إلى جنود مصر الأوفياء

خليل الجبالي

[email protected]

إلي جنود مصر الأوفياء، وإلي قادة الجيش البواسل:

إن هذا الشهر الكريم تنزل فيه رحمات الله علي عباده، فلماذا تجعلون لعنات الصائمين القائمين تنزل عليكم؟

إنكم ستلقون ربكم ولن ينفعكم مال ولا بنون يوم أن تلقوه سبحانه تعالي.

فإن كان في قلوبكم ذرة إيمان فاستشعروا بخطأكم وعودوا إلي صوابكم وتوبوا إلي ربكم.

نكنا نحبكم ونجلكم .. وبعد إنقلابكم العسكري إمتلت قلوبنا كرهاً للسيسي ولكم علي صمتكم،

فالإنقلابات العسكرية لن تدوم ولن يقبل بها شعب مصر الأبي ، فأولي بكم الرجوع عن خطأكم فخير الخطائين التوابون.

فعودوا إلي الحق قبل أن يكون سيفه فوق رقابكم من الله عز وجل .

أنتم جزء أصيل من هذا الوطن يذود عنه الإذي ويرفع عنه الظلم ، ونأمل فيكم الخير الكثير ، ويحزننا أن تكونوا ضمن معسكر الشر لا معسكر الخير ، ضمن معسكر الإنقلابيين لا معسكر المصلحين، ضمن معسكر المتواطئين لا معسكر الصامدين ، ضمن معسكر الخائنين لا معسر الأوفياء الشرفاء.

أيها الجنود البواسل كيف ترضون أن تكونوا تابعين للأعداء وقد قال فيكم رسول الله صل الله عليه وسلم أنكم خير جنود الأرض؟

كيف ترضون الدنية في دينكم وقد أعزكم الله بالإسلام فإن ابتغيتم العزة في غيره أذلكم الله؟

ألم تسألوا أنفسكم لماذا إتفقت أمريكا وروسيا والسعودية والإمارات والإتحاد الأوربي وسوريا وحزب الله وإيران غيرهم علي عزل الرئيس الشرعي الدكتور مرسي؟

لماذا تمحون عقولكم عن التفكير في ذلك؟

لماذا تضعون أنفسكم في نطاق قول الله تعالي (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إنْ هُمْ إلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)سورة الفرقان

إننا نامل فيكم الخير الكثير ، فقد وضعتم أرواحكم علي أكفكم أمام الأعداء ، فلماذا تضعونها اليوم أمام إخوانكم المصريين ، بني جلدتكم؟

أليس منكم رجل رشيد ؟

إن إصراركم علي ظلم شعبكم ووقوفكم في خندق الباطل يعرضكم لغضب الله قبل غضب الشعب كله ،

عودوا إلي صوابكم ، دافعوا عن شرف وطنكم ، دافعوا عن الشرعية التي أنتم لها تذودون، دافعوا عن الوطنية التي أنتم بها تتصفون.

يا جيش مصر العظيم مالكم لا تفقهون!

عودوا إلي عقولكم ، عودوا إلي الحق ، عودوا إلي ربكم قبل فوات الآوان .

(يَا قَوْمِ إنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وإنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إلاَّ مِثْلَهَا ومَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) ويَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إلَى النَّجَاةِ وتَدْعُونَنِي إلَى النَّارِ (41) سورة غافر

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي