حب الوطن وحقه علينا

سليمان عبد الله حمد
ab_fatima2011@hotmail.com

حب الوطن وحقه علينا

سليمان عبد الله حمد

ab_fatima2011@hotmail.com

الاخوة والأبناء الافاضل ارجو ان نبعد عن اللهجة التي تفرق وان نتحرى في كتاباتنا وفي تفكيرنا تلك التي تجمع الصف فكلنا لآدم وآدم من تراب لا فضل لأحدنا على الآخر إلا بقدر ايمانه بالله ورسوله اولا ثم بالوطن الذي يسع الجميع ثانيا ولنا في التجارب التي مرت بها بلدان كثيرة وحتى في تجربتنا الوطنية ما يجعلنا نأخذ العظة والعبرة مما جلبه لنا التفرق والشتات من الدمار والتأخر عن ركب الامم التي بدأت النهضة بعدنا بكثير ولكنها تخطتنا بفضل وحدتها وكان تأخرنا بسبب خلافاتنا ونظرتنا المتخلفة في كل مناحي الحياة لذا يجب ان نتوحد جميعا في المدينة وفي القرية وفي الكنبو وفي فرقان الرحل فكلنا ابناء وطن واحد لا فضل لأحد منا في هذا الوطن إلا بقدر حبه وعطائه للوطن ولمواطنيه بمختلف كياناتهم كما نرجو ان تكون هويتنا هي السودان وليست القبيلة او الجهة التي ننتمي لها او المكان الذي نقطنه اذا اردنا ان تكون لنا مكانة بين العالم المتحضر فلتسد ثقافة قبول الآخر بيننا وان ننبذ الفرقة والشتات وان نبتعد عن نظرة التعالي التي ينتهجها البعض والحمد لله انه البعض وليست الكل والله نسأل ان يجعلنا على قلب رجل واحد قلب يملئه الايمان بالله ثم حب الوطن الذي هو من الامور الفطرية لذا نجد ان الانسان يشعر بالحنين للوطن عندما يغادره لأي سبب كان وهذا دليل على قوة ارتباطه بهذا الوطن وبما انه يتأثر بهذه البيئة فان لها عليه حقوقا وواجبات لذا كانت حكمة الخالق هي استخلاف الانسان في الارض من اجل ان يعمرها ولكن يجب ان يكون هذا العمار على هدى وبصيرة لكي يستمتع بخيراتها وهذا تحقيق لمعنى الاستخلاف الذي قال فيه سبحانه وتعالى (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْ‌ضِ وَاسْتَعْمَرَ‌كُمْ فِيهَا...) (هود:61) ومن هنا نقول بأن حب الوطن واجب شرعي وأخلاقي لذا يجب ان يترجم هذا الحب الى واقع من الافعال والأقوال بان يكون الهدف الاسمى هو مصلحة الوطن وبقاؤه بعيدا عن الهوى والمصالح الشخصية والذاتية والحزبية الضيقة فليس من حب الوطن معاداته ومعاداة اهله ولا نهب خيراته وأمواله ولا العمل على غرس ثقافة الكراهية والفرقة بين ابنائه كذلك ليس من حب الوطن الاستقواء بالخارج او التهديد باستخدام الخارج ضد الوطن كما ان التهديد بالانفصال والعمل على فك عرى الوحدة من اكبر الكبائر ضد الوطن فالفارق بين حب الوطن وخيانته واضح وضوح الشمس لا يحتاج لبرهان ونقول حتى لو كانت النوايا حسنة في حب الوطن فان ذلك لا يشفع ابداً في اختيار الوسائل غير المناسبة للتعبير عن ذلك لذا يجب ان يبدأ كل منا بنفسه وليسألها ماذا فعل من اجل هذا الوطن وما هي مساهماته من اجل ان يظهر الوطن بمظهر حضاري يحترم فيه القانون والنظام وحقوق الانسان ويجد فيه كل مواطن حقه من العناية الصحية والتعليمية وغيرها من متطلبات الحياة فنحن من احق الشعوب بهذه المتطلبات التي كنا اصحابها ولكننا لا نملك اليوم إلا آثرها ومن هنا يجب ان نجد في طلب العلم واكتساب الخبرات في كل المجالات مما يقودنا لتقديم الافضل للجيل الحاضر والأجيال القادمة التي يهددها الغزو الثقافي كما يجب ان لا يغيب عن بالنا ما للأخلاق من اهمية وذلك بان نغرس في النفوس الإيمان والالتزام بالخير والحق والعدل والإخلاص في العمل وإتقانه كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ اللهَ تعالَى يحبُّ إذا عمِل أحدُكم عملًا أن يُتقِنَه...

ليت تلك دعوة تشمل كافة الوان الطيف السوداني وذلك بقول الراي والراي الاخر تبقي مصلحة الوطن فوق هامات الجميع لا فرق بين ابيض او اسود الا التقوي ....