إلى بشار الأسد 21
إلى بشار الأسد
الكتاب الواحد والعشرون
عبد الرحيم صادقي
أما بعد،
فإن الأمور على ما قدّر الله جارية، وأمر الله لا يخلو من حكمة، علمها مَن علمها وجهلها من جهلها. ولعلّه كان في طول هذا الزمن الزامِن بالشام افتضاح أمركم، وتهافت دعواكم، وانكشاف سوءتكم. فإنكم أيها الطاغية طالما ادعيتم أنكم ذوي صولة تردّ عنكم عدوان المعتدين، وتدفعون بها عُتوَّ من أسلمتم لهم الجولان بلا نِزال، وقد كفى الله الخذولَ القتال! وها أنتم أولاء تُدَكّون في معاقلكم، وأنتم تلوكون كلاما لا يُسمن ولا يغني من جوع، وقد تواريتم خلف حصون مشيّدة. فما لكم تقولون ما لا تفعلون؟ ثم على حين غرّة ينبري أشاوسكم، ويُسدَّد رَميُكم، وإذا بأسكم شديد وأنتم تَدكّون أهليكم بصواريخ وطائرات ومدافع وبراميل، ثم تبرق أساريركم لرؤية الأوصال الممزَّعة، والقلوب المفزَّعة، والنفوس المروَّعة. ألَا يا أشباه الرجال بئس ما تصنعون!
ومِن حِكم الله تعالى أن أظهر خبيئة أعوانكم من حزب الشيطان، وما تُكنّ صدورهم أعظم، فإذا هم شيعةُ جورٍ وباطل، قُصارى مَرامهم نصرة مذهب فارس. أولئك الأنذال الحاقدون الذين أُشربوا في قلوبهم خبثا وضغينة، ولم يرقبوا في المستضعفين إلّاً ولا ذمة.
تلك حكمة الله، حكمة بالغة، ويعلم ما لا نعلم. ويقينُنا أنه رادُّكم على أعقابكم خاسرين، وأنكم لا جرم مهزومون بإذنه تعالى، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
والسلام على من اتبع الهدى