الصراع بين الفراعنة الجدد والإسلام في مصر
الصراع بين الفراعنة الجدد والإسلام في مصر
البروفيسور أليف الدين الترابي*
إن الصراع الذي كان بين الرئيس المصری المنتخب الدكتور محمد مرسي والعلمانيين والملحدين والصليبيين وعملاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل قد دخلت في مرحلة جديدة بعد الإنقلاب العسكري ضد الرئيس المصري الشرعي المنتخب وفقاً لمخططات القوى الاستعمارية العالمية بصفة عامة ومخططات الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل بصفة خاصة. إن تاريخ الصراع بين الفراعنة وبين الإسلام ليس بجديد بل تاريخه يعود إلى أيام سيدنا موسى عليه السلام في مصر والفراعنة في ذلك الوقت. ثم كان في عام 1954م أن الدكتاتور جمال عبدالناصر قام بالانقلاب العسكري تحت شعار "نحن أبناء الفراعنة" استمر ذلك العهد الدكتاتوري من أيام الدكتاتور جمال عبدالناصر إلى أيام الدكتاتور حسني مبارك لأكثر من نصف قرن. والحقيقة إن ذلك الدور يعتبر من أشد الأدوار ظلماً وطغياناً وعدواناً ولا يوجد له نظير إلا في عهد الفراعنة. من نماذج الظلم والعدوان في ذلك العهد الدكتاتوري، من عهد الدكتاتور جمال عبدالناصر إلى عهد الدكتاتور حسني مبارك هو إعدام المفكر الإسلامي الكبير والمفسر الشهير للقرآن الكريم الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى شنقاً، والعالم الجليل الشيخ محمد فرغلي رحمه الله تعالى والقاضي والكاتب الإسلامي الشهير الشهيد عبدالقادر عودة رحمه الله تعالى وغيرهم من القادة الآخرين لجماعة الإخوان المسلمين. ولا يفوتنا أن نذكر هنا بأن ذلك العهد الدكتاتوري كان منغمسا بالفساد المالي الكبير إضافة إلى الظلم والاستبداد والعداوان. ومثال ذلك الفساد المالي الكبير وفقاً لما جاء في جريدة واشنطن بوست الأمريكية بأن الدكتاتور حسني مبارك قد سرق من خزانة الدولة أكثر من 70 بليون الدولار الأمريكي وقام بجمعها في البنوك الأمريكية وما هو أكثر من ذلك أسفاً بأن دائرة ذلك الفساد المالي لم يكن محدوداً إلى الدكتاتور حسني مبارك فحسب بل تشمل جميع أفراد الأسرة الحاكمة والحزب الحاكم كانوا متورطين في ذلك الفساد المالي.
ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن أقيمت الثورة السلمية الكبرى في 25 يناير عام 2011م
من ميدان التحرير في القاهرة والتي أدت إلى القضاء على الدكتاتور حسني المبارك.
ولكن دائرة هذه الثورة الكبرى لم تبق محدودة إلى مصر فقط بل اتسعت إلى كافة الدول
الأخرى التي كانت تحت الدكتاتوريات مثل تونس وليبيا ويمن وأدت إلى القضاء على هذه
الدكتاتوريات وأول مرة في التاريخ قدأقيمت الانتخابات الحرة في هذه البلاد. وأما
سوريا فإن الصراع والحرب الأهلية لا تزال مستمرة. من أجل ذلك فإن الثورات في هذه
البلاد تسمى الربيع العربي.
