مكانة أهل الحسبة في الإسلام
عبد الله عبد العزيز السبيعي
لرجال الحسبة مكانة كبيرة في بلادنا وفي المجتمع المسلم عامة , فهم الذين يُدافعون ويُنافحون عن حقوق المسلمين وأعراضهم بل ويوجهون الناس ويُرشدونهم الى معالي الاخلاق وابعادهم وتحذيرهم من سلوك سبيل الغواية . اعاذنا الله جميعا منها. لذلك يأتي أثر رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر البالغ والواضح في المجتمع الاسلامي . كيف وقد أمرنا الله تعالى بسلوك هذاالنهج العظيم وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر . حيث قال جل شأنه في محكم التنزيل(كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ), وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان) ان أهل الحسبة جزاهم الله خيرا يمنعون أصحاب المنكرات من ارتكاب منكراتهم حفاظا على دينهم وأخلاقهم ,لانهم يُرشدونهم الى اعمال الخير والتقوى ويُبعدونهم عما سوى ذلك . فكم انقذوااهل الحسبة من ضال وعاص يُحاولون جهدهم ان يبعدوه عن بؤر وبراثن السوء , وكانوا سببا في هداية كثير من الناس فجزاهم الله خيرا وأجزل لهم المثوبة والاجر ... الواجب علينا ان نكون مع أهل الحسبة . رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر . لا ان نكيل لهم التهم جزافا دون تروي , وان نعي ذلك الدور الايجابي الكبير من خلا ل الاعمال الجليله لرجال الهيئة من أجل فراد المجتمع , وان لا نرمي بالاقوال او نبالغ في انتقاد اخطائهم فهم بشر يُخطئون كما يخطيء الآخرون . لكن صوابهم أكثر من خطأهم فجزاهم الله خيرا على امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. ان مبدأ الذب والدفاع عن اخواننا المسلمين من أهل الخير ما جعلني ابدي رأيي المتواضع حول رجال الحسبة وما يقدمونه من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ! ندعو الله تعالى ان نكون وقافين عند حدوده ومنافحين عن اهل الحق . وان نكون من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر , فهذه المسؤولية الكبيرة والعظيمة لا تقتصر فقط على رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكرفحسب , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ...) , وإن ما فعله ويفعله قديما وحتى الآن المرجفون في المدينة في محاربة ومواجهة أي دعوة وامربمعروف ونهي عن المنكر لهو أمر يدعو للتفكر فيه ومواجهته والعمل من أجل ابعاده عن الإسلام وأهله حتى لا يحدث شرخاً كبيراً في صرح الكيان العظيم – هذا الدين القويم وهذه الدولة الفتية ... يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل " قُتِلَ الخراصون * الذين هم في غمرة ساهون " والخراصون هنا هم الكذابون الذين يشككون الناس في معتقدات دينهم أو المرتابون .. وقد كان معاذ رضي الله عنه يقول في خطبته – هلك المرتابون – وقال قتاده رحمه الله : الخراصون أهل الغرة والظنون – وقال ابن عباس رضي الله عنهما : الذين هم في غمرة ساهون . أي ساهون في الشك وغافلون لاهون , إن هؤلاء وأمثالهم ممن يشككون الناس في أمور دينهم ومبادئه هم والله في خطأ وخطر عظيمين ليس إلا لأنهم يضلون أنفسهم ويريدون إضلال الناس معهم . بل ويذهبون مذاهب شتى ليست من هذا الدين في شيء , وهذا نجده في سائر الحياة ومناحيها ومجالاتها ... سواء كان ذلك في عاداتهم وتقاليدهم أوكتاباتهم وآرآئهم و في شؤون حياتهم الأخرى !! لذاً فإنه يتحتم على الجميع عدم الانصياع لمثل ذلك سواء ما يبث من خلال الكتابات المختلفة أو من خلال القنوات والتي لا هم لها إلا العبث بأفكار الناس وعقولهم . حتى يضلوهم بغير علم ولا بصيرة .. فالأحرى بمن يوجه الناس أن يتصف بهاتين الصفتين الهامتين – العلم والبصيرة , فقد قال جل وعلا : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين " ... فالمؤمن مطالب بأن يكون أيضاً على وعي وإدارك وعلم بما يُبث له ويكتب إليه حتى يأخذ ما يوافق دينه ومعتقده وخلقه وينبذ ما سوى ذلك مما لا يمت لهذا الدين بصلة ,ولا إلى أخلاقه ومبادئه السامية النبيلة , وليحذر من ذلك أيما حذر حتى يقي نفسه ودينه وخلقه من أمراض وأوبئة فتاكة قاتله ومن الآراء والمعتقدات الغريبة الحالقة . تلك الحالقة التي لا أقول تحلق الرأس بل تحلق الدين كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .اللهم اجعلنا هداة مهديين لا ضالين ولا مضلين – آمين .. هذا والله أعلم وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .