إفلاس نخبة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

إفلاس نخبة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

تحيّات تنثر يمينا وشمالا.. بسمات توزّع شرقا وغربا.. كلمات تلقى وترمى بلا معنى ولا حكمة.. وقصائد معلّبة .. مجمّدة.. ممدّدة..لا حياة.. لا وجد ولا وجود.. لا مبنى ولا بناء.. تنشد بل ترمى كحجارة صمّاء خرساء.. عمياء تتعطّل في الطّريق

والطّريق واضحة..سالكة.. قصائد لا تدري ما الشّمس في كبد السماء وما الشمس في برك الماء والعفن.. كلمة خلف كلمة

تتبعها كلمات عاريات.. لا رابط.. لا جامع.. غير رابط الكلمات المتبرّجات.. ظلام يلفّه الضباب.. سراب فوق أرض يباب.

وحشة مصطنعة موحشة.. غربة مبتذ لة مفتعلة.. إستسهال وتساهل وإسهال أصاب الأمّة.. أمّة الفصاحة والبلاغة والبيان..

أمّة أفصح الناس, وأمّة القرآن.. اللغة الشاعرة..اللّغة الكاملة المتكاملة.. لغة الظاء و الضاد.. ركاكة في التعبير.. بلادة في

التفكير والتحرير.. سطحيّة التناول.. وكثير من التبسيط والإختزال و التفاهة..لا أصول ولا قواعد و لا ضوابط.. لا شيء

إنّه زمن أفلس فيه أبناءه وافتقر فيه دعاته.. واقع تضليليّ تفكيكيّ.. واقع خلق جيلا فارغا مفرغا من كلّ مقوّمات الحسّ

الأدبي والذّوق المعرفيّ.. جيل اللّغو واللّغط والصياح والنباح.. جيل الهزيمة والإنهزام و التعرّي والتعدّي والإنفصام..

أوهام النّخبة المنتخبة.. لا منتخبة.. عفوا.. منتفخة.. متورّمة.. متقيّحة.. متقيّأة.. نخبة التعلّك والتبلّد و التصحّر و الإجترار

والتحلّل.. نخبة تركب أحمرة قصيرة وتسابق بها الأحصنة والجياد الفارهة  لكنّها تفوز وهي في الصفوف المتأخّرة الآخرة..

نخبة مصالح ومكاسب..أحزاب تحرّكها وخيوط تحرّكها.. نخبة هذا لي وهذا لي ولا شيء لك.. أنت لست من النّخبة.. أنت لا نخبويّ إذن أنت شعبيّ ..جاهل وغبيّ لا تدري ولا تعرف من النبيّ ومن الدعيّ؟..

 إلى هؤلاء أقول إلى الخلف تواروا.. إلى الخلف عودوا وعلى الأرض تهاووا وانبطحوا وانفلقوا ذاك مكانكم, ذالك موقعكم الطبيعي فالتزموه ولا تتعدّوه ذلك خير لكم.. أضعتم البلاد وملأتموها قحطا وجفافا و ضيّعتم العباد وسرقتم أوقاتهم وأموالهم في جدل سقيم وفكر عقيم .. إلى أقفاصكم عودوا وانتفوا شعوركم وقطّعوا أدباشكم ومزّقوا هويّاتكم  لعلّكم تهتدون..