ماذا يريد المتظاهرون المعارضون في مصر؟؟
د. موفق مصطفى السباعي
لا أحد في الدنيا يتجرأ على إظهار كراهيته .. وعداوته .. وحقده .. وبغضه للإسلام علانية .. سواء كان من ذراري المسلمين .. أو من حكامهم .. أو من غير المسلمين – إلا ما ندر - ..
كلهم يزعمون .. ويدندنون .. ويتشدوق ..- بما فيهم بنو يهود .. وبنو الرافضة والمجوس – أنهم يحترمون الإسلام .. كدين وسطي معتدل .. محب للسلام والأخوة والمحبة .. ويعترفون به ..
ولكنهم يعلنون أنهم ضد المسلمين المتزمتين .. والجماعات والأحزاب الإسلامية المتطرفة .. المتشددة .. الإرهابية ..
هكذا يزعمون !!!
وهذه هي الخديعة الكبرى .. والكذبة العظمى .. التي يمارسها أعداء الإسلام – سواء من ذراري المسلمين الذين لا يعرفون من الإسلام إلا إسمه .. أو طغاتهم ..أو من غير المسلمين – وينشرونها بين ذراري المسلمين الطيبين .. البسطاء .. السذج .. فينخدعون بها ويصدقونها .. ويسيرون في ركابهم .. ويؤيدونهم ويدعمونهم – حتى بما فيهم عقلاؤهم ومفكروهم والمتفيقهون .. وأساتذة الدين والشريعة وأئمة المساجد وخطباؤها .. والمتظاهرون بالإلتزام بالإسلام –
إن أعداء الإسلام على إختلاف أنواعهم المذكورة آنفاً .. يريدون أن يفصلوا الإسلام عن المسلمين .. ويبعدوه عن الحياة العامة بكل أطرها وأشكالها ..
إنهم يعملون ليلاً ونهاراً على تقزيم .. وتحجيم .. وتقليص مفهوم الإسلام .. وحصره في الطقوس التعبدية الشخصية .. لا أكثر من هذا حبة خردل ..
وأي مسلم يزيد على مفهومهم هذا حبة خردل .. فهو في نظرهم إرهابي .. إلى بقية السمفونية التي يعزفون عليها ..
ولهذا هم يخافون .. ويرتجفون .. وتتزلزل الأرض من تحت أقدامهم حينما يسمعون عن أي فصيل أو مجموعة من المسلمين .. إرتبطت فيما بينها برباط معين .. وترتيب محدد .. وإدارة منظمة مبرمجة .. وتدعو إلى دمج الإسلام في الحياة اليومية بكل فروعها .. وتحكيمه في شؤون العباد والبلاد – بغض النظر عن إسم هذه المجموعة أيا كان .. فليس الإسم إلا ذريعة تافهة .. واهية .. يعزف عليها الأعداء ألحانهم القاتلة .. السامة .. الخداعة ..
من هذه المقدمة السريعة .. نستطيع أن ندرك ونفهم .. مقاصد وأغراض المتظاهرين المعارضين في مصر ..
إنهم لا يعادون .. ولا يكرهون الإخوان المسلمين .. لأنهم إخوان مسلمون – وإن إدعوا ذلك ..
إنهم كذابون .. أفاكون – وإنما يعادون الفكر الإسلامي الذي يحملونه للناس .. بالرغم من أنهم لم يتمكنوا من تطبيقه بعد - ..
ولو جاء غيرهم بنفس ما جاؤوا به .. لعادوهم وحاربوهم أيضاً ..
فالعداوة والبغضاء والحرب .. هي ضد المشروع الإسلامي .. حتى ولو جاء به إخوان المسيحيين .. أو إخوان يهود .. أو أي إسم آخر ..
إنهم بصراحة متناهية .. لا يريدون أن تصبح مصر مسلمة .. برئيسها وحكومتها ونظامها ودستورها وقوانينها وقضاتها ومحاكمها وإعلامها وفنانيها ..
إنهم يريدون أن يحطموا حلم المسلمين .. الذين ظلوا لأكثر من مائة سنة ينتظرونه ..
ولما بدأ يتحقق ولو جزئياً .. شنوا عليه جماح غضبهم وسخطهم ..وأرادوا أن يدمروا الإسلام ويبيدوا أهله ..
إن الإخوان مهما أخطأوا .. وتعثروا في طريقهم .. فهم بشر .. وليسوا ملائكة ولا أنبياء .. يمكن نصحهم .. ونقدهم .. وإصلاحهم ..
إن الذي يعاديهم في هذه المرحلة الحرجة .. الصعبة .. القاسية .. إنما يعادي الإسلام .. ويعادي الله ورسوله .. مهما زعم وتشدق بخلاف ذلك .. فهو كذاب أفاك .. أو مخدوع مضلل ..
ليس لأنهم هم المصطفون الأخيار .. أو المقربون إلى الله أكثر من غيرهم .. وإنما لأنهم هم الذين تقدموا على غيرهم .. بحمل راية الإسلام ..
فلو كان غيرهم سبقوهم لتعرضوا لنفس الإنتقادات .. ولنفس العداء .. والكراهية والبغضاء ..
فليس الموضوع إسم إخوا ن مسلمين .. أو غير إخوان مسلمين ..
وإنما الموضوع أنها هي الجماعة السابقة – على الرغم من عجرها وبجرها .. وأخطائها وعثراتها – لتحقيق حلم المسلمين في إقامة الدولة المسلمة .. المدنية دون ظلم لأحد من المصريين .. مهما كان دينه وعقيدته ..
فالذي يعاديها .. إنما يعادي المشروع الحضاري الإسلامي الذي تحمله للأمة المسلمة .. لإعادة أمجادها وسيادتها على الأرض ..
والذي يعاديهم أيضاً .. إنما يعادي الحرية والديموقراطية والشرعية الدستورية ..
إنهم جاؤوا بإنتخابات نزيهة .. مستقلة .. لأول مرة جرت في تاريخ مصر كلها منذ عهد الفراعنة وإلى الآن .. ولم يعترض عليها أي مخلوق على وجه الأرض ..
والذي يعاديهم ..إنما يعادي الوطن والشعب .. والكرامة الإنسانية .. والحرية والعدالة والمساواة .. والطهارة والعفاف .. والفضيلة والنقاء.. ويسعى إلى إعادة الطغيان والفساد .. والجبروت والإستبداد والدكتاتورية ..