التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام 3+4
التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام
د. أبو بكر الشامي
(3)
ولم يزل ذلك اليهودي الحاقد يجوب الأمصار ، ويبث سمومه الحاقدة ، مستغلاً طيب عثمان رضوان الله عليه ، وشفقة قلبه على أمته ، ومستغلاً حقد الفرس على العرب الذين أدالوا دولتهم وحطموا ملكهم ، ورغبتهم في الانتقام منهم ، وجهل الرعاع ، وطيش الموتورين ، حتى أقدم على جريمته الفظيعة بتهييج غوغاء الأمصار ( كما وصفهم الزبير بن العوام رضوان الله عليه ) ، ونزّاع القبائل ( كما وصفتهم عائشة رضوان الله عليها ) و حثالة الناس (كما وصفهم ابن سعد في طبقاته) و خوارج مفسدون ، وضالون باغون ( كما نعتهم ابن تيمية في منهاج السنة ) ، والمنافقون ( كما نعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل ، في الحديث الشريف ( … فأرادك المنافقون أن تخلع ..الخ فلا تخلع ) ، وإحداث الفتنة الكبرى ، وقتل عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه ، وهو يقرأ القرآن في بيته ، ملحقاً إياه بمن قبله ...!!!
انظر : الطبري (4/461-462) وابن سعد في طبقاته (3/71) وابن تيمية في منهاج السنة (6/29)
والذي رجح لنا من روايات أهل العلم والثقات من المؤرخين ، أن اليهودي الحاقد عبد الله بن سبأ ( ابن السوداء ) هو الذي باشر قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضوان الله عليه بنفسه ، وذلك ليروي أغلاله الحاقدة ، ويطمئن على نجاح خطته الخبيثة ...!!!
أنظر : خليفة بن خياط (ص174-175) ، و ابن سعد (3/83-84) ، وابن عبد البر في الاستيعاب (3/1046) ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم (372) .
ولم يكتف بذلك ، حتى نفد إلى عقيدة الأمة ، وجوهر التوحيد ، فدق أسافينه الخبيثة فيها ...
حيث وضع بيديه القذرتين ، منذ تلك اللحظة البائسة ، حجر الأساس لدين جديد ، اسمه ( التشيّع الصهيوني ) ، والذي لا يمت بأية صلة إلى دين الإسلام الذي أنزله الله على قلب محمد صلى الله عيه وسلم ...
ليس هذا فحسب ، بل مثل الخنجر المسموم ، والجرح النازف في خاصرة الأمة منذ ذلك الزمن حتى الآن ، والذي لن تبرأ منه الأمة حتى تسحق ذلك الأخطبوط ، وتلك الأفعى اللعينة بثالوثها القاتل ( اليهودية الصهيونية ، والصليبية الصهيونية ، والتشيّع الصهيوني ) ...!!!
* بعد أن حقق اليهودي الحاقد ابن السوداء غرضه الخبيث بمقتل عثمان رضي الله عنه ، عمد هو وزمرته الحاقدة للتظاهر بموالاة عليّ رضوان الله عليه ، فبايعوه على الخلافة ، واندسوا في جيشه ، وراحوا يتآمرون على الأمة من هذا الموقع الجديد ، ولقد كان تآمرهم في هذه المرحلة يتمثل في محورين خطيرين :
الأول : المبالغة في مدح عليّ رضي الله عنه ، ونشر أفكارهم المغالية والمنحرفة _ والمستمدّة من نصوص توراتهم المزوّر وتلمودهم الحاقد _ بشأنه بين صفوف العامة والرعاع من الناس ، حتى وصلوا إلى درجة تأليهه.
والثاني : تزيين فكرة المصارعة والاقتتال بين صفوف الأمة لإضعافها وتمزيق كلمتها ، وذلك تمهيداً لدحرها وإسقاطها ...
وإن المتتبع لكل حوادث الصدام والاقتتال التي حدثت بين عليّ كرّم الله وجهه، والصحابة الكرام : طلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضوان الله عليهم جميعاً ، يلحظ اليد اليهودية السبئية والمجوسية المحرّضة بأوضح ما يكون ...
ولما أحسّ أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه بخطورة هذه الجرثومة الخبيثة التي يتولى كبرها ذلك اليهودي الحاقد ابن السوداء ، والتي تتظاهر بحبه وموالاته والتبرؤ من أعدائه ، حتى وصلت بها الجرأة إلى درجة تأليهه ، طلبه ليقتله ( عبد الله بن سبأ ) ، ولكن بعض مستشاريه نصحوه بعدم قتله ، ولأمر يريده الله فقد نفاه إلى المدائن ...!!!
التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام (4)
وبموطنه الجديد هذا ، فقد صار ابن سبأ جاراً للفرس ، الذين أكل العرب قلوبهم ، ودمروا ملكهم، وأدالوا دولتهم ، فلم يكن صعباً عليه أن يقنعهم بخطته الخبيثة التي ترتكز على : ( التظاهر بدخول الإسلام والقضاء عليه من الداخل ) ، بل نزلت على قلوبهم أبرد من الماء ، وأحلى من العسل ، ونشطوا لتطبيقها بكل ما لديهم من غدر وباطنية ...
وتحت عباءة ( حبّ آل البيت ، وموالاتهم ، والمطالبة بحقوقهم ، ومظلوميّتهم ) فقد افتتح ذلك اليهودي الحاقد (للتشيع الصهيوني ) فرعاً جديداً في بلاد الرافدين هو ( التشيع الفارسي ) ...
