يا من تاجرتم وابتززتم بمقولة " معاداة السامية "

يا من تاجرتم وابتززتم بمقولة " معاداة السامية "  كل شعوب المعمور انظروا ما تفعله السامية المتوحشة بالمدنيين في قطاع غزة إبادة جماعية وتهجيرا قسريا؟

إنه لمن السخرية ، ومن الضحك على الذقون ، ومن الاستخفاف بالعقول ، وبالمنطق ، وبالقيم الإنسانية أن تسكت الدول الغربية في أوروبا وأمريكا سكوت الشيطان الأخرس عما يرتكبه يوميا منذ ما يزيد عن سنة  الصهاينة من مجازر وحشية رهيبة  في حق أهل غزة شمالها ،ووسطها، وجنوبها، وقد فاقت حدود الإبادة الجماعية بأشواط  بعيدة  .

وبيان هذه  السخرية أن هذه الدول الغربية  التي اخترعت مقولة " معاداة السامية" وتاجرت بها، وابتزت بها  لعقود كل دول المعمور، هي نفسها من عادتها ، ونكلت بها ، وليست ألمانيا النازية وحدها  من تتحمل المسؤولية عن ذلك كما شهد التاريخ بذلك ، والذي لا سبيل لطمسه  أو تغييبه ، والصهاينة يعرفون ذلك جيدا ، وقد وثقوه ، ولم ينسوه  ، ولن ينسوه أبدا ، ومع ذلك يسكتون عنه ، ويسايرون الدول الغربية في تسويق مقولة " معاداة السامية " والمتاجرة بها، لأنها وسيلتهم للتمويه على طبيعتهم  العنصرية والوحشية والدموية ، ولتكميم الأفواه حتى لا تدين وتشجب ما يرتكبونه من جرائم فظيعة ، وإبادة جماعية  مريعة ، وتهجير قسري بغيض للفلسطينيين من وطنهم .

ولقد وجدت الدول الغربية في تسويق مقولة " معاداة السامية " كفارة لها عن اضطهادها لليهود يوم كانوا بين ظهرانيها ، ولم تجد قربانا  تقدمه بين يدي  هذه الكفارة سوى ترحيلهم إلى أرض فلسطين التي هجروا أهلها قسرا  ، ومارسوا عليهم جرائمهم الوحشية والهمجية منذ احتلالهم أرضهم بالقوة بمساندة  المحتل الإنجليزي يومئذ  ، وبمباركة كل الدول الأوروبية ، ومعها الولايات المتحدة الأمريكية.

ولقد تظاهر الصهاينة بقبولهم كفارة الدول الغربية ، ورضوا بالقربان الفلسطيني  المقدم بين يديها ، فضلا عما جنوه من امتيازات لا حدود لها ، حتى أنه  لم يوجد كيان في العالم دلل من طرف تلك الدول  كدلال الصهاينة تأييدا لهم ، و تموينا وإنفاقا عليهم، وتسليحا لهم بمختلف أسلحة الدمار الشامل ... وتشجيعا لهم على الاستخفاف والاستهانة  بكل الأعراف والقوانين الدولية  بل والدوس عليها بصلف وغطرسة ، والعربدة في أرض فلسطين، وما جاورها من البلاد العربية  بل وحتى البعيدة عنها. وأكثر من ذلك صار الصهاينة يفاخرون بأن يدهم لا حد لطولها ، وأنه يمكنها الوصول بالعدوان  إلى كل مكان في المعمور.

ولقد كان من المفروض أن يقتطع للصهاينة جزء من ألمانيا شرقها أو غربها كفارة لها عما مارسته نازيتها عليهم من إبادة جماعية ،بما في ذلك حكاية الأفران ، فضلا عن تهجيرهم  القسري. واليوم وبكل وقاحة تواجه الدولة الألمانية رعاياها الألمان وغيرهم  بالهروات عندما يخرجون في مسيرات منددين بجرائم الصهاينة في غزة  محاولة  بذلك طمس ما فعلته بهم ،وهي يومئذ نازية ، وذريعتها في  منع المسيرات والمظاهرات أنها تمنع " معاداة السامية " التي  تحولت  بدورها إلى أشرس من النازية .

وكان على الدولة الألمانية المتبجحة بالديمقراطية ،وباحترام حقوق الإنسان ، وبالعدالة أن تكفر عما فعلته باليهود وهي يومئذ نازية بتوطينهم في أرضها لا في أرض الفلسطينيين إن كانت بالفعل كما تدعي وألا تقمع شعبها الذي خرج منددا وساخطا ، ولم يسكت كغيره من شعوب الدول الأوروبية بل ككل شعوب العالم عن جرائم الصهاينة الفظيعة في حق الفلسطينيين ، وذلك  استجابة لما يمليه عليه ضميره الحي عوض اتهامه بتهمة " معادية للسامية " الملفقة والمتهافتة .

وعلى الصهاينة إن كانت لديهم  مثقال ذرة من كرامة أن يطالبوا بحقهم في وطن قومي فوق التراب الألماني أولا ، ثم في باقي الدول الأوروبية التي عاشوا فيها مضطهدين ثم طردوا منها خزايا  .

وعليهم أيضا إن كان لديهم مثقال  ذرة  من مروءة  أن يعترفوا للعالم أجمع  بجميل البلاد العربية والإسلامية التي عاشوا فيها لقرون مصانة كرامتهم ، ولا زالت بقايا منهم في بعضها، يعيشون بسلام وفي أمن وأمان ، وهم ينتقلون منها للخدمة العسكرية في فلسطين المحتلة لقتل واضطهاد الفلسطينيين، ثم العودة إليها  من جديد للتمتع  بالسياحة والاستجمام في أمن وسلام ، مع مزيد من المتاجرة والابتزاز فيها بمقولة " معاداة السامية "،  وهي وسيلتهم  لصرف الأنظار عن إجرامهم الشنيع  ، ولتكميم  كل الأفواه المندد به  بشدة .

ولقد لحق  البوم العالم الغربي بشطريه الأوروبي والأمريكي لسكوته  الشيطاني عن إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيرهم القسري عار، وشنار، ولعنة أبدية  ، سيسجلها التاريخ للأجيال القادمة.

وسوم: العدد 1100