الأسس السليمة للبيوت عند المفكر عمار جيدل

الأسس السليمة للبيوت عند المفكر عمار جيدل

معمر حبار

[email protected]

الرقابة الإلهية في حفظ الأسرة من التدفق المعلوماتي: يكون التدفق المعلوماتي إيجابيا، إذا كان هناك حضور للوالدين، حضورا فاعلا، وإلا أصبح الابن .. إبن الشبكة العنكبوتية، وابن المشهاد، وليس ابن الأسرة.

والأصل في هذه الوسائل، أن تكون عاملا مساعدا على التربية، وليس عاملا بديلا. ويكمن الحل في التعهد بالاستمرار، وأن تجعل قلب الابن مملوء بالرقابة الإلهية، وليس الرقابة البوليسية.

التدفق المعلوماتي، لك أن ترشده، عن طريق التربية، وبالتلطف، والرقابة الإلهية، لكنك لاتملك أن تبعده. والشرط في تحقق ذلك، أن يعيش الوالدين هذا الفضاء العنكبوتي، وهذه المعاني، أما إذا كان للوالدين مايخفيانه، فالأطفال أيضا لهم مايخفونه. علينا إذن، أن نجعل، قلوب أبناءنا، موطن أمن، ليسود الأمن.

إبعدوا الأبناء عن خلافاتكم: الأسرة هي شخص معنوي، وإذا كان بين الأولياء خلاف، فالأصل أن لايكون بحضور الأبناء، وأن لايُنصر طرف على طرف، لأن الأصل في الأسرة، أن تنمي الحاجة إليهما، لا أن تنمي الاختلاف.

علينا أن نعي جيدا، أنه في حالة تناقض الوالدين، واختلافهم أمام الابن، فإن الابن يميل لمن يُحقّق له نزواته، بغض النظر عن كونها صحيحة أم خاطئة، حلال أم حرام.

أفق الأمة من أفق الوالدين: إذا لم يكن للوالدين أفق، فلن يكون للأسرة أفق. فنحن نحتاج إلى الأفق، والرفع منه في نفس الوقت. والأفق يعتمد على كون الفرد ينتمي إلى الأمة.

المتدين يكون مشفوعا بالأخلاق، فالذي لايكون متخلّقا، لايمكنه أن يكون أمينا، لان الذي لايكون أمينا مع الأمانة الصغرى، لايمكنه أن يكون أمينا في حمل الميثاق الغليظ، وهو الأسرة، "وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا"، النساء - الآية 21.

إسأل عن الخاطب، ولا تغضب إذا سألوا عنك : لابد أن نعرف، أفق الزوجين، ماذا يريد كل منهما؟ .. يريد دنيا، جاه، دور، أو يريد مرضاة الله تعالى، لان في مرضاة الله تعالى، حل لجميع المشاكل.

عليك أن تسال عن الخاطب، ولا تغضب إذا سألوا عنك. وإذا كان للوالدين أفق، سألوا عن الخاطب، وعن المرأة قبل الزواج. والسؤال عن الخاطب والزوجة، يكون قبل الزواج، وليس عن يوم العرس، أو ليلة الدخلة.

المحبة ضامنة للبيوت: الود، معناه: عطاء من غير انتظار عِوض. والمحبة تزيد وتنقص، حسب الأمر الطارئ. وينبعي للمحبة أن تكون أمرا أساسيا، أي دون انتظار، لأنه في حالة شنآن، أي اختلاف، تكون المحبة هي الضامنة. وينبغي للبيوت أن تكون سكن، وليس أماكن للنوم، وينبغي للزوج أن يكون معطاءً.

الهيبة: محبة.. لأنك إذا هِبت الأب والأم، أحببتهما. فنحن نهاب الله تعالى، لأننا نحبه، طبقا لقوله تعالى: " لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْه  التوبة - الآية 118.

فضل التغافل عن السقطات: بنيت الأسرة على الميثاق الغليظ: لأنها جاءت باسم الله، وهذا الميثاق، يدوم بالمحبة الدائمة، والرحمة، والعفو.

علينا أن نتعلم التغافل، ليسع بعضنا بعضا، ويتربى الأبناء على المحبة والمودة، فينمو الطفل على ذلك، لان الرحمة تسع كل شيء. وعلينا أن نتغافل عن السقطات، من طرف الأب أو الأم، لينمو الطفل عن التغافل عن السقطات.

               

(*): القناة الخامسة 5، الجزائرية.