أما مايخص بانتخابات الرئاسة في مصر فقد تم في مرحلتين: فأما المرحلة الأولى فأهم المرشحين للرئاسة خلال تلك المرحلة هم الدكتور محمد مرسي المرشح لحزب الحرية والعدالة وأحمد شفيق الذي كان آخر رئيس الوزراء في أيام الدكتاتور حسني مبارك وكان قائداً للقوات الجوية في مصر سابقاً وكان يعتبر مرشح فلول حسني مبارك والجيش الذي كان يسيطر على الحكم وعمرو موسى الذي كان وزير الشئون الخارجية في أيام حسني المبارك ثم الأمين العام للجامعة العربية وكان يعتبر من فلول المبارك أيضاً والدكتور محمد البرادعي، رئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) سابقاً وعلاقاته مع الاستخبارات الأمريكية (CIA) ليست بسر. وأما المرحلة الثانية للانتخابات فلم يسمح فيها للمشاركة في الانتخابات للدكتور محمد البرادعي وعمرو موسى وفقاً للدستور المصري لعدم الحصول على الأصوات المطلوبة. فكان المنافسة الانتخابية بين المرشحين اثنين فقط وهما الدكتور محمد مرسي وأحمد شفيق الذي كان يتمتع بالتأييد الكامل لفلول المبارك ومحمد البرادعي وعمرو موسى. ولكن كان بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بتأييد الشعب المصري إن الدكتور محمد مرسي فاز في هذه الانتخابات بالأغلبية حيث حصل على 13,230,131 صوتاً والنسبة التي كانت تزداد مليون (1000000) صوت من أصوات مرشح الجيش وفلول المبارك أحمد شفيق. ولكن الجيش ما كان يريد أن يعلن فوز الدكتور مرسي رئيساً لمصر إلا بعد أن قاوم الشعب المصري هذه المؤامرة بكل قوة وصمود وما زال يواصل الإعتصام في ميدان التحرير في القاهرة لأكثر من أسبوع لممارسة الضغوط على الجيش حتى اضطر الجيش إلى إعلان فوز الدكتور مرسي .
وبعد فوزه قرر الرئيس مرسي أن يتخذ الخطوات الآتية :
اولاً : قرر بأنه سيسكن في بيته المستأجر بدلاً من بيت خاص للرئيس.
ثانيا: قرر بأنه سيقوم بالجولات والسفر في البلاد دون بروتوكول أو مراسيم.
ثالثاً: رفض الحصول على راتبه كالرئيس.
رابعاً: قام بتقديم الاستقالة من رئاسة حزب الحرية والعدالة ومن عضوية مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين.
خامساً: قام بالاهتمام لغير المسلمين ولا سيما المسيحيين الأقباط
سادساً: قرر
باستعادة أموال الناس من المتورطين في الفساد المالي.
سابعاً: قرار زوجة الرئيس بأنها لا تريد أن تسمى السيدة الأولى للدولة بل تريد أن
تسمى خادمة الشعب المصري.
جملة القول هذه هي كانت بعض الخطوات التي أعلن عنها الدكتور محمد مرسي بعد تعيينه رئيساً لمصر.
أهم الإنجازات للدكتور مرسي رئيساً للمصر خلال السنة :
تولى الدكتور محمد مرسي الرئاسة في ثلاثين(30) من شهر يونيو عام 2012م وقام الإنقلاب العسكري ضده في 3 من يوليو عام 2013م وهكذا بقي الدكتور مرسي رئيساً لمصر لسنة واحدة وثلاثة أيام وفيما يلي نذكر أهم الإنجازات للدكتور مرسي خلال هذه الفترة الوجيزة.