ولقد كانت تلك اللحظة الحزينة ، من أشد لحظات التاريخ العربي والإسلامي ظلمة وسواداً ، كما شكلت نقطة تحول كبرى في تاريخ هذه الأمة ، فلقد مارس ( الشيعة الصهاينة مع حلفائهم الشيعة الفرس ) _ منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم _ بحق آل البيت خصوصاً ، وبحق العرب والمسلمين عموماً ، من الجرائم والفظائع والخيانات والتآمرات ما يعفّر وجه التاريخ ، ثم توّجوا كل تلك الجرائم والمخازي والخيانات بتعاونهم المفضوح اليوم مع ( اليهود الصهاينة ) و ( الصليبيين الصهاينة ) من الأمريكان والإنكليز ومن مالأهم وتعاون معهم من العملاء والمنافقين ، في احتلال العراق الحبيب ، وإذلال شعبه ، وتدمير حضارته ، وسرقة خيراته ..
* فهم الذين قتلوا علياً أمير المؤمنين كرّم الله وجهه ، بعد أن زينوا له الخروج من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكوفة ، وبعد أن ملؤوا قلبه قيحاً من كثرة غدرهم وجبنهم وتخاذلهم ...
* وهم الذين قتلوا ولده الحسن من بعده رضوان الله عليه ، بعد أن دسوا له السم في طعامه ، وذلك انتقاماً منه على موقفه المشرّف ، في توحيد الأمة ، وحقن دماء المسلمين ، في عام الجماعة ..!
* وهم الذين قتلوا أخاه الحسين بن علي رضوان الله عليه ، وذلك في أبشع وأخسّ عملية غدر في التاريخ ، حيث استقدموه من مكة إلى الكوفة ليبايعوه ، وأعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم ، حتى إذا خرج الرجل ، مخالفاً نصيحة أهله وأصحابه ومحبيه ، وصار على مشارف كربلاء من أرض العراق ، إذا بهم كعادتهم دوماً في الخسّة والنذالة والغدر وقلة الوفاء ، يتخلّون عنه ، ويجبنون عن نصرته ، ويتركونه وحيداً مع نسائه وآل بيته في صحراء مقفرة لقمة سائغة لكل حاقد موتور يتناوشونه بسيوفهم الغادرة ، ويطعنونه وآل بيته الأطهار برماحهم الجبانة ...
* ولقد استمروا على مرّ القرون ، يثيرون في الأمة الفتنة تلو الفتنة ، ويخططون للتآمر تلو التآمر ، حتى أربكوا الدولة العربية الإسلامية في كل أطوار نشأتها ، وعلى كامل رقعة انتشارها ، وخلقوا لها الصداع المزمن ، وكادوا يعطلون حركة الجهاد والفتوحات فيها ، كل ذلك وهم لا يخجلون من رفع عقائرهم المبحوحة والمنافقة بدعوى ( حبّ الحسين ) و ( نصرة آل البيت ) ...
والصحيح الذي يجب أن تفيق عليه الأمة قبل فوات الأوان ، والثابت الذي أجمع عليه المنصفون من المؤرخين هو : أن نفس الأيدي ( اليهودية والمجوسية ) القذرة ، التي تلطخت بدم عمر وعثمان وعليّ والحسن ، وآلاف الصحابة الذين سقطوا في موقعتي الجمل وصفين وغيرهما من مواطن الفتنة ، رضوان الله عليهم أجمعين ، هي نفسها التي تلطخت بدم الحسين رضي الله عنه ..
وأنهم بتآمرهم المفضوح على الأمة ، عبر كل تلك القرون ، لم يكونوا يعملون لنصرة الحسين ، ولا حباً بآل البيت الكرام ، رضوان الله عليهم ، إنما يعملون لتشويه عقيدة الأمة ، وتحطيم كيانها، ومنعها من أن تنهض من جديد لتمارس دورها القيادي والريادي في البشرية ، إرضاءً لأحقاد ( الصهيونية والصليبية والمجوسية ) في العالم ...!!!
ولم يكتفوا بكل ذلك على فظاعته ، بل جعلوا من يوم مقتل الحسين رضوان الله عليه ، جرحاً نازفاً في خاصرة الأمة ، لا يندمل أبد الدهر ، لأنه كلما أراد أن يندمل ، حرّكوه بنصال قسيّهم الفارسية المسمومة ، ونثروا فوقه الأملاح والسموم ، ليعمّقوا الأحقاد النائمة ، ويباعدوا بين القلوب المتآلفة ...
كلّ ذلك وهم يدّعون الإسلام زوراً ، ويتمسّحون بحبّ آل البيت الأطهار والإسلام منهم براء ، وآل البيت حربٌ عليهم أبد الدهر ، وبراءٌ منهم إلى يوم القيامة ...
ولا بد أن نعترف اليوم ، بأننا لو أردنا أن نستعرض كامل سجلهم المخذي بحق الأمة في الغدر والخيانة والإجرام ، لفني العمر ، وانقضى الدهر ، قبل أن نتمكن من ذلك ، لأن لهم في كل لحظة من تاريخ الأمة عشرات بل مئات المواقف الغادرة ، ولهم في كل شبر من أرضنا الطاهرة عشرات بل مئات الجرائم المنكرة ...!
ولكنني هنا أود أن أذكّر بأشد جرائمهم خطورة ، وفي أهم المراحل التاريخية ، وأهم العواصم الإسلامية ، فأقول مستعيناً بالله.