سجينات سورية يستغثن
سورية تناديكم 10
سجينات سورية يستغثن
د. عامر البو سلامة
هذا النظام العصابة، المتسلطة على رقاب أبناء الشعب السوري، جرائمه لا تعد ولا تحصى، وفي كل المجالات، وسائر الملفات، ولو فتحت أي ملف وقلبت عناوين صفحاته، لوجدت ما يشيب لهوله الولدان، ويجعل الحليم حيران.
ومن ملفات حقوق الإنسان، فيما يتعلق بحقوق المرأة، نفتح صفحة السجينات السوريات، والأسيرات الباحثات عن الحريات، في سورية الحبيبة، لوجدنا في هذه الصفحة، حقائق وإحصاءات، تؤكد على جملة من المعاني، التي مدارها الجريمة الكبرى في انتهاكات حرمات النساء السوريات، من طريقة الاعتقال، إلى التعذيب بكل صنوفه وألوانه الجسدية والنفسية، وقد تحدثت واحدة منهن عن تجربة من التجارب لما رأت وشاهدت، من حقائق هذه الجرائم، فكتبت( خمس دقائق، تسع سنوات في السجن)، أعتقد أنه يصعب على كثيرين، أن يقرؤوا الكتاب التجربة من أوله إلى آخره، نظراً لما يمر عليه المرء، من هذه الحقائق التي أشرنا لها آنفاً، ليقول متصفح المذكرات ( خمس دقائق): الله أكبر أين العرب؟ أين المسلمون؟ أين النخوة؟ أين الشيمة؟ أين المعتصم؟ أين أحرار العالم؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين منظمات حقوق المرأة؟ أين المؤسسات المدافعة عن العدل؟
واليوم في سورية يزداد الأمر وضوحاً، ويشتد الخطر وقوعاً، بعد ثورة شعبنا الباحث عن الحرية والعدل، وتقف حرائر سورية مع أبناء الشعب، مجاهدة ومضحية وباذلة الغالي والرخيص، من أجل مطالب الحق، التي رفعها أبناء شعبنا، كيف لا ، وهي الأم والأخ والمربية والطبيبة والحقوقية والكاتبة، والكبيرة والشابة، فيكن من ثمار ذلك، أن اكتظت السجون بالحرائر السوريات، الموجودات في أيدي هؤلاء الوحوش، الذين لا يرقبون في الإنسان إلا ولا ذمة، ولا يحترمون قيمة من قيم السماء والأرض.
وما يحدث اليوم في سجن عدرا، صفحة من صفحات الأسى، وصورة من صور الألم والحسرة، لما يجري لحرائر سورية، والمجتمع الدولي، ما زال يتفرج، ويبقى الخير في شعوبنا العربية والإسلامية والعالمية، أحزاباً وأفراداً ومنظمات، مفكرين وساسة وعلماء وحقوقيين، ليقوموا بدورهم في المساندة والمناصرة، فنساء سورية في سجون المجرمين يصرخن يستثن وينادين، فهل من ملب.