أولاً : كما لا يخفى على أحد أن قضية القدس الشريف هي ليست قضية خاصة بإخواننا
الفلسطينيين بل قضية كل مسلم على وجه المعمورة. فمن هنا ينبغي لكل فرد مسلم بصفة
عامة ولكل بلد مسلم بصفة خاصة أن يقوم بما في وسعه من الجهود للتعاون مع إخوانهم
الفلسطينيين لحل هذه القضية. وكان الأمر عكس ذلك في أيام الدكتاتور حسني مبارك لأن
مصر كان يقف مع اسرائيل ضد إخواننا الفلسطينيين بصفة عامة وضد إخواننا في غزة بصفة
خاصة. وقام بإغلاق معبر "الرفح" الذي كان مخرجاً وحيداً لأهالي الغزة للذهاب
والإياب إلى مصر. وهكذا ساعد اسرائيل بفرض الحصار الاقتصادي على غزة طول فترة حكمه.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قامت المخابرات المصرية بإشعال فتنة الخلافات بين
"حركة حماس" و"حركة الفتح" طول فترة حكمه. وكذلك على المستوى الدبلوماسي كان مصر
يساعد اسرائيل بأسلوب أو آخر. ولكن بعد ما تولى الدكتور مرسي رئاسة مصر قرر بأنه
سيقوم بدعم قضية القدس الشريف بما في وسعه وفي ذلك الصدد قام بفتح معبر "الرفح" على
الفور لتسهيل الذهاب والإياب للفلسطينيين إلى مصر.
كما قام بتوفير
تسهيلات التاشيرة للفلسطينيين لزيارة مصر وهكذا على المستوى الدبلوماسي قام بتأييد
موقف الشعب الفلسطيني بمطالبة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بفلسطين. وكذلك تمكن
من الصلح والتنسيق بين حركة حماس وحركة فتح. ولكن ما يذوب القلب ألماً وقلقاً بأن
الفراعنة الجدد جعلوا الدور الكبير للدكتور مرسي بخصوص قضية القدس الشريف مبرراً
للإنقلاب العسكري ضده، حيث إن القاضي الذي أجرى التحقيق أمر بحبس الدكتور مرسي 15
يوما، و ذلك بتهمة التخابر مع حماس.
ثانياً : تكوين الدستور لحماية أهداف الثورة الكبرى ليناير 2011م.
كما ذكرنا آنفاً إن الثورة الكبرى ليناير عام 2011م يعتبر من أهم الأحداث لتاريخ المصر بل للتاريخ الإسلامي المعاصر. فكان من الضروري الاهتمام بتكوين الدستور يحمي ويضمن أهداف الثورة. فقام الرئيس مرسي بتكوين الدستور لتحقيق هذه الأهداف. لأن منذ عام 1954م ـ الذي قام فيه الدكتاتور جمال عبدالناصر بالانقلاب العسكري في مصر تحت شعار "نحن أبناء الفراعنة" حتى آخر يوم لرئيس المخلوع حسني المبارك ـ لم يكن هناك دستور في مصر إلا بالاسم. وكانت أوامر الحكام الدكتاتوريين وقراراتهم تعتبر الدستور الحقيقي في مصر. وكان كل فرد من الأسرة الحاكمة والحزب الحاكم يعتبر فوق القانون والحقيقة إن الثورة الكبرى ليناير عام 2011م قد أقيمت لإنقاذ مصر من هذه المفاسد. ولهذا كان من الضروري أن يقوم الرئيس مرسي بالاهتمام لتكوين الدستور الجديد الذي يحمي و يضمن أهداف الثورة. فيقول تمهيد الدستور الجديد: بـاسـم الله وبـعـونـه، هذا هو دستور مصر ووثيقة ثورتها السلمية الرائدة، التى فجرها شبابها الواعي، وحمتها قواتها المسلحة، وأيدها شعبها الصبور، فى ميدان التحرير، يوم الخامس والعشرين من يناير 2011، معلنًا رفضه لكل ألوان الظلم والقهر والطغيان والاستبداد والنهب والاحتكار. مجاهرًا بحقوقه الكاملة فى العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التى شرعها الخالق قبل أن تشرعها الدساتير والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان.
وجدير بالذكر أن الدستور يضمن أن الإسلام يكون دين الدولة والشرعية الإسلامية تكون
مصدر للتشريع. وذلك لأن مصر بلد إسلامي وأكثر من 85% من سكانه هم مسلمون. ومن
المزايا الأخرى لهذا الدستور هو الاستقلال القضائي، وكل فرد للأسرة الحاكمة والحزب
الحاكم يخضع للقانون.
