الأيدي العاملة
عندما تكون المسافة الزمنية ثلاث دقائق فقط بين إطلاق الإشاعة وتكذيبها ، وعندما تكون هذه الدقائق كافية لإشعال الفتنة ، فهذا يعني أن هنالك أيد على الزناد ، جاهزة ومتأهبة لإضرام نار هذه الفتنة .
والقصة ابتدأت عندما نشر شاب سوري منشورا على وسائل التواصل الإجتماعي قال فيه أن هنالك تحركا للطيران الروسي وعودة لماهر الأسد إلى الساحل السوري . وبعد ثلاث دقائق فقط عاد الشاب ليقول أن تلك كانت مزحة !.
و الحقيقة أن هذه المزحة أدت إلى زوبعة ظهرت نتائجها على مواقع التواصل ، وعملت على إثارة النعرات الطائفية ، وخلقت فوضى وحملات تقودها جهات مرتبطة بمرتكبي الجرائم ضد الشعب السوري من رموز النظام السابق .
إذن ، ( اذهبوا فأتنم الطلقاء ) ،أطلقت سراح الكثير ممن لايستحقونها ،وأثبتت سوء نواياهم وخبث سرائرهم واستعدادهم لإثارة الفتن من جديد .
وفي القرآن * ولوردوا لعادوالما نهوا عنه *.
إنه السيناريو الإلهي الخبير العليم بذات الصدور، الذي يعلم أنه لاجدوى من من أصحاب الفطرة الملتوية.
ورب ضارة نافعة فقد أزاحت هذه الدعابة السمجة الستارعمن يضمرون الغدر، والجاهزون للقيام بثورة مضادة ، والنيل منهم قبل أن يشتد ساعدهم ويقوموا بأعمال تخريبية .
إنها الحكمة واللطف من اللطيف الخبير لإحباط نواياهم وأعمالهم في الوقت المناسب .
*يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين* .
ولازالت هنالك الكثير من الأيدي العاملة بالخفاء للنيل من ثورة الحرية والكرامة ، ومنها ما هو مختبئ وراء (مفهوم العروبة). هذه الأيدي ما برحت تنبش في تاريخ الدولة العثمانية وتؤجج أحقادا قديمة ضدها وتؤيد بخبث خفي التدخل الفرنسي في البلاد إبان إنهيار الدولة العثمانية ، ولاعجب فإنه التفكير النصيري الخائن منذ القدم والولاء للإستعمار الفرنسي.
ترى أين كانت هذه الحمية على العروبة عندما كان الزحف الإيراني على أشده من اللطميات والحسينيات وأعلام الإيرانية ؟ ، وعندما كانت الأموال تغدق على الفقراء من الشعب كي يتحولوا للمذهب الشيعي ويعلنوا ولاءهم للمشروع الصفوي والحلم بعودة المجد الفارسي.
كثيرة تلك الأيدي العاملة التي تحيك المؤامرات والدسائس وتحفرالأنفاق في الخفاء
*إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لوتكفرون* .
إنهم المتربصون الذين يتمنون أي هفوة أو خطأ من الهيئة الجديدة ، حتى يطلقوا عقيرتهم بالتنديد والتشهيروالشجب .
*ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون*
وهكذا فإن كان هنالك أيدي قذرة تعمل لصالح دولة الفساد البائدة ، وتشد على الإيدي الملطخة بدماء الأبرياء ، فيجب أن يكون هنالد أيدي مخلصة تعمل للبناء والعمران .
وعندما تكف أيدي السارقين والفاسدين عن العمل، يجب أن يكون هنالك تعويض بعودة الشرفاء من بلاد الاغتراب ، لتقديم الجهد والمال والعلم والخبرة لبناء سورية العظيمة .
اليد سواء كانت تحمل السلاح ، أوتكتب على المنصات والشبكات الاجتماعية ، فإنها شاهد على الخير أو الشر .
*يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون*.
وسوم: العدد 1113