دولة .. دوما

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

في جمعة ( استقلال القرار السوري ) بتاريخ 17 / 5 / 2013 م ، شاهدت العديد من تظاهرات ( دوما ) المثخنة بالجراح و المتضوعة بمسك الشهادة و الثبات . ذات الليلة اتصل بي الصديق القديم أبو سعيد الدومي ، فعدت معه لذكريات 1981 م مع الأحبة تيسير داوود و ياسر الحنفي و مصطفى سريول و لفيف من أبناء دوما ، جمعتني بهم في دار فدعق بمكة المكرمة آمال و أحوال و هجرة .. وقتها كنت أنشر مجلة ( البشير ) بمساعدتهم

دوما ، قصبة الغوطة و مدينة المآذن - فيها 80 مسجد - و عدد سكانها 120 ألف نسمة ، و هي المركز الإداري لريف دمشق الفيحاء . تعود للعهد الآرامي و تنتمي لطليعة المناطق الثائرة في وجه المستبد المجرم ، و تتميز بأنها نسيج وحدها شرفا و همة و مضاء !! سمعت عنها من أخي سليم - شافاه الله - عندما فتحت ذراعيها لاحتضان الشباب السبعة عشر الفارين من سجن كفرسوسة في 21 / 5 / 1980 م ، ثم قرأت عنها ما كتبه قاضيها الكبير الأستاذ الأديب علي الطنطاوي ، و قبل ذلك ما دونه ياقوت الحموي الذي سماها ( دومة ) و هي في العربية الشجرة الكبيرة ، اسمها يوحي بالضخامة و النعومة و الحلاوة و الجمال 

الطلاق - أبغض الحلال - هو القسم الشائع ضد النظام ، و المذهب الحنبلي يسود هنا دون بلاد الشآم ، و العنب الدوماني هو الألذ و الأطيب و الأشهر.. عدد شهدائها حتى الآن 2126 بمعدل 2% من أبنائها و فرسانها البررة ، و صوتها هو الهدار و هو الأصدق و الأوفى . في بداية ثورة الحرية و الكرامة كان ذلك العجوز - بائع البقدونس - الذي يحرض بالشعر و الحماسة على الصمود و الثبات ، و بعدها رأينا أطفال دوما المفرج عنهم و آثار التعذيب و سلخ الجلود بادية على أجسادهم الغضة المصانة .. في 22 / 1 / 2012 م كانت تلك المرأة الأشجع و هي تواجه الرصاص أثناء تشييع الشهيد محمد عرابي ، و في 20 / 2 / 2013 م كان الشاب المصور لسقوط الصاروخ أقرب ما يكون للشجاعة و الشهادة

دوما .. دولة الغوطة الشرقية و الجبين الأعلى ، لم تركع و لن تركع

سلام لك ، تعظيم سلام ، يا أم البطولات