ثالثاً : وضع الحد للفساد المالي الكبير:
كما ذكرنا آنفاً بأن في عهد الدكتاتورية منذ الانقلاب العسكري للدكتاتور جمال عبدالناصر في عام 1954م إلى أيام الدكتاتور الرئيس المخلوع حسني مبارك كل فرد من الأسرة الحاكمة والحزب الحاكم كان متورطاً في الفساد المالي إلى أقصى الحد حتى وفقاً للتقارير لجريدة واشنطن بوست فإن الرئيس المخلوع حسني المبارك قام بجمع أكثر من 70 بليون دولار من الأموال المسروقة للدولة في البنوك الغربية. وذلك إضافة إلى الأمول المسروقة من قبل أفراد الأسرة الحاكمة.
قرر الدكتور مرسي أن يضع الحد لهذا الفساد المالي وبدأ من نفسه فوفقاً لجريدة مصر
اليوم فإن الرئيس قد تنازل عن راتبه كالرئيس كما وفقاً لنفس الجريدة قرر بأنه لا
يسكن في القصر الخاص لسكن الرئيس بل سيسكن في البيت المؤجر. هكذا فإن زوجة الرئيس
قررت أنها لا تسمى السيدة الأولى للدولة بل تسمى بكنيتها أم أحمد وقالت لأنها تعتبر
نفسها خادمة الشعب المصري. وذلك لأن زوجها هو خادم الشعب المصري لكونه رئيساً لمصر.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يقول البند 138 للدستور المصري بأن الرئيس أو أحد من
افراد الأسرة الحاكمة أو من الحزب الحاكم لا يستطيع أن يشتري أو يبيع أي شي من
أموال الدولة وإذا تلقى بالذات أو بالواسطة هدية نقدية أو عينية بسبب المنصب تؤول
ملكيتها إلى الخزانة العامة للدولة.
فنتيجة لهذه الخطوات لوضع الحد لمصاريف الرئيس الذاتية بأن أفراد الأسرة الحاكمة أو
الحزب الحاكم أيضا لم يتمكنوا من التورط في أي نوع من الفساد المالي.
رابعاً: تنفيذ الخطة لتنمية للاقتصاد للبلاد
مصر بلد غني قد أنعم الله عليه بالثروات الضخمة منذ قديم. ونهر النيل يعتبر من أكبر الموارد للاقتصاد المصري كما إن قناة السويس وميناء بور سعيد أيضاً تعتبران من أهم الموارد للدخل المصري كما إن مصر يعتبر من أهم البلاد السياحية في العالم. ولكن رغم ذلك فإن نتيجة للفساد المالي من الطبقة الحاكمة المصرية معظم الشعب المصري كان يعيش تحت خط الفقر قبل الثورة الكبرى ليناير 2011م. فإنني قمت بزيارة مصر مراراً خلال السنوات الماضية للمشاركة في المؤتمرات المختلفة ورأت أن معظم المصريين يحتاجون إلى لقمة العيش ومن أجل ذلك فإن الدكتور مرسي بعد وضع الحد للفساد المالي من قبل الطبقة الحاكمة قام بالإهتمام بتنفيذ خطة التنمية الإقتصادية. فوفقاً لتقرير الذي أصدرته الرئاسة المصرية في 30 يونيو عام 2013م فنتيجة لذلك الاهتمام بالتنمية الاقتصادية فإن معدل النمو للانتاج المحلي المصري أضيف خلال هذه السنة من 1.8 % إلى 2.4 % و الانتاج الكهربائي قد زاد من 26.150 ميجاواط إلى 28.028 ميجاواط. وأما مايخص بتحسين الرواتب والدخول فإن 1.9 مليون مؤظف استفادوا من رفع الحد الأدنى للاجور ومعظهم من الأساتذة والمعلمين كما تم تعيين 5611 من الشباب الخريجين كالمؤظفين. وعلاوة على ذلك كانت هناك مشكلة أخرى وهي مشكلة السكن. فقام الرئيس مرسي باهتمام خاص لحل هذه المشكلة وقام بتقديم الدعم لبناء 1.5 مليون بيت. كما قام الدكتور مرسي بالاهتمام بحل مشاكل الفلاحين والعمال وقد تم تأسيس 7367 شركة لحل هذه المشلكة . أما ما يخص بتعامل الدكتور مع غير المسلمين فقام بتعيين 14 قبطي في المجلس الشورى.
