كيف تحفظ اسمك واسم عائلتك؟
كيف تحفظ اسمك واسم عائلتك؟
عابدة فضيل المؤيد العظم
يرغب الناس عن ولادة الإناث ويفرحون بالمواليد الذكور لأسباب عدة منها "حمل الذكور لاسم والدهم وتخليدهم لاسم العائلة الكبيرة"، في حين لا تستطيع الأنثى ذلك. ولشدة فرحهم وإصرارهم على حفظ الأسماء يسمون الأحفاد بأسماء الأجداد فتكرر الأسماء في العائلة الواحدة، ويتجدد -حسب اعتقادهم- ذكر الأشخاص فلا يُنسون.
ولكن الواقع يثبت أن الذكر لا يستطيع تخليد اسم والده إلا مدة جيلين فقط، وبعدها ينسى الناس صاحب الاسم الأصلي ثم ينسون ابنه، وبعد مرور مئة عام لن يذكر أحد فلاناً من الناس ولا ابنه، وسيندثر ذكرهما نهائياً. وإذا سُمي الحفيد باسم الجد سَرَّع ذلك عملية النسيان لدى الناس لأن الحفيد سيحل في أذهانهم محل جده وسينسى الناس الجد حين يجدون حفيده بين أيديهم.
فإن لم يكن البنون هم الذين يخلدون اسم العائلة ويحييون ذكر آبائهم، فما الذي يخلد اسم العائلة ويحفظ اسم الشخص مدة طويلة، ويجلب للإنسان ما يتمناه من الذكر والخلود؟
إن الذي يخلد الاسم هو صاحبه نفسه! ولا ينفع مال ولا بنون إن لم يعمل الإنسان بجد لإعلاء ذكره وحفظ اسمه. فإن أردتَ حفظ اسمك وإعلاء ذكرك أيها الإنسان فلا تعتمد على ذريتك وبنيك، فهؤلاء لن ينفعوك إلا قليلاً، بل اعمل عملاً صالحاً مفيداً ينفع المسلمين وابتغ فيه وجه الله تعالى، أو قدم إنجازاً جديداً متميزاً يعلو شأنك ويحفظ اسمك ويخلد ذكرك؛ إذ لم يخلد التاريخ إلا من صنعوا أنفسهم وكدوا وتعبوا واجتهدوا. وحتى هؤلاء ما استطاعوا تخليد أبائهم ولا أبنائهم إنما خلدوا أنفسهم فقط؛ فنحن لا نعلم شيئاً عن والد المتنبي ولا نهتم أن نعرف، ولا نعلم من هو ابن آينشتاين ولا ندري إن كان آينشتاين قد تزوج أصلاً أم بقي عازباً، ولا نعلم من هو ابن الإمام البخاري ولا نسأل عنه... فأولئك العظماء كانوا طفرة في أسرهم فقدموا ما لم يقدمه غيرهم واستحقوا الخلود، فسيروا على خطاهم أيها الناس، واحفظوا أسماءكم بأنفسكم ولا تكلوها إلى أبنائكم فإنهم مضيعوها.
*************
اعدلوا بينهما
يرغب الناس عن ولادة الإناث ويفرحون بالمواليد الذكور لأسباب عدة منها "حمل الذكور لاسم والدهم وتخليدهم لاسم العائلة الكبيرة"، في حين لا تستطيع الأنثى ذلك. ولشدة فرحهم وإصرارهم على حفظ الأسماء يسمون الأحفاد بأسماء الأجداد فتكرر الأسماء في العائلة الواحدة، ويتجدد -حسب اعتقادهم- ذكر الأشخاص فلا يُنسون.
ولكن الواقع يثبت أن الذكر لا يستطيع تخليد اسم والده إلا مدة جيلين فقط، وبعدها ينسى الناس صاحب الاسم الأصلي ثم ينسون ابنه، وبعد مرور مئة عام لن يذكر أحد فلاناً من الناس ولا ابنه، وسيندثر ذكرهما نهائياً. وإذا سُمي الحفيد باسم الجد سَرَّع ذلك عملية النسيان لدى الناس لأن الحفيد سيحل في أذهانهم محل جده وسينسى الناس الجد حين يجدون حفيده بين أيديهم.
فإن لم يكن البنون هم الذين يخلدون اسم العائلة ويحييون ذكر آبائهم، فما الذي يخلد اسم العائلة ويحفظ اسم الشخص مدة طويلة، ويجلب للإنسان ما يتمناه من الذكر والخلود؟
إن الذي يخلد الاسم هو صاحبه نفسه! ولا ينفع مال ولا بنون إن لم يعمل الإنسان بجد لإعلاء ذكره وحفظ اسمه. فإن أردتَ حفظ اسمك وإعلاء ذكرك أيها الإنسان فلا تعتمد على ذريتك وبنيك، فهؤلاء لن ينفعوك إلا قليلاً، بل اعمل عملاً صالحاً مفيداً ينفع المسلمين وابتغ فيه وجه الله تعالى، أو قدم إنجازاً جديداً متميزاً يعلو شأنك ويحفظ اسمك ويخلد ذكرك؛ إذ لم يخلد التاريخ إلا من صنعوا أنفسهم وكدوا وتعبوا واجتهدوا. وحتى هؤلاء ما استطاعوا تخليد أبائهم ولا أبنائهم إنما خلدوا أنفسهم فقط؛ فنحن لا نعلم شيئاً عن والد المتنبي ولا نهتم أن نعرف، ولا نعلم من هو ابن آينشتاين ولا ندري إن كان آينشتاين قد تزوج أصلاً أم بقي عازباً، ولا نعلم من هو ابن الإمام البخاري ولا نسأل عنه... فأولئك العظماء كانوا طفرة في أسرهم فقدموا ما لم يقدمه غيرهم واستحقوا الخلود، فسيروا على خطاهم أيها الناس، واحفظوا أسماءكم بأنفسكم ولا تكلوها إلى أبنائكم فإنهم مضيعوها.
