يوم افترقنا صبّح هالحي راضي...!!!
هنادي نصر الله
أسطورةُ البشر وحكايتُهم أن تجدَ اثنين متفقين، متآلفين، ليس بينهم سوى كل ودٍ واحترام، طبيعي أن يُصبحا محط أنظارِ الزملاء والزميلات، وجل من يعرفوهم من الناس...
كلُ تصرفاتهم محسوبة، مكتوبة منذ أن يلتقيا، هل تحدثا مع بعضهما؟ أم أن نوبة غضبِ أحدهما طالتْ صفاء يومهما فتخاصما، وعبسا في وجه بعضهما، وتنافرا...!
عجبًا لهما أن تكون العلاقة بينهما أسيرة لكل التناقضات، يوم عسل ويوم بصل، في شهر كذا يغلب العسل، ثم سرعان ما يغلب البصل، هما يظهران على خشبةِ المسرح" كثنائي مرِح" ومتابعوهم من المتفرجين ينقسمون بين مشجعين لعهدِ الصداقةِ بينهما، وبين ناقمين حاسدين، تقذفهم أعينُهم بشررِ الحقد الذي يفوقُ الحسد والسحر..!!
يكونا متفقين، فجأة يختلفا، اختلافهما يُحققُ الكثير من أماني المتربصين الذين يتوقون بأن يكون هذا الإختلاف بداية النهاية للود الشريفِ بينهما، يأخذُ بعض الواشين في تضخيم الخلاف، وتصويره بأنه من الموبقات الكبرى في هذه الدنيا الزائلة، يلعبُ الشيطان في رأسِ أحدهما، أو يتركه في حيرةٍ من أمره، أينسى ما حدث ويتصالحا؟ أم يتركه وينساه ؟
ما أشطر الشيطان حين يدخل بين المتخاصمين، وما أمهر شياطين الإنس حينما يمتهنون دور الناصح الأمين، ما أبرعَ إبليس حين يجد من يُشجعه من الناس، ويُمهد دربه بالورود والرياحين..
حالُهم يذكرني بمثلٍ شعبيٍ يُوضح المشهد بامتياز" زعل الحي ع لم شملنا، يوم افترقنا صبح هالحي راضي"..!
أقولُ لكلِ من يحشرون أنوفهم بين البصلة وقشرتها، لن تنوبكم إلا رائحتها العفنة، مصير المختلفين أن يعودوا إلى سفينة الصلحِ، ليصفعوا كل من راهن على اختلافهم، مصيرهم أن يعيشوا متراصين متحدين، وأن يبقوا على أقصى درجات الحيطة والحذر من أولئك الذين لا شغل لهم سوى الإيقاع بين الناس، بهدف الإفساد بينهم، واستبدال ودهم بالضغائن والأحقاد...
يا صديقي..
إن كنتَ من أولئك الذين غُررّ بهم، دعني أُفشي لك سرًا بأن كثيرين جاؤوا ينصحونني منذ الأيام الأولى لمعرفتي بك" بأن لا أأمنّ لك عهدًا ولا قولا، لأن مصلحتك فوق كل العهود والأقوال، خاصمتهم وعززتُ علاقتي بك، فأنا رغم ( نصحهم) كما يقولون، سأبقى أسمعُ كلامهم من أذني اليمين؛ وأُخرجه من أذني الشمال، ولا أصدقُ إلا أنتْ..
لن أنسى أنكَ الجميل، وجمالك لا يُفسده عيوبٌ صدرتْ منا جميعًا، فلا تحزن إن وجدنا في حياتنا من يلعبون على وتر الخلافِ والإختلافِ بيننا، عزيزي .. غفرتُ لك ما بدا من سوءاتكِ وزلاتك، سامحتك من كل قلبي، ستبقى صديقي دومًا...
ما كتبته هو هديتي لكلِ اثنين، رجلين، امرأتين، رجل وامرأة، زوجين،صديقين، زميلين... كانا محط أنظار الحاسدين والناقمين؛ لانسجامهما وتوافقهما، أقولُ لهم تصالحا ولا عليكم إن ضخّم إبليس وأعوانه الخلافات بينكم، كونوا بقلوبكم أكبر وأعمق من كل الإشكالات..