ولكن ما هو أكثر الأهمية من كل ذلك وفقاً لقناة الجزيرة فإن الدكتور مرسي أخرج مصر من المساعدة الأمريكية. لتوفير لقمة العيش. فقام باستعادة الارتفاع الذاتي بلقمة العيش بـ 70% وهذا يعتبر إنجازا كبيرا.
وهكذا قام الدكتور مرسي بإطلاق مشروع استثمار قناة السويس لاستصلاح السفن ليرتفع
دخل مصر خلال عشر سنوات من 3 مليارات دولار إلى 100 مليار دولار سنويا.
وكذلك قام الدكتور مرسي بفتح العديد من المناطق الصناعية بالتعان من قبل دولة قطر
وتركيا.
خامساً : موقفه من سوريا
قام الدكتور مرسي بتأييد حق الشعب السوري بكافة الأساليب.
مؤامرة الانقلاب العسكري ــ أهدافها وأطرافها
إن هذه الانجازات للرئيس مرسي ، الذي كان أول الرئيس المنتخب لجمهورية مصر العربية كانت تكفي لازعاج فلول حسني مبارك ولا سيما من العلمانيين العسكريين والقضاة الملحدين الصليبيين وعملاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على المستوى المحلي والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على المستوى العالمي والبلاد العربية المجاورة التي كانت تخاف من المؤثرات التي تترتب لهذه الانجازات والخطوات للدكتور مرسي ظانة أنها ليست في صالح حكوماتها وذلك لأنها قد تكون لتمديد الربيع العربي إلى هذه الدول. قررت أن كل واحد منها تقوم بدورها لإسقاط أول رئيس منتخب لمصر. وذلك لا لذنبٍ إلا لموقفه القوي من قضية القدس الشريف، القضية الأولى للمسلمين في العالم لكونها قضية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتنفيذ أول دستورإسلامي في مصر ورفضه لإماءات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وخدمة مصالحهما، ولاهتمامه بتنمية البلاد الاقتصادية ولوضع الحد للفساد المالي للحكام والاداريين من فلول المبارك. من أجل ذلك كل واحد من هذه الأطراف قام بدوره لتخطيط مؤامرة الانقلاب العسكري. فقامت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول العربية المجاورة بتوفير الأموال لتنفيذ هذه المؤامرة وفلول المبارك من العلمانيين من العسكريين والقضاة الملحدين والعملاء للصليبيين والصهيونيين وما إلى ذلك من الحكام والاداريين من فلول المبارك الذين قاموا بتنفيذها. ونذكر دليلا واحدا على ذلك للمثال ولا للحصر، وفقا لتقرير قناة الجزيرة إن أحداً من الكبار المسئوليين في إحدى الدول المجاورة في الوزارة الداخلية الفريق عبدالله بن مسفر كشف بأن حكومته قامت بتقديم 50 مليون دولار للانقلاب العسكري في مصر كما كشف التقرير بأن وزير الإعلام لإحدى الدول العربية قدم عشرة ملايين درهم للصحفيين والإعلاميين لنشر الأخبار والتقارير ضد حكومة الدكتور محمد مرسي.
