ثوار العار
ثوار العار
خليل الجبالي
أي عار يلحق بهؤلاء المعارضين الذين يرفضون الحوار علي مائدة المفاوضات ويجعلون حوارهم حرب الشوارع.
أي خزي للذين يرفضون الإستعانة بالسياسين لخروج مصر من كبوتها الإقتصادية والسياسية ويستعينون بالبلطجية وقطاع الطرق ويقتلوا ويشوه الأبرياء.
أي ذل يلحق بهؤلاء المعارضين الذين يظنون أنهم ثوار ثم يقفون جنباً إلي جنب الفلول ورجال مبارك الناهبين لثروة مصر.
إنني استغرب من هؤلاء الذين يرفعون رجال الشرطة فوق أعناقهم ويعتبرونهم من الثوار ونسوا أن ثورة 25 يناير ما قامت إلا لتطهر مصر ممن قتل خالد سعيد وسيد بلال ، وأن يوم عيد الشرطة كان نقطة الإنطلاقة للثوار الحقيقين ليتخلصوا من رجال حبيب العادلي الذين عاثوا في الأرض فساداً وظلماً وطغياناً.
فيا خيبة الرجى أن يصبح الفلول ورجال الشرطة وفناني العري وإعلامي الكذب ثوار يقفون في التحرير ينادون بسقوط الرئيس المنتخب!
ولما لا وهم من صفق وصفر وانحني لمبارك وأولاده حتي صاروا عبيداً للمال والسلطان والشهرة ، بعد أن نحووا الدين جانباً ، وأعلنوا بكل بجاحة أن الإسلام ليس له مكان علي أرض مصر!
القضية ليست أن يعلوا صوت هؤلاء اليوم مطالبين بتنحي الرئيس الإسلامي المنتخب وبالقضاء علي الإسلامين وأولهم جماعة الإخوان ولكن القضية أن الدكتور مرسي تعامل مع هؤلاء بأخلاقه العالية وضوابط الديمقراطية وأساليبه الحضارية التي كان يظن أن يعي هؤلاء المعارضون ما يريده ، ولكنها الحقيقة التي غابت عنه وخاب ظنه فيهم أن هؤلاء تربوا علي الذل والمهانة، وأن تحكمهم يد تبطش ورجل تهين.
إن من يحاولون ركوب موجة الثورية اليوم كثيرون ومنهم من وضع الدكتور مرسي ثقته فيهم وأماله لتخطو مصر من كبوتها علي أيديهم ، وأخرهم الوزراء الذين إستقالوا وفروا من السفينة ليلحقوا بركب الفلول والبلطجية وليعيشوا تحت إمارة البرادعي وصباحي ، فلا ندامة عليهم ، ولا أسف علي أمثالهم.
إن من يبيع قسمه الذي أقسمه في توليه الوزارة أو عند دخوله كلية الشرطة فلا عهد لهم ولا أمان، فلله الحمد أن تتطهر سفينة النجاة منهم.
إن الشرفاء الأنقياء الحريصين علي مصلحة الوطن مصرون أن يكمل الدكتور مرسي فترة رئاسته، كما أنه مصر علي ذلك ، فقد جاء علي لسانه في حواره لصحيفة "الغارديان" البريطانية أنه واثق من إتمام فترة رئاسته، فالعزيمة والإصرار من شيم الرجال ومن صفات الزعماء حتي وإن خالف ذلك بعض عواطف الأخرين.
إن زعزعة البلاد وإحداث قلاقل مقصودة من قبل الإمارات وأحمد شفيق الذي صرح منذ ساعات أنهم حريصون أن يتنحي مرسي قبل أن يتم عقود تنمية محور قناة السويس فهذا سيكبد الإمارات خسائر فادحة في إستثماراتها في جبل علي وميناء دبي وغيرها ، فهم لا يريدون نهضة لمصر في محافظات القناة ولكنها مصالح أسيادهم يريدوا أن يحققوها ويعملوا لها.
إن كنانة الله في أرضه تحتاج إلي رجال مخلصين أوفياء لا يبغون مأرباً ولا مغنماً حتي تتحقق النهضة ويعم الخير ، ولن يكون إلا من خلال من توضأت أيديهم وسجدت جباههم لله خالصة.
(واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21) سورة يوسف