*************
إنهم لا يعدلون!
يظن بعض الناس أن المرأة لا تتقبل الفروق الفزيولوجية التي وضعها الله بين الجنسين، وأنها تريد تجاهلها تماماً والتساوي مع الرجل في كل شيء. والواقع أن المرأة المسلمة تتفهم تلك الفروق، ولكن ما يدعوها إلى التمرد والاعتراض أن هذا القانون الذي ينادون به: "للرجل أعمال ودور في الحياة وللمرأة أعمال أخرى ودور آخر، وعلى كل منهما الالتزام بتلك
يظن بعض الناس أن المرأة لا تتقبل الفروق الفزيولوجية التي وضعها الله بين الجنسين، وأنها تريد تجاهلها تماماً والتساوي مع الرجل في كل شيء. والواقع أن المرأة المسلمة تتفهم تلك الفروق، ولكن ما يدعوها إلى التمرد والاعتراض أن هذا القانون الذي ينادون به: "للرجل أعمال ودور في الحياة وللمرأة أعمال أخرى ودور آخر، وعلى كل منهما الالتزام بتلك الفروق" يُطبق على المرأة فقط ولم يشمل الرجل أبداً؛ فالرجل في مجتمعاتنا يقوم بكل الأعمال، كل الأعمال بلا استثناء، حتى أخص أعمال النساء يعملها ولم يترك لها إلا الحمل والولادة، ولعله ما تركهما إلا مضطراً!
لقد قام الرجال بالتعدي على اختصاصات النساء كلها قاطبة ولم يتركوا لهن شيئاً، أي شيء، فهم يعملون بالخياطة والتطريز، والتجميل والتزيين وتصفيف الشعر، والكنس والمسح، والطبخ وصنع الحلويات... ورغم ذلك لم يعترض عليهم أحد، فالرجل برأيهم يصلح لكل الأعمال!؟ بل جعل أحدهم هذا التعدي فخراً للرجل فقال أن الرجل غلب المرأة في كل شيء حتى في أخص خصوصياتها، وتفوق عليها في أهم أعمالها!
فكيف تريدون بالله عليكم أن تسكت النساء على هذا وترضى؟! ولماذا لا تبادر هي الأخرى إلى الاعتداء على أعمال الرجال بعد أن سدوا أبواب الرزق عليها وزاحموها في مهنها؟ لا سيما أنه قد ثبت بعد دخول المرأة إلى ميادين العمل العامة أن المرأة قادرة ومتمكنة ولا تقل عن الرجال شأناً! وقد نجحت المرأة في إدارة المشروعات الكبيرة وفي سوق الأسهم وفي الوظائف العامة... وأظهرت تفوقاً كبيراً. ورغم ذلك ما استساغ بعض الرجال قيامها بتلك الأعمال ولا اعترفوا بنجاحها، واعتبروا أنها تتعدى على تخصصاتهم.
لقد تبين للمرأة أن هناك أعمالاً خاصة بالرجال فقط، ولكن لا أعمال خاصة بالنساء! وكل الأعمال الباقية مشاعة ومشتركة بينهما!؟ فهل هذا بالله عليكم من العدل؟ وأين الفروق بين الذكر والأنثى إذن؟! وأين هي الأعمال الخاصة بالنساء؟
ومع أن الدراسات أثبتت أن المرأة تتفوق على الرجل في بعض الأعمال، وأنها تؤديها بإتقان أكبر إلا أن الرجال ما زالوا ينافسونها على تلك الأشغال ويزاحمونها في اختصاصاتها وفي رزقها. ومن هذه المهن "الصناعات اليدوية الدقيقة"، وفي ماليزيا يوكلون هذه المهمة إلى النساء ، وإنهم لا يفعلون ذلك لأن النساء أقل أجراً، وإنما لأنهم وبعد تجارب كثيرة اكتشفوا أن النساء أقدر وأمهر في إنجاز أمثال هذه الأعمال، وهن أطول بالاً وأكثر إتقاناً لها وصبراً عليها.
وفي كل مكان في الدنيا نلاحظ أن مهنة "التمريض" ذهبت بها النساء لحنانهن وعاطفتهن وقدرتهن على السهر وعلى رعاية المرضى بإخلاص. و"حضانة الأطفال" لا يعرفها ولا يصبر عليها إلا النساء. والرجل لا يصلح "لتدريس الصغار"، فهو –غالباً- قليل الصبر وسريع الغضب، ويصعب عليه التبسيط والشرح والتكرار، والمرأة تغلبه في هذا، والمفروض أن تعين النساء لتدريس الصبيان في الصفوف الابتدائية. ولكنهم لا يهتمون، ويوكلون هذه المهمات إلى الرجال، ويبدو أنه لا أحد يراقب ميول الرجال وقدراتهم وتركيبهم الفسيولوجي، ويتركونهم ليزاولوا أي عمل يريدون.
والخلاصة أنه توجد أعمال لا تصلح لطبيعة الرجال ولا يستطيعون إنجازها بكفاءة، فلماذا لا يحجبون عنها ويمنعون منها كما يريدون حجب النساء ومنعهم عن الأعمال التي لا تصلح بزعمهم إلا للرجال؟!
أيها الناس فكروا معي وستجدون كم تظلم النساء!