الوقيعة
الوقيعة
أ.د. حلمي محمد القاعود
يصر المناهضون للرئيس المنتخب علي استخدام آخر ما لديهم من أوراق لإسقاط الدولة وشفاء غليلهم من التيار الذي يمثله الرئيس.
الجيش آخر الأوراق, ويتصورون أن نزوله المستنقع السياسي سيحقق أمانيهم ويعيدهم مرة أخري إلي امتيازاتهم وأوضاعهم السابقة في عهد النظام الفاسد. قالوا إن وزير الدفاع إخواني, وجاء لأخونة الجيش, وأنه يتصل بنسب إلي أحد قادة الإخوان, وعندما جاء الرد بأن ذلك غير صحيح, وأن الأخونة المزعومة غير ممكنة عمليا بسب التراتب القيادي, الذي لا يمكن تخطيه أو تجاهله في البناء العسكري, فضلا عن أن الإخوان وغيرهم من الإسلاميين كانوا ممنوعين من الالتحاق بالكليات العسكرية طوال ستة عقود; اتجهوا نحو ترويج الإشاعات, واختلاق التصريحات المنسوبة إلي بعض الإسلاميين وتحريفها, والبناء عليها وتضخيمها في برامج الهجائيات الليلية الموجهة ضد الإسلاميين لتحريض الجيش علي الرئيس. تناسوا اتهامهم لوزير الدفاع بأنه إخواني وطالبوه بالانقلاب علي الديمقراطية, فتصدي لهم مسئول عسكري ليقنعهم أن الجيش لا يليق به أن ينقلب علي الشرعية أو ينسف إرادة الشعب.
قال المسئول العسكري في حضور وزير الدفاع ورئيس الأركان إن الجيش لن ينقلب علي سلطة منتخبة لمجرد طلب من فئة صغيرة من الشعب. وطالب الشعب بإصلاح نفسه لكي ينصلح حال الحاكم, مذكرا بحديث قدسي يؤكد أن صلاح الحاكم يأتي من صلاح المحكوم, ودعا إلي عدم لعن الظلام الكثيف, ولكن علينا أن نوقد الشموع.. ولكن ذلك لم يعجب القوم فراحوا في قنوات التضليل يسخرون من كلام المسئول العسكري, ويصرون علي الدعوة لانقلاب عسكري.
لم ييأس المناهضون للرئيس المنتخب, وبدلا من أن يثبتوا وجودهم في الشارع ويقنعوا الناس بأنهم الأجدر بتمثيله وتحقيق أمانيه; استغلوا الترقيات التي تمت أخيرا لقيادات أفرع القوات المسلحة, وراحوا يزعمون أن الجيش لن يتم خداعه بشأن نوايا الإخوان تجاهه, أي نوايا وأي خداع؟ ألا تستحون؟.
إن الديمقراطية لعبة رياضية يجب أن يتقبل نتائجها جميع اللاعبين, واللاعب الذي يبذل جهدا وعرقا هو الأحق بالفوز. فلنتعاون لبناء المؤسسات ونبتعد عن هدم مؤسسة الجيش.