تمرد.. نمرود.. مردة الشياطين

علاء الدين العرابي

تمرد.. نمرود.. مردة الشياطين

علاء الدين العرابي

عضو رابطة الإسلام العالمية

[email protected]

كلمة تمرد  – ومشتقاتها - سيئة السمعة ومعناها الطغيان ومجاوزة الحد ، ومردة الشياطين هم العتاة الطغاة منهم ، والنمرود هو ملك جبار ادعي الألوهية ، وعندما أراد الله أن يسند فعلا للنفاق قال سبحانه : "  مَرَدُوا عَلَى النِّفَاق " التوبة 101

حملة تمرد المصرية هي حملة تسير في طريق النمردة ، وهي مجاوزة الحد ، فعندما يرفض هؤلاء الرئيس المنتخب فهم يرفضون الشرعية ، ويرفضون في نفس الوقت اختيار الشعب ومن قبله اختيار الله

 قد يقول قائل أننا تمردنا على مبارك فلماذا تنكرون علينا أن نتمرد على مرسي ؟ ونقول لهم : لا لم نتمرد على مبارك ولكننا ثرنا علىه ، وفرق بين ثورة شعب قامت على طاغية أفسد وطغى وتجبر ، وبين تمرد مجموعة موجهة بأجندات داخلية وخارجية تسعى للفساد وهدفها إسقاط أول رئيس شرعي منتخب في تاريخ مصر

وفرق كبير بين طاغية لم يختاره الشعب ، وبين رئيس منتخب قد منحه الشعب ولاية لمدة معينة وهي أربع سنوات ولابد أن يكملها ، كما أنه لم يمض على حكمه عدة شهور ولم يختبر بعد ، وقد أتي على ميراث كبير من الفساد 

تذكرنا حملة تمرد المصرية بحملة تمرد اليهودية والتي حكى عنها القرآن الكريم ، فقد طلب بنو إسرائيل من أحد أنبياءهم أن يختار لهم ملك يقودهم في حرب الأعداء ، فاختار لهم النبي رجل يدعى طالوت كان فقيرا ولكن لديه قوة في العلم والجسم ، وقال لهم نبيهم أن هذا هو اختيار الله ، فلم يعجبهم هذا الاختيار وتمردوا عليه  ، وقالوا كيف يكون لهذا الرجل الحكم وهو فقير

" وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ..." البقرة247

حملة تمرد المصرية تشبه حملة تمرد اليهودية فهم يدعون أن هناك من هو أحق بالملك من الدكتور مرسي ، فهو  من عامة الشعب وليس من رجال الأعمال الفاسدين الذين نهبوا ثروات مصر ، وليس من الساسة الذين ينتمون للنظام السابق الذين تركوا وراءهم بلدا متأخرا يعاني التخلف والمرض ، ويعشعش فيه الفساد ، كما أن لديه سابقة خطيرة لا تحل لمثله أن يكون رئيسا وهي انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين

وتذكرنا حملة تمرد المصرية أيضا بحملة تمرد المنافقين في المدينة المنورة عندما نظموا حملة للتمرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة أحد المنافقين ويدعى أبو عامر الراهب الذي ذهب إلى هرقل ملك الروم بهدف استعدائه على المسلمين ، فأخذ يخطط من الخارج بالاستعانة ببعض أعوانه المنافقين من الداخل " المدينة " ووعدهم أنه سيقدم إليهم بجيش جرار من الروم لقتال الرسول ، وطلب منهم أن يبنوا مسجدا سمى بمسجد الضرار بهدف تجميع كلمة المنافقين الذين يحاربون الله ورسوله

" وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " التوبة  ( 107

حملة تمرد المنافقين تشبه حملة تمرد المصرية في أنها تسعى لتفريق المجتمع ، وهدم بناء الوطن تحت حجج واهية ، ولسان حالهم يقول لا نريد إلا الحسنى

حملة تمرد اليهودية فشلت فقد خرج المتمردون عن قيادة الملك طالوت ولم يبق معه إلا بقية قليلة من المخلصين ، انتصر بهم الملك طالوت  ، ومضى في ملكه

حملة تمرد المنافقين باءت بالفشل أيضا وبعث رسول الله من هدم مسجد الضرار  ، وهُزم المنافقون

وسوف تفشل حركة تمرد المصرية لأنها تحمل معها مقومات فشلها ، فهي تسير ضد قانون الله في الكون ، وضد إرادة الشعب والشرعية

أريد أن أذكر أنني لا أقصد بحملة تمرد فئة الشباب الذين يتولون جمع توقيعات أكثرها مزيف ، ولكن أقصد بحملة تمرد تلك الحملة الكبرى التي يتزعمها أنصار الثورة المضادة بما فيهم من يتشوقون إلى كرسي الرئاسة.