شيء عن جنيف.. وتداعياته ..
عقاب يحيى
تناقشنا طويلاً في " مبادرة جنيف" بآخر طبعاتها : اتفاق وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، وآخر طبعاتها : عقد مؤتمر أواخر الشهر للمعارضة والنظام..
الأخبار ـ اللاحقة ـ تتوالى عن عزم الأمريكان والأوربيين ألا يكون الأسد جزءاً من الحل. أعلنوها صراحة اليوم في لقاء كاميرون وأوباما، ويسربون أن الروس قد يقبلون ذلك.. لكن متى؟، وكيف؟.. وغيرها من أسئلة كانت محط نقاشات موسعة في الهيئة السياسية للإئتلاف..
ـ الانطلاق كان من التأكيد على أن الإئتلاف، وعموم المعارضة السورية لم يك يوماً ضد المفاوضات السياسية المؤدية للخلاص من نظام طغمة الاستبداد والفئوية، وضمان انتقال بلادنا ـ في فترة محددة ـ إلى النظام الديمقراطي ضمن محددات ومهام موصوفة ومتفق عليها لما يعرف بالمرحلة الانتقالية.. بل رحب بها.. لكن نظام الطغمة هو من كان ينحرها ويتنخرها، وهو من يقف ضدها لأن رهانه الوحيد، ومنتجه الطبيعي : العنف والقتل والدفع نحو حرب مذهبية طاحنة ..
ـ اتفاق جنيف في عموم بنوده وافقت عليه قوى المعارضة، إن كان لجهة الوقف الفوري لأعمال العنف والقصف والحرب، وإطلاق سراح المعتقلين وضمان وصول المساعدات، وعلاج الجرحى والمحتاجين، أو لجهة توفير بيئة آمنة، والتمسك بوحدة البلاد الجغرافية والسياسية بكل حدودها ومكوناتها.. أو في ترجمة ذلك عبر حكومة انتقالية مطلقة الصلاحيات، وتفكيك الأجهزة الأمنية الحالية.. وكان الخلاف الكبير حول فكرة ما تزال غامضة : موقع ومصير رأس الطغمة وكبار القتلة.. حيث أن وجودهم يقوّض فعلاً اي عملية، ناهيك عن موقف الشعب وثورته الرافضين لأي حوار، أو مفاوضات بوجود هؤلاء المجرمين، أو بالإبقاء عليهم ولو لفترة انتقالية ..
ـ ورغم غموض ماهية، وآلية الاتفاق الأخير، وحيثياته، وطبيعة المؤتمر، وجدول أعماله، والوفود التي ستحضر.. فإن الإئتلاف يتعاطى إيجابياً وهو يصوغ موقفه، وبمزيد من اسشتارة الداخل، والأشقاء والأصدقاء، ملحاً على شرطه المتفق عليه، المؤكذ في ميثاقه، ووثائق القاهرة، باستبعاد رأس النظام من أي عملية سياسية، وأقلها تفويض صلاحياته التشريعية والرئاسية لجكومته الحالية، ,إيقاف القصف والدمار، ,إطلاق سراح المعتقلين، ولو النساء منهم ..
ـ إن تعديل ميزان القوى ليكون لصالح الثورة يجب أن يكون أولوية الأولويات فهو العامل الحاسم في فرض أهداف الثورة، والتعامل مع أية مبادرة من موقع ندّي، وقادر، ومؤثر.
إن إنجاز هذه المهمة الحيوية واجب أساس ملقاة على عاتق الإئتلاف بكل ما تعنيه من مفاصل مهمة تبدأ بوحدة العمل المسلح، وضبطه، وإخضاعة لقيادة واحدة، ومنع التحجاوزات، والانفلات، والعمليات المسيئة والمشوّهة للثورة، وتقف طويلاً عند تأمين مستلزماته من الأعتدة والذخائر والسلاح.. حينها تأخذ المبادرات السياسية طريقها الصحيح.. ويمكن أن تفضي إلى ما نريد تحقيقه من هدف مركزي : الخلاص من طغمة الفئوية والاستبداد، والانتقال الديمقراطي الحقيقي..