إشكاليِّةُ مُصطلَحِ الأصوليِّةِ
حامد بن أحمد الرفاعي
يبقى المصطلحُ بشكلٍ عامٍ مُشكلةً اساساً في الفهمِ المَعرفيِّ بينَ أتباعِ الأديانِ والثقافاتِ..وبقدر ما يتجلّى معنى المُصطلحاتِ..بقدر ما تُفكُ عُقدةُ التعارفِ والتفاهمِ بينَ الناسِ..وبشأنِ أحد إشكالات هذه المسألةِ المتكررةِ..أوضحُ النِقاطَ التاليةِ:
الأصوليِّةُ باختصارٍ:هي التزامُ واعتزازُ كُلِّ إنسانٍ بثوابتِ ومنطلقاتِ ما يعتقده ويؤمن بصحته ويستقرُ في أعماقِ وجدانِه..وعلى هذا الأساس فإنَّ لأتباع كُلِّ دينٍ،أو مذهبٍ،أو ثقافةٍ أصوليتُهم الخاصةِ بهم..التي ترتكزُ على ثوابتِ ومنطلقاتِ ما يَعتقدون وما يُميِّزُ كُلٍّ منهم عن الآخر..ولولا اختلافُ النَّاسِ حولَ جوهرِ أصولياتِهم لكانوا على دينٍ واحدٍ أو ثقافةٍ واحدةٍ..لذا أحسبُ لا طائِلَ من استمراريِّةِ الجدلِ بشأنِ الأصوليِّةِ..فهي بتقديري أمرٌ محسومٌ لدى أتباعِ كُلِّ دينٍ وثقافةٍ..والأفضلُ وكسباً للوقت وتوفيراً للجهد علينا التحولُ بحوارنا إلى البحثِ عن الكُليِّاتِ العُليا التي تجمعُنا وتُوحِّدُ عَملنا باتِّجاهِ تحقيقِ مصالِحِنا وأمنِنا المشترك..ومنها:
الإيمانُ بالإلهِ الواحدِ خالقِنا ورازقِنا ومدبِّرِ أمرِنا.
الإيمانُ بوحدةِ الأسرةِ البشريِّةِ وأمنِها ومصالحِها.
الإيمان بأن الأرض سكننا المشترك وخزانة رزقنا.
الإيمانُ بأنَّنا مكلَّفون من ربِّنا بعمارةِ الأرضِ وإقامةِ العدلِ.
الإيمانُ بقُدسيِّة حياةِ الإنسانِ وكرامتِه وحريِّتِه ومصالحه.
العمل على صونِ سلامةِ البيئةِ وعدمِ إفسادِها والإفساد فيها.
التعاون والتنافس في الخير والبناء والإبداع والارتقاء.
الإيمان بأن المودة والأمن والسلام أصل العلاقة بين الناس.
الايمان بأن القتال خيار استثنائي مكروه يزول بزوال مبرراته.