دعوة إلى ميثاق شرف فردي عنوانه "بيني وبينك"

ونحن نتابع هذا الخلل الكبير في موقف السوريين المحسوبين على مشروع الثورة، والدعوة إلى سورية آمنة عادلة حرة ، يتساوى كل أبنائها في الحقوق والواجبات، في ظل دولة - ولا أقول سلطة- تكفل حقوق الجميع، على قاعدة السواء الوطني...

وفي ظل ما آل إليه وضع جمهور الثورة السورية الجميلة، من اختلال واختلاف وتراشق وتقاذف، مما يفيد منه أعداء الثورة دائما أكثر، إن لم يكونوا هم المؤسسين لهذه الحالة وداعميها...

أدعو نفسي كما أدعو كل مواطن سوري حر، مهما كان رأيه وتوجهه ومشربه ومذهبه، إلى أن نكف عن التنابذ والتراشق وتبادل الاتهام، والرغبة في أن يدفع بعضنا في صدر بعض، أو أن يطعن أحدنا في ظهر الآخر؛ ونلتفت إلى وجهتنا الأساسية، كما يلتف الحجاج المجتمعون حول نصب رمي الجمرات، فمهما اختلفنا نتناسى خلافاتنا، ثم يفرغ كل واحد منا وقته وجهده للرمي في مواجهة نصب "زمرة الفساد والاستبداد" حتى نرديها جميعا...

مع شديد الأسف و مع الألم والحيرة أتابع معارك بينية جانبية تفتحها فئات، أو أفراد من السوريين، على بعضهم!! باسم الثورة، ولمصلحة الثورة يعلن هذا أن أمر هذه الثورة لن يستقيم إلا بالإطاحة بهذا أو بإسقاط ذاك، أو بإزاحة هؤلاء ، والذين يؤزون هذه الخلافات والنزاعات، يفركون يدا بيد فرحا ويضحكون!!

لا أنفي أن لخلافاتنا واختلافاتنا مسوغاتها وأسبابها ودواعيها.. ولا أنكر أنني جزء من المشهد الوطني السوري، حين تستبد بي الرغبة، أو ما أظنه المصلحة، تدعوني إلى إعلان البراءة، أو الرغبة في الإزاحة والإراحة... ومع ذلك فإن الميثاق الذي أدعو إليه نفسي وكل السوريين، هو أن يتمترس كل واحد منا على جبهته، مع المجموعة أو الفئة الوطنية، التي تثق به ويثق بها، ثم نشتغل جميعا على رجم ما بأيدينا، أو ما على ألسنتنا باتجاه المستبد الأول، الذي خرجنا من ديارنا لإزاحته..

يقول لنا الذين يحرضوننا على بعضنا: لن ننتصر حتى نسقط هذه الجهة، أو حتى نزيح هذه الصورة، وأنا أقول لكم، والحق أقول لكم، أننا لن ننتهي من تصفية الأعداء الصغار الذين يقترحونهم علينا، حتى يكون عدونا الأول قد صفانا جميعا...

ويقول لي معترض: إن بعض هؤلاء الناس، قد سلبونا قرارنا، وهم يتحدثون باسمنا، بل يتاجرون بها!! وأقول مطمئنا الجميع: لا تقلقوا فلا أحد من كل الذين تذكرون، يملك كلمة أو قرارا مؤثرا، فلا أحد يشغل نفسه بأحد، حتى المرق لا يستطيعه من تظنون أو تتهمون...

وأقول كلاما أنا به حقيق: لو اجتمع عشرات السوريين الصادقين على قلب، وفكروا بعقل، وأخذوا كتابهم بقوة، لكانوا هم القوة القابضة بحق على جمر هذه الثورة وقرارها...

ثورة الصدق لا ينصرها إلا الصادقون..

أرجوكَ الكلمة التي سترد عليّ بها ادخرها فردها على المستبد الذي أخرجك من دارك.. أنا لم يكن لي، ولا أتوقع أن يكون لي من أمرك شيئا..

واجعلوا نُصب الظالم المستبد هدفا حتى يكون خلاصنا...

يسألني بعض الناس: لماذا لا ترد على من يسيء إليك؟؟ وأقول إساءة هؤلاء إلي إساءة لفظية شفوية تذهب مع الريح ..أما الذي آذني وأخرجني من داري، وحرمني من أهلي ووطني فهو هناك .. حيث أشّرت لكم، فدعونا جميعا لا ننسى ذلك أبدا...

مهما اختلف نزلاء الزنزانة الواحدة يجب أن لا ينسوا أن سبب ما هم فيه، هو الذي حشرهم فيها...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1094