خطاب السيد نصر الله
خطاب السيد نصر الله
من "غرنيكا" إلى "القصير"
د. بهيج ملا حويش
رئيس حزب "الوفاق والتنمية"
كم هو مثير للشفقة خطابك الأخير أيها السيد وكم هو مؤسف ماجلبته على قومك من ويلات بل كم هو مضحك تبريرك لموقفك اللااسلامي و اللاخلاقي تجاه الشعب السوري . فبعد فعلتك التي فعلت تريد منا الآن تصديق ما تقول وقد هدمت وقتلت من السوريين ما لم تفعله إسرائيل طيلة حروبها معنا .
لقد انتهكت عقيدة قومك "ومهمتهم الرسالية " في الدفاع عن المظلومين ورحت تسفح دماءهم دفاعا عن الظلمة الكفرة الذين شتموا الذات الإلهية في منبرك التلفزيوني " قناة المنار " وآلذين اتخذوا من منابر المساجد ومحاريبها مسرحا لاحتساء الخمر والغناء والرقص مما لم تفعله المغولية وإنما فعله " رفاق السلاح " كما وصفتهم انت. بئس الرفاق وبئس للفريق بدلا .
تعللت بواجب الوفاء لمن ساندك في التسليح وقد نسيت ان الشعب السوري قد احتضن قومك فكان وفاؤك لهم ان إذقتهم كأس الحنظل فهل ستقابلك ملائكة الله بكاس من حميم ؟ .. لا نتقول على الله .
تتحدث عن واجب الوفاء فهل الواجب هذا مقدم على العقيدة والإيمان ؟ لو كان هذا صحيحا فكان أولى برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبها وسلم ان يكون وفيا لعمه أبي طالب ويدع عنه ما يضيره بين قومه ، وبل وكان موسى عليه السلام أولى منك بالوفاء لفرعون - ولي نعمته كما هو بشار الأسد ولي نعمتك - فهل قدم نبي الله وفاء فرعون على وفائه لربه ودينه ؟ أم ترى ان موسى عليه السلام - وحاشاه ذلك- قليل الوفاء وانت الوفي لخلك " الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " .
تقول انك تدافع عن المقدسات ، ترى أليست هي ذات الذريعة التي تعلل بها الصليبيون فدخلوا بيت المقدس حيت ذبحوا فيه ما ذبحت انت في القصير ؟ ولكانك تقول انك غزوت بجندك الأرض السورية مساعدة لجيش يواجه إسرائيل ؟ من يقول ومن يصدق ؟ انت أيها السيد زعيم عصابة لا قائد مقاومة شانك واتباعك شان " بلاك ووترز " . انتم في نظر الشعب السوري غزاة لا حماة وسيذكركم الشرفاء كلما ذكروا الاستعمار الروماني قديما والإنكلو فرنسي في القرنين الماضيين . فهؤلاء أيضاً كانوا " يقاتلون المتطرفين والإرهابيين " . عد الى أرشيف التاريخ لترى كيف كانوا يدعون أبطال الاستقلال : الخطابي وعبد القادر الجزائري وعرابي والمهدي ورشيد عالي الكيلاني وأمثالهم . فهل غزوتنا فعلا لمحاربة هؤلاء أم لتعجن آبناءنا بدمائهم وفاء لولي نعمتك الذي يجهل هو وأبوه آن الالتفاتة في الصلاة تنقضها ؟ ارجع الى أرشيفات التليفزيونات لترى بعينك صدق القول .
أتعرف ان الجيش الفرنسي عند احتلاله للجزائر توجه اول ما توجه الى مسجد " كتشاوا" الكبير وهناك احتفل بانتصاره على المارقين رقصا وغناء وخمرا ؟ وانت والأسد وعصاباتكم فعلتم الامر نفسه في القصير . انظر ما بثته وسائل الاتصال الفردية والجماعية .
أيها السيد اخلع عمامتك فقد أصبحت زعيما " شبيحيا " بامتياز ولا تدعي انك فعلت ما فعلت دفاعا عن الشيعة فانت أقمت جدارا بين الشيعة والشعب السوري بمختلف انتماءاته ولكن لا تنتظر الغدر من شعبنا فشعبنا أصيل صفوح ولكن انتظره من ولي نعمتك فسوف يجازيك جزاء سنمار .
أيها السيد الشبيح ..... حاولت في خطابك الأخير الظهور بمظهر الحمل الوديع فهل ياترى عاد اليك وعيك وبدا ضميرك يؤنبك أم انك تريد تلافي ما قد يحدث في المستقبل ؟ لا اعتقد هذا ولا ذاك فقد ختم الله عل قلبك غشاوة .