وأما ما يخص بدور الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في هذه المؤامرة فيتبين من
الأمر بأن قاضي التحقيق الذي أصدر الأوامر بحبس الرئيس مرسي بتهمته التخابر مع
حماس. وجدير بالذكر بأن الأطراف المحلية في هذه المؤامرة تشمل فلول المبارك من
العلمانيين العسكريين والقضاة الملحدين والصليبيين وعملائهم والصهيونيين من
الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول العربية المجاورة والبلطجية الذين
كانوا يستخدمون لإثارة الفتنة والفساد ومن أهم الأساليبب التي أختارتها الأطراف
المؤامرة هي كالآتي:
أ- استخدام الأموال لشراء عامة الناس والبلطجية:
كما ذكرنا بأن أطراف المؤامرة الموجودة خارج البلاد ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول المجاورة قامت بتوفير الأموال الهائلة من عملائها من فلول المبارك. من أجل ذلك فإن هذه الأطرف من فلول المبارك قامت باستخدام هذه الأموال لشراء عدد كبير من عامة الناس بصفة عامة والبلطجية بصفة خاصة. وهناك صور فيديو تثبت كيف فلول المبارك وعملاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول العربية المجاورة يقومون بتوزيع الأموال بين عامة الناس بصفة عامة وبين بلطجية بصفة خاصة.
ب- الاعتصام في ميدان التحرير:
كما ذكرنا بأن
ميدان التحرير في القاهرة يحتل أهمية كبرى وذلك لأن هذا هو المكان الذي انبثقت منه
الثورة الكبرى ليناير 2011م التي أدت إلى القضاء على دكتاتورية الرئيس المخلوع حسني
المبارك. فقرر فلول المبارك أن يقوم باستخدام ميدان التحرير للاعتصام ضد الرئيس
المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي وجاؤوا بعدد غير قليل للبلطجية. وقاموا بتقديم
الأموال لهم التي قد وصلت من الخارج وذلك للاعتصام ضد الرئيس المصري المنتخب.
وهؤلاء بلطجية قاموا بمواصلة الاعتصام في ميدان التحرير لعدة أيام، كما تقول جريدة
اليوم المصرية فإن هؤلاء البلطجية قاموا بالاغتصاب الجماعي لعدد كبير للنساء
المصريات خلال هذه الفترة. وهكذا وفقاً لتقرير المنظمة الأمريكية "هيومن رائتس
واتش" فإن عدد النساء المصريات التي اغتصبن خلال هذه الفترة يبلغ إلى المئات أغلبهن
الفتايات والطالبات كما تشمل هذه النساء المغتصبات بعض الاجنبيات منها الصحفية
الأمريكية "لارا لوجان".
ج- الفريق عبد الفتاح السيسي ودوره في الانقلاب العسكري:
إن مؤامرة الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب كانت تتطلب إلى موافقة رئيس الجيش. كان من الضروري بأن معظم الأموال التي توفرت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول العربية المجاورة يصل إلى رئيس الجيش الفريق عبد الفتاح السيسي مباشرة الذي جعل هذا الاعتصام والمظاهرات مبرراً للانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي.
موقف دول العالم من الانقلاب العسكري في مصر
إن معظم دول العالم ترفض الانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، ولم تعترف بالانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي وعلى رأسها جمهورية التركيا حيث قال رئيس وزراء التركيا رجب طيب اردوغان تعليقاً على هذا الانقلاب العسكري: إنه قد تم ذبح الديموقراطية والإرادة الوطنية الشعبية في مصر، والآن سيتم ذبح الأمة.
أضاف رجب طيب اردوغان إلى أن تركيا تعتبر الدكتور محمد مرسي رئيسا شرعيا لمصر وستواصل العلاقات الثنائية معه. كما إن الأمين العام لجمعية الأمم المتحدة قام برفض ذلك الانقلاب العسكري وطالب لاستعادة الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي إلى الحكم.
هذا، وأعرب الرئيس للبرلمان الأوروبي "مارتن شولتز" أيضاً عن صدمته الشديدة على الانقلاب العسكري في مصر وقال: "ما كنت أتصور أن الجيش المصرى بهذا الحمق يهاجم المتظاهرين ويستثير نزاعا جديدا, وحجم التصعيد مفزع"
وأما الوزير الخارجية الألماني " غيدو فيستر فيله " فأعرب عن قلقه الشديد على هذا الانقلاب غير الشرعي.
كما قال الناطق الرسمي باسم الوزارة الخارجة الباكستانية بأن باكستان تعتبر الدكتور
مرسي رئيساً شرعياً لمصر. وهكذا قام مجلس السلم والأمن الأفريقي بتعليق عضوية مصر
في الإتحاد لحين إعادة العمل بالدستور. وهكذا دولة برازيل من الدول الأمريكية
اللاطينية أعلنت عن رفضها للانقلاب العسكري في مصر. حتى الولايات المتحدة
الأمريكية، رغم دورها في مؤامرة الانقلاب قامت برفضها نظراً لمصالحها في العالم
الإسلامي.
الصراع بين الفراعنة الجدد والإسلام في مصر
إن الشعب المصري لم يقبل هذا الانقلاب العسكري وقرر أن يقاومه بكل قوة وصمود وذلك لأنه كان ضد أهداف الثورة الكبرى ليناير عام 2011م وكان يستهدف إلى استعادة النظام السابق. الذي قد قام به الدكتاتور جمال عبد الناصر تحت شعار "نحن أبناء الفراعنة" من أجل ذلك فإن الصراع بين الشعب المصري وبين العسكريين يعتبر الصراع بين الفراعنة الجدد والإسلام. فمن هنا قرر الشعب المصري تنظم المظاهرات والمسيرات لاستعادة الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي. ولكن هذه المسيرات والمظاهرات تكون سلمية. وتنظم في أنحاء مصر في كل قرية ومدينة و في هذه المظاهرات والمسيرات يشارك فيها الملايين من المصريين رجالاً ونساءاً وأطفالاً.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن فلول المبارك والمؤيدين للانقلاب العسكري أيضاً يقومون بتنظيم المسيرات والمظاهرات ولكن معظم المشاركين في هذه المظاهرات هم يكونون من البلطجية أو أفراد الجيش في الزي المدني وهم يقومون باستخدام السلاح ضد المسيرات السلمية لمؤيدي الرئيس المصري المنتخب. نذكر هنا بعض الأمثلة أيضاً للمثال ولا للحصر:
إن في أول يوم للمظاهرة حينما كان المؤيدون للدكتور مرسي يؤدون صلاة الجمعة قام أفراد الجيش والبلطجية بإطلاق النار عليهم أثناء الصلاة. والأمر الذي أدى إلى استشهاد 96 شهيداً وإصابة أكثر من 500 جريح. وهكذا في يوم الاثنين حينما كان المشاركون في المسيرة لتائيد الدكتور محمد مرسي يؤدون صلاة الفجر قام أفراد الجيش والبلطجية بإطلاق النار عليهم والأمر الذي أدى إلى استشهاد 60 شخصاً وإصابة أكثر من 100جريح.
كما في 17 من رمضان المبارك الموافق يوم الجمعة قامت المسيرات والمظاهرات الكبيرة
في أهم المدن والقرى في أنحاء مصر. وهذه المظاهرات والمسيرات قد شارك فيها أكثر من
50 مليون مصري رجالاً ونساءً وأطفالاً يطالبون إعادة حكم الرئيس المصري المنتخب
الدكتور محمد مرسي.
