنت جندي في المعركة أم متفرج؟
وسوم: العدد 1093