مقام السيدة زينب
مقام السيدة زينب
أ.د. حلمي محمد القاعود
قبل أيام تحدث الشيخ حسن نصر الله عن الوضع في سوريا. لم يشغله ما يفعله سفاح دمشق من قتل وترويع وتعذيب وتهجير ضد شعبه المسكين,
ولكن شغله ما قيل عن التهديد بهدم ضريح السيدة زينب في دمشق.
الشيخ حسن نصر الله اعترف أن حزبه يقاتل إلي جانب قوات السفاح في المنطقة الحدودية بين سورية ولبنان, وصرح أن لسوريا أصدقاء حقيقيين في المنطقة والعالم( يقصد إيران وحزب الله وروسيا) ولن يسمحوا لها أن تسقط بيد أمريكا أو إسرائيل أو الجماعات التكفيرية.
الشيخ حسن كشف عن وجهه الطائفي, وسحب آخر ما تبقي له من رصيد لدي المدافعين عنه بوصفه رمزا للمقاومة غير الطائفية, ولكنه الآن يكشف علنا عن مشاركته للسفاح في المجازر اليومية التي وصلت بالضحايا إلي أكثر من مائة ألف قتيل; عدا الدمار والترويع والتعذيب والتهجير, ويسعر غضبه ووعيده من أجل مقام السيدة زينب, ونسي أن هدم الكعبة أهون عند الله من قتل نفس, أي نفس, ولو كانت كافرة!
حسن نصر الله بوجهه الطائفي سهل مهمة من كانوا يتحدثون عن طائفيته, وعن حزبه الذي يشكل دولة داخل دولة, وعن تمثيله لدور رئيس هذه الدولة داخل لبنان, وتقديم نفسه للعالم بوصفه واحدا من زعماء المنطقة المنكوبة التي يسمونها الشرق الأوسط.
إن المشكلة الحقيقية لدي الشيخ حسن أنه يظن أن الأمور تمضي وفق المعادلة التي كانت سائدة قبل بداية عام2011 م أو الربيع العربي, وهذه المعادلة سقطت إلي حد كبير, فقد أخذت الشعوب زمامها بيدها, وقد يظهر في لبنان حزب الله الحقيقي, وما حركة الشيخ الأسير إلا بداية. ثم إن الشعب السوري المظلوم يؤكد مقولة الشعب الذي يحرر نفسه في مواجهة سفاح يملك جيشا من أقوي جيوش المنطقة, فقد واجه هذا الجيش طوال شهور بلحمه العاري, وهاهو بأسلحة بدائية يرغم السفاح علي الاختباء تحت الأرض, ولن ينفعه الأصدقاء الحقيقيون المزيفون في حقيقة الأمر- لأن مصير الطغاة معروف سلفا, وسينتصر الشعب السوري البطل إن شاء الله.