من أهداف التربية
تكوين المواطن الصالح
عبد الله بن حمد الحقيل - السعودية
إن الهدف الأساسي للتربية هو خلق المواطن الصالح المنتج وإنماء مواهبه وتوجيهها نحو غايات نبيلة ومقاصد كريمة، فالمواطن الصالح دعامة قوية لوطنه وذخيرة حية لأمته، يسهم في خدمتها بإخلاص وأمانة وعزيمة ونشاط، يدرك ما عليه من واجب وتبعات في إطار من المحبة والصدق والإيمان والأخلاق العالية كما قال تعالى: "وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
فما أجدر المرء أن يتسابق في أعمال الخير وميادين الإصلاح، ويهيئ نفسه لكل عمر خير بناء دون انتظار أو تلق للثناء...
فما أكرم الحياة وأجملها حينما يتعاون الناس بعضهم مع بعض فيما يكون نافعاً ومفيداً، ويحس كل فرد بمسؤوليته وواجبه تجاه عمله وأسرته ومجتمعه.. ووطنه والعمل من أجل رقي وطنه ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته، والمشاركة الفاعلة في خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
فالمواطن الصالح دعم لنهضتنا ورفد لمسيرتنا إذا تأصلت في روحه المعاني الإنسانية الكريمة من حب التعاون والإيثار وحب الخير للجميع، كما توافرت فيه الصفات الخلقية الرفيعة من وفاء ولباقة ونبل ومرونة ومحبة وغيرة على المصلحة العامة، وصدق في القول وإخلاص في العمل، وأن يكون سلوكه منسجماً مع الأهداف والمبادئ التي يدعو لها وينادي بها.
لقد حرصت التربية الحديثة على حسن تكوين الفرد وتنمية مواهبه من خلال ما يقدم إليه من خبرات ومعلومات، وإفساح المجال أمام مواهبه، واكتساب المبادئ والأسس على وجه يهدف إلى الصالح العام.
إن التربية الصحيحة للفرد توجهه إلى تقوية مقدرته على التفكير والابتكار والإرادة، والرغبة في التعاون مع أفراد مجتعمعه في العمل الحيوي النافع.. وإذا كانت مهمة التربية هي الصقل والترويض فقد امتدت في عصرنا وأصبحت مهمتها فوق ذلك.. إذ صارت تعمل على اكتشاف الإمكانيات الكامنة وتنميتها وتوفير المجالات لها.