هل تعلم العلاقة بين مدينة " غرنيكا " الإسبانية ومدينة " القصير السورية " ؟ اسمع وازدد ثقافة : عندما حكم الشيوعيون إسبانيا في مطلع القرن الماضي كان الدكتاتور فرانكو قائدا لجيوش إسبانيا في المغرب فعزم في الثلاثينيات على غزو إسبانيا ولكن الحكم الشيوعي كان قد جرده من سلاحي الطيران والبحرية وما كان منه إلا ان استعان بموسوليني زعيم الفاشستية آنذاك وهتلر زعيم النازية فزوداه بما كان ينقصه ، وفعلا غزا إسبانيا بمساعدة فيلق من المغاربة لقاء وعد بإعطاء شمال المغرب استقلاله . وهكذا بدا اكتساحه لإسبانيا من الجنوب الى الشمال ، وكان يدمر ويعدم كل من يلقاه ليلقي الرعي قي قلوب أبناء شعبه فلا يتعاطفون مع الجمهوريين ولكن مدينة " غرنيكا " استعصت عليه فطلب من سلاح الجو النازي luftwafer تدميرها جوا وهو يقوم بالأمر نفسه بالمدافع ( انظر أوجه الشبه كم هي عديدة ) فدمرت المدينة بالكامل حيث ألقى النازيون ٣١ طنا من براميل المتفجرات الحارقة وفق ما صرح به العقيدValfram Von Richhafen قائد فرقة kandor ورئيس أركان الجيش النازي في إسبانيا في ٢٩/٥/١٩٣٧ وعندما أدرك النازيون فادحة أمرهم - كما أدركه فاتح القصير - ادعوا أنهم لم يلقوا سوى أوراق تحذير لان الشيوعيين كانوا سيدمرون المدينة ، وبل وأتلفوا كل ما يشير الى هذه الجريمة النكراء من أرشيفات الحرب وجاؤوا بمذكرات للجنرال النازي Adolfo Godland تدعم دعاية koplanz حول هذه الجريمة التي صورها الرسام العالمي بيكاسو بلوحة تعتبر من روائع الفن العالمي . ولكن العبرة ليست هنا أيها السيد . العبرة ان مع بدء تدهور قوات المحور طلب هتلر من فرانكو رد الجميل بإرسال جيوشه للدفاع عن ألمانيا فما كلن من فرانكو إلا ان راوغ حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية فأنقذ حكمه وترك هتلر وعصابته للاستسلام او الانتحار ف " نكص على عقبيه وقال اني بريئ منكم ، اني ارى ما لا ترون " بل زاد فرانكو على ذلك ان اتفق مع الولايات المتحدة في سبتمبر ١٩٥٣بإعطائها عشر قواعد عسكرية مقابل حمايته من العقوبات التي أقرتها الامم المتحدة عام ١٩٤٦ فأصبحت آسيانيا تحت الحكم غير المباشر للامريكان وواجهة الغرب لمحاربة الشيوعية ،
أيها السيد حسن نصر الله .... لقد انتهكت أخلاقية المبدأ كما ابتذلت أخلاقية الموقف ، فان كنت ترى ان هناك ماهو مسيئ خلقا مسموح سياسة فقد خسرت الاثنين معا . لقد استغللت اللحظات الحرجة لتتخذها فرصة لمغامراتك ومقامراتك ولكن بعقل راكد مربوط بعقال التاريخ القصصي ومتشعبا بالضغينة . ونحن ممن يقدر ولا يقدس أحدا ، نقدر ان هناك من شيعتك من يرى فيك متمردا وسيكون الجميع في ذاكرتنا محفورا حتى لا نضيع بوصلة المستقبل .
أيها السيد كانت أحلامكم طوبائية فاختنقت في أحلامك فجئتنا اليوم بخطابك المثير للشفقة وكأنك تناولت سما منتهي الصلاحية فلا انت حي ولا انت ميت ، وكم من الأحياء أمواتا . اخرج من سياج حقدك الذي أملاه عليك التاريخ المزيف فقد جندت نفسك لقتل المضطهدين المطالبين بحق الحياة الكريمة .
أيها السيد تب الى ربك ، وأصلح ما اكتسبت يداك ، فما بقي بينك وبين ناصر المستضعفين سوى ما تبقى من عمرك . واعلم ان الله يمهل ولا يهمل ، فما فعلت ب " غرنيكا " السورية سيسطره التاريخ ، واعلم ان الله ناصر المؤمنين .... وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله .