مواجهة الفساد الثقافي
أ.د. حلمي محمد القاعود
أعتب علي المثقفين الحقيقيين والفضائيات المحترمة في عدم مواجهة الحظيرة الثقافية الفاسدة التي استطاعت أن تقلب الحقائق.
وتصنع عن طريق المظاهرات والوقفات والفضائيات مناخا شريرا ضد ثقافة الأمة وهويتها, وتثير الزوابع حول تطهير الثقافة من الفساد المتجذر الذي صنعه فصيل واحد يتقن الإقصاء والتغييب والتهميش. وأتساءل أين المثقفون الحقيقيون في جامعة الأزهر والجامعات الحكومية والخاصة والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومجمع اللغة العربية والقنوات الاسلامية والجمعيات الأدبية والمجتمع الأهلي وأدباء الأقاليم المهضومون..؟ أين هؤلاء مما يفعله خصوم الحرية والديمقراطية والثقافة الحقيقية؟ ما هذا الصمت البائس والاستسلام المخزي من ممثلي تسعين مليونا أمام من نهبوا أموال الوزارة علي مدي ربع قرن, وعندما أحسوا ان هناك من سيقول لهم: كفي, ملأوا الدنيا صراخا ونحيبا, وحتي يتحرك المثقفون الحقيقيون فإني أقترح علي وزير الثقافة أن يقوم بخطوات محددة لوقف الفساد في الوزارة المنكوبة بالأقلية الفاسدة التي تظن أنها تملكتها إلي الأبد:
أولا: تجميد المجلس الأعلي للثقافة الذي تم تشكيله بتوقيع الجنزوري من عناصر النظام السابق, وأبواقه التي سوغت استبداده وجبروته وإذلاله للشعب المصري, وازدرت ثقافة الشعب المصري وهويته.
ثانيا: وقف العمل في منح جوائز الدولة التي تذهب إلي من لا يستحقها وفق قانون, يتيح للانتهازيين فرصة التحكم في منحها وتوجيه التصويت وفق ما يريدون. عار عظيم أن تمنح جوائز الدولة في الأدب لمن يقدمون مضامين هابطة ضد القيم الرفيعة والنبل الإنساني والكرامة البشرية, وعار أن يحرم الأزهر والإسلاميون من جوائز الدولة في الدراسات الإسلامية.
ثالثا: إغلاق حنفية التفرغ الذي يمنح مرتبات تحت لافتة كتابة أعمال إبداعية, ويسجل التاريخ أن عظماء الأدباء كتبوا وأنتجوا وهم يعملون ويؤدون واجباتهم الوظيفية. وحتي تصاغ قوانين عادلة; فعلي المثقفين الحقيقيين التحرك لمواجهة الفساد الثقافي.