هذا، وقام فلول المبارك بتنظيم المسيرات والمظاهرات في ميدان التحرير والاتحادية في القاهرة، وفي الإسكندرية وبعض المدن الأخرى. شارك فيها عشرات الآلاف من الناس معظمهم من أفراد الجيش في الزي المدني والبلطجية وقاموا بإطلاق النار على المسيرات السلمية التي كانت تطالب استعادة رئيس مرسي ونتيجة لذلك إطلاق النار قد استشهد أكثر من 500 شخص ووصل عدد المصابين إلى أكثر من 5000 جريح. وجدير بالذكر بأن المظاهرات والمسيرات التي تنظم في تأييد الرئيس المنتخب محمد مرسي تمتاز بهتافات: الله اكبر الله اكبر، "حسبي الله ونعم الوكيل"، "نعم للشرعية لا للانقلاب العسكري "، "يسقط يسقط حكم العسكر" و"الإسلام مش إرهاب".و"انقلاب قتل النساء والأطفال"،
استمرت هذه المسيرات والمظاهرات الحاشدة في تأييد الدكتور محمد مرسي يوم الأحد أيضاً حيث استشهد أكثر من 100 شخص من المتظاهرين نتيجة لإطلاق النار من قبل العسكريين في الزي المدني والبلطجية.
وقال الناطق الرسمي بإسم جماعة الإخوان المسلمين بأن رغم ما يقوم به العسكريون من أساليب القمع والعدوان لإيقاف المظاهرات والمسيرات السلمية في تأييد الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي فإن هذه المسيرات والمظاهرات ستسمر حتى استعادة الرئيس محمد مرسي.
ولكن رغم هذه
المظاهرات والمسيرات الكبيرة في تأييد الدكتور محمد مرسي فإن وسائل الإعلام لاتقوم
بإبرازها نتيجة للحظر الإعلامي الذي فرضته الحكومة العسكرية.
الجانب المؤلم للصراع :
هذا، وببالغ الحزن والأسى نشير إلى الجانب المؤلم لذلك الصراع. والحقيقة قلوبنا تذوب قلقاً وألماً حينما نذكر هذا الجانب المؤلم للصراع، هناك بعض من الجماعات الدينية التي نراها تقف مع فلول المبارك من العلمانيين والملحدين والعملاء للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وذلك بالمبرر بأن هذا من الضروري لوضع الحد لنفوذ الإخوان المسلمين. ونحن نسأل قادة هذه الجماعات الدينية: هل في رأيهم فلول المبارك من العلمانين وعملاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والبلطجية هم أكثر إلتزاماً بالإسلام من الإخوان المسلمين؟؟
تاريخ الصراع بين الفراعنة والإسلام في مصر:
إن الصراع بين الفراعنة والإسلام ليس بجديد في مصر، بل تاريخه يعود إلى أيام سيدنا موسى عليه السلام والمرحلة الأولى لذلك الصراع تنتهي بغرق فرعون وجنوده وهذا ما يذكره القرآن العظيم في قوله تعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ (سورة يونس، الآية رقم: 90-92)
ثم بدأت
المرحلة الثانية لذلك الصراع في 1954م حينما قام الدكتاتور جمال عبدالناصر
بالانقلاب العسكري ورفع شعار "نحن أبناء الفراعنة" استمرت هذه المرحلة من عهد
الدكتاتور جمال عبد الناصر إلى عهد الدكتاتور حسني المبارك وانتهت نتيجة للثورة
الكبرى التي انبثقت من ميدان التحرير في 25 من يناير عام 2011م.
والآن هذه المرحلة الجديدة للصراع بدأت بعد الانقلاب العسكري الحالي ضد الرئيس
المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي وسيستمر إلى عودته بعون الله سبحانه وتعالى.
وهذا ما يؤكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد بديع حفظه الله تعالى في كلمته في ميدان
رابعة العدوية أمام الحشود الكبيرة من المتظاهرين:
" إن كل الملايين ستبقى في الميادين حتى نحمل رئيسنا المنتخب محمد مرسي على أعناقنا "
واصل المرشد العام كلمته قائلا:
" لن نفرط في مصر ولن نبيع دماء الشهداء "
*كاتب اسلامي من كشمير