التعمير بعد التحرير

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

كان تحرير الجنود المخطوفين في سيناء فضلا من الله ونعمة‏,‏ التف الوطن باستثناء الفريق المناهض حول القيادة والجيش والشرطة وأجهزة الدولة للوصول إلي نتيجة مشرفة‏.‏

 كان الرئيس علي مستوي المسئولية حين جمع حوله القوي والشخصيات الفاعلة, التقي بها وناقش تصوراته وتصورات المختصين حول المسألة. جبهة الإنقاذ رفضت المشاركة في قضية توجب توحد الشعب كله وتناسي الخلافات والإحن. لم يلتفت الرئيس والمسئولون إلي حفلات الإهانة والتيئيس, والأوصاف غيرالكريمة من قبيل: الدولة المرتعشة, القيادة المترددة, الإخوان هم الذين خطفوا الجنود, حماس هي التي اقترفت الجريمة, الرئيس يحمي الخاطفين, سقوط هيبة الدولة, اختطاف الوطن... لقد انطلقت قواتنا المسلحة إلي أعماق سيناء, ولأول مرة يشاهد الناس الطيران الحربي فوق الحدود وطوابير الأسلحة تعبر قناة السويس في اتجاه سيناء( المخطوفة!). كان التخطيط والترتيب والاحتفاظ برباطة الجأش, والإصرار علي عدم التفاوض أو تقديم التنازلات طريقا إلي تحرير الأبناء في لحظة أدخلت الفرح إلي قلوب المصريين جميعا باستثناء المناهضين!

لا أظن الأمر سيتوقف عند تحرير الجنود, بل سيمتد إلي تصحيح أخطاء كثيرة متراكمة, وتصويب سلوكيات ليست مستقيمة, وانطلاق نحو سيناء كبد الوطن الذي تم التفريط فيه مرتين وتسليمه إلي العدو مجانا ومعه القدس والضفة والجولان.. لابد أن تكون هناك كما أتصور وزارة خاصة لتعمير سيناء تضم خبرات متعددة وفائقة وتقيم في قلبها, وتملك صلاحيات العمل والإنجاز وتخطط للمدن والقري والمشروعات الزراعية والصناعية والتجارية والخدمية والسياحية والصحية والتعليمية..

وبالمناسبة: ماذا فعلت الأحزاب والتنظيمات والائتلافات والتحالفات في تعمير سيناء؟ عندنا أكثر من سبعين كيانا سياسيا منذ نجاح ثورة يناير لم يفكر أحدها في إقامة قرية أو مشروع داخل سيناء. أتصور لو أن كل كيان أثبت وجوده الشعبي من خلال إقامة مدينة سكنية في قلب سيناء يعيش فيها آلاف من الشباب وينفذون مشروعات إنتاجية واجتماعية.. ساعتها سيكون لدينا أكثر من سبعين مدينة جديدة تشجع علي المزيد من البناء والتعمير.