السيدة .. سراقب

السيدة .. سراقب

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

شرفة حلب منذ 3 قرون - عمر هذه البلدة الخضراء - كنت أشعر بالفرحة عندما نصل إليها من الشام ، قادمين من زيارة أخي سليم المعتقل في سجن الحلبوني ! لم يتبق للوصول إلى الشهباء سوى 50 كم ، هنا عند تقاطع طريق دمشق اللاذقية جنوب شرق إدلب

تاريخيا هي محطة قوافل و حروب ، خان حربة الذي سمي بذلك لكثرة المعارك حوله و كذلك خان المرعي .. الرحالة الأجانب أمثال مورونة و كريف تحدثوا عن بيوتاتها المحكمة العمران ، عن ابتكار أسلوب السقيا لأراضيها الخصيبة ( 17 ألف هكتار ) من بساتين الفستق و الزيتون و الشوندر السكري 

منذ منتصف الستينيات و شهرة ( الهيطلية ) أو الهيلطية باتت صدى لولائم الذواقة - الهيطلية حلوى من الحليب السميك تراها في عشرات المحلات منها محل معاذ حاج قاسم ( أبو أيمن ) و كذلك محل ( أبو سلوى ) و هي ليست من التراث البعيد كالمهلبية المنسوبة للمهلب و المامونية المنسوبة للمأمون - في أحد أيام 1976 م و كنت طفلا صغيرا ذهبت مع أبي بسيارة جارنا المرسيدس السوداء ، الحاج محمد شحرور- حمو شيخ المنشدين أمين الترمذي -  و بصحبة صهري الأستاذ أحمد سكر و والده الحاج محمود ، و تناولنا هناك أطباق الهيطلية اللذيذة !!!! هي المدينة الوحيدة التي زرتها بصحبة أبي رحمه الله

ترتفع ( سراقب ) عن سطح البحر 365 متر ، و ترتفع ببطولاتها و شموخها العالي 365 يوما في السنة .. سكانها 40 ألفا و عدد شهدائها 400 شهيد ، شابات و عرائس و أخوات و أمهات و حرائر قضين ظلما و عدوانا ، و لم ينجح القتلة في إعادة بلدتهن محنطة داخل صندوق الطاعة الموصد تارة ثانية .. الشهيدةإيلاف بريك - 3 سنوات - و الشهيدات رفاه الفاضل و ريم الشيخ و تانيا عبيدين و حسناء الدح و سميرة عرموش و غازية الأحمد و هند بلال و ناريمان الحوباسي و نعيمة الكسار ، هن بعض الدم السوري الطاهر

أتشرف بأن أحفر اسمي على عتبات صهوتك ، أيتها السيدة سراقب ، يا شعاع الحنين الحزين