التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام 7+8
التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام
د. أبو بكر الشامي
(7)
* وفي مغارب الأمة الإسلامية تآمروا مع الصليبيين ضد المسلمين :
ففي الوقت الذي كان السلاجقة المسلمون يتعرضون فيه للزحف الصليبي شمال بلاد الشام ، استغل ( الشيعة الصهاينة ) من العبيديين (المتسمين بالفاطميين) ، والذين كانوا يحكمون مصر تلك الأيام، استغلوا الفرصة ، فاحتلوا صور ( 1097م ) أثناء حصار الصليبيين لأنطاكية ، و استقل بطرابلس القاضي ابن عمار أحد أتباع العبيديين ، بل أرسل العبيديون للصليبيين أثناء حصارهم لأنطاكية سفارة للتحالف معهم ، وعرضوا عليهم قتال السلاجقة ( المسلمين ) ، ومن ثم يقتسمون أرض المسلمين فيما بينهم ، بحيث تكون سورية للصليبيين و فلسطين للعبيديين ...!!!
وأرسل الصليبيون وفداً إلى مصر ليعربوا للعبيديين عن حسن نواياهم .
وهكذا... فأثناء انشغال السلاجقة بحرب الصليبيين ، كان العبيديون منشغلين بتوسيع نفوذهم في فلسطين على حساب السلاجقة حتى أن حدودهم امتدت حتى نهر الكلب شمالاً و نهر الأردن شرقا..ً!
على أن الصليبيين غدروا بحلفائهم العبيديين ، ودخلوا مناطق فلسطين في ربيع (عام 1099م ) ، في قوة تعدادها ألف فارس و خمسة آلاف من المشاة فقط ، فمروا بعكا التي قام حاكمها ( العبيدي) بتموين الصليبيين ، ثم قيسارية ، ثم أرسوف ، ثم احتلوا الرملة ، و بيت لحم ، ثم احتلوا بيت المقدس... ومن الثابت تاريخياً : أن الصليبيين كانوا قد قتلوا في المسجد الأقصى وحده ما يزيد على سبعين ألفاً من المسلمين ، منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين و علمائهم و عبادهم .
أما الشيعة الصهاينة ، أعني ( العبيديين ) فقد وقفوا شامتين متفرّجين لم يحرّكوا ساكناً ...!!!
و تواصل الجهاد ضد الإفرنج الصليبيين ، ولكن في عام ( 541هـ ) استشهد عماد الدين زنكي ــ بعد أن حمل راية الجهاد أكثر من عشرين عاماً ــ غدراً على يد جماعة من ( الشيعة الصهاينة ) الذين كانوا يسمون ( الإسماعيليون ) ، والذين يُلَقَّبَون ( بالحشاشين ) .!!!
ثم استلم ابنه نور الدين زنكي الحكم من بعده ، فأكمل مسيرة الجهاد ضد الشيعة الصهاينة والصليبيين معاً . و كان حنفي المذهب ، شديد التقى ، لم يعرف المسلمون بعد الخلفاء الراشدين أحداً مثله في العدل . فدخلت جيوشه مصر ، ثم أمر قائده صلاح الدين الأيوبي بإنهاء دولة الشيعة الصهاينة (العبيدية ) ( المدعوة بالفاطمية ) من مصر ، وذلك في عام 577هـ.
كما قًتًل في إحدى المعارك أمير أنطاكية ريموند الصليبي ، و زعيم ( الشيعة الصهاينة ) المتعامل معهم ضد المسلمين ، الخائن ( علي بن وفا ) .
و عندما استلم صلاح الدين الحكم في مصر ، كان أول شيء فعله : أن استبدل أئمة المساجد و القضاة في مصر بالعلماء الشافعية بدلاً من ( الشيعة الصهاينة ) .
و رأى منه أهل مصر من العدل ما لم يروه منذ قرون طويلة من حكم ( الشيعة الصهاينة ).
فتحولوا كلهم في زمانه إلى الإسلام ، و كان ذلك نهاية مذهب ( التشيّع الصهيوني ) في قارة إفريقيا كلّها . ولقد حاول ( الشيعة الصهاينة ) من الإسماعيليين ، الذين كانوا يعرفون باسم (الحشاشين) اغتياله عدة مرات . كما حاول هو احتلال عاصمتهم مصياف في جبال الساحل السوري ، لكنه لم يوفق في ذلك.
ويجمع المؤرخون : ( أنه لولا مساعدة الشيعة الصهاينة للصليبيين ، و قيامهم بفتح أسوار عكا ، لما نجح ريتشارد الصليبي في دخول تلك المدينة )
ولقد استمر التحالف الشيعي الصهيوني مع الصليبيين بعد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، و توسع هذا التحالف ليشمل التتار أيضاً . على أن المماليك كانوا أقل حزماً في قتال الشيعة الصهاينة من صلاح الدين رحمه الله ، فبقي بعضهم مختبأً في جبال السواحل الشامية إلى يومنا هذا ، وهم الذين يعرفون اليوم باسم ( النُّصيريّة ) وهم جماعة المقبور حافظ أسد الذين يحكمون سورية اليوم ، و ( جماعة أمل ) و ما يسمى ب ( حزب الله ) ، و ( الدروز ) جماعة جنبلاط في لبنان ، والذين سنفرد لهم فقرة خاصة إن شاء الله.
(8)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الرافضة ويعني بهم ( الشيعة الصهاينة ) : هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى من بعد النبيين ،من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه ، و يوالون الكفار و المنافقين ، من اليهود و النصارى و المشركين و الملحدين . فتجدهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين و الكفار ، يعاونون المشركين و أهل الكتاب على المسلمين أهل القرآن ، كما قد جربه الناس منهم غير مرة ، في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك.
وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة
ومن أعظم الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة والسابعة ، أنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتلوا من المسلمين مالا يحصي عدده إلى رب الأنام ، كان الشيعة الصهاينة من أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين ...
ومعاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير ...!!!
ويقول أيضاً :
والرافضة ( الشيعة الصهاينة
) يرون أن
كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى ، لأن أولئك عندهم كفار أصليون ،
وهؤلاء كفار مرتدون ، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي، ولهذا السبب
يعاونون الكفار
على الجمهور من المسلمين ، فيعانون
التتار على الجمهور ...
ولقد كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيز خان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام ، وفي قدوم هولاكو إلى العراق ، وفي أخذ حلب ، ونهب الصالحية ، وغير ذلك بخبثهم ومكرهم ...
ولهذا السبب نهبوا جيش المسلمين ، لما
مرّ عليهم وقت انصرافه إلى مصر في النوبة الأولى.
و لهذا السبب أيضاً يقطعون الطرقات على المسلمين ، ولقد ظهر فيهم من معاونة
التتار
والإفرنج
على المسلمين ، والكآبة الشديدة بانتصار
الإسلام ما ظهر ، وكذلك فتح المسلمين لعكا وغيرها. وظهر فيهم من الانتصار
للإفرنج والنصارى
، وتقديمهم على المسلمين ، ما قد سمعه الناس منهم، وكل هذا الذي وصفت بعض أمورهم ،
وإلا فالأمر أعظم من ذلك .
ولقد اتفق أهل العلم بالأحوال ، أن أعظم السيوف التي سُلت على أهل القبلة ، ممن ينتسب زوراً إلى أهل القبلة ، إنما هو من الطوائف المنتسبة إليهم ( ويعني في ذلك الشيعة الصهاينة ) ...