ثورةٌ مباركة وشعبٌ عظيم
د.محمد إياد العكاري
سبعٌ وعشرون شهراًمن عمر ثورتنا المباركة في بلاد الشام عمرثلاثة بطونٍ كاملة لم تنجب حتى الآن ولكنها ستلد قريباًوقريباً جداً حريةًوكرامةً وعزة وأكثر من ذاك.
سبعٌ وعشرون شهراً ونحن في خضم الأحداث نترقب ،ونترقب ،وننظر، ونتأمل ونستشرف المستقبل بتحليلاتٍ وقراءات دونما بوادر حاسمة لحكمةٍ يريدها الله
ولعلةٍ ستبين لنا الأيام أسرارها.
سبعٌ وعشرون شهراً من عمر الثورة كأنها سبعٌ وعشرون عاماً مما فيها من أحداثٍ جسام ...وخطوبٍ جلل... ودواهي تطم البلاد... وتبلع العباد... تُذهل ذوي الألباب وتعجز ذوي الحلوم وتُبهر مما فيها ،وتتعجب ممابها ،وتتألم مماينالهاومايدورحولها.
سبعٌ وعشرون شهراً ومازالت أرض الشام تنزف دماً ...وتتفطر كمداً ولوعةً...
مما حل بها ،ودهى بربوعها،وأصاب فؤادها مودعةً أكثر من مائة ألف شهيدٍ محصى وماخفي أعظم والعدد مئات الألوف...!! لتضمهم إلى تربها وحضنها
مسكاً وطيوباً ماضيةً بهم في رحلة الخلود، ناهيك عن الجرحى والمعاقين والمعتقلين الذي ناهز عددهم المليون، ناهيك عن ستة ملايين مهجرولاجئ بين الداخل والخارج
أجل لقد طالت بنا الليالي، ودارت بنا الأيام، وضاق بنا الصدر، وضجَّ بنا الفؤاد
مما حصل وكان ،لكنها ضريبة دفعها الشهداء والجرحى والمعاقين والمهجَّرين وندفعه ا نحن ويدفعها أولئك الأبطال المرابطون هناك على أرض الشام هي ضريبة الحرية والكرامة والعزة، ضريبة الأحرار على مر العصور
لقدخضب الشهداء الكرام أرض الشام بدمائهم من أجلنا ،ومن أجل أبنائنا، وأجيالنا ومن أجل مستقبل أوطاننا،فهنيئاً لهم المقام ،وهنيئاً لهم تلك المرتبة العالية الشهادة
أما العالم من حولنا فلا أدري بأي مكيالٍ يكيل ...ولابأي الموازين يقيس ...
كأن الأمر لايعنيه بشيء بل كأنَّ الأحداث تجري على كوكبٍ آخر
تقوم الدنيا ولاتقعد لغيرنا ...وتقعد وتسترخي أمام مصائبنا ودمار بلادنا وأوطاننا
يلقي الغرب بالأماني والوعود إلينا ويتنصل منها كالأبالسة والشياطين.
أممٌ عاجزة ....؟!وأقطابٌ عاهرة ....؟!وجيرانٌ قاصرة ....!؟وشعوبٌ سادرة ...؟!
كلٌ يراقب ويرى .....لكن لاأثر لهم يرى...!!!
العالم يلعب دور الناسك وبيديه مدية قابيل...أجل... أضحى يصور لنا مآسينا ...ويتسلى بمقدراتنا.... ويتشفى بدمائنا... ويفرح لعزائنا.... همه أمن صهيون وغايته ألايُرى بارق حق يرتفع فوق ثرى أرض الشام لاغير لاغير
الموت والقتل كأنهما خرجا من لغة الأرقام في بلادنا وأوطاننا
الخراب والدمار أصبح فوق الحسبان وأكبر مما تصور وكان أضحت أحداث نياكازاكي وهيروشيما لاشيء أمام الخطوب التي حلت بنا !!!!
ومازالوا يلعبون الأدوار.. ويتظاهرون بالمساندة ..ويدعون ويعدون بالدعم والعون ويتنصلون من كل شيء كالأبالسة ،دونما اكتراثٍ بنا ،ولارؤيةٍ بعين الحقيقة لأزمتنا ،ولاسعيٍ لإيقاف القتل والدمار، والمجازر على أشدها،والمذابح تزيد فوعتها
غايتهم استمرارها لتكحل عينيها إسرائيل ،ولنخرج منهكين مستنزفين مدمرين نتيه على وجوهنا نترقب الخلاص من أي جهة ولو من أبواب الشياطين والأبالسة
ولكن معاذ الله أن يكون هذا ..فشعبنا أبصر دربه، وسار في طريق الحرية والكرامة والتحرر ولن يقف إلا وهي ترصع الحرية جبينه، وتتوج الكرامة رأسه.
ثورتنا ثابتة كأطواد الجبال ،ماضيةٌ في طريقها ومسيرها كالشمس، تطل علينا في كل يوم بثوبٍ قشيبٍ ولايضيرها ماتُرمى به فلن يزيدها إلا ضراماً وأوارا، ولن يزيدها إلا عزيمةً وإصرارا.
يقولون: مؤامرة والنظام الفاجر هو أسها وأس الخراب والدمار على بلادنا وشعبنا وقيمنا وتراثنا وعقيدتنا وحضارتنا.
ويقولون:حربٌ كونية والحرب هو من أشعلها بنيرانه و دباباته ،وصواريخه وقاذفاته بعد أن كانت سلمية طيلة أكثرمن ستة أشهرباعترافه فتباً وتعساً لهذا النظام
ثورةٌ مباركة وشعبٌ عظيم ليس لنا إلا أن نكبر ونقدر تضحياته وبطولاته وصموده وملاحمه أمام جبروتٍ وطغيان لم ير العالم أشد منها ناهيك عن التآمر والتكالب عليه من العالم أجمع وهو منصورٌمنصورٌ بإذن الله
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون