المارتيني .. و الميريديان

المارتيني .. و الميريديان

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

المحضر الممتد من الفيض و خط القطار شرقا و حتى الفرقان و طريق الجامعة غربا ، و من الإذاعة و الحريري جنوبا و حتى كلية الهندسة و نزلة أدونيس شمالا ، كأنه الهلال في انحنائه و بزوغه . عدة مناطق حديثة تتجاور و تتصافح ، المارتيني ، الميريديان ، الكواكبي ، الهجرة و الجوازات .. لكن أهالي المارتيني و الميريديان لن يهاجروا و لن يستخرجوا باسبورات

أيام في السبعينيات و أبي و أشقائي جلوس على تلك السفوح الصخرية قبالة مشفى حلب الخاص أو مشفى هنانو ، أشجار السرو تطاول نجوم السماء الصافية ، في مدينة يعمها السلام و يعمها التاريخ و تعمها قصائد أبي فراس : أراك عصي الدمع شيمتك الصبر / أما للهوى عليك نهي ولا أمر ؟؟

في 1980 م تخضبت هذي الهضاب بدماء الشهداء ، و أيضا افتتح د . نبيل مارتيني و زوجته مشفاهما هنا لمعالجة رمد العيون ! المارتيني نسبة لمرتين - سيدة التين - قرية غربي إدلب ، ولا صلة لها مع مارتين لوثر المصلح اللاهوتي ، لكن المارديني و الماردنلي و الماردل نزحوا من مدينة ماردين العربية التركية ، بينما عائلة المراديني و المرادني - كما أخبرني الصديق عادل مراديني - فهو اسم يعود لمهنة تصنيع المردن الذي يستخدم في مكائن النسيج القديمة . و هناك في حي الحمدانية فندق المارتيني كورال الذي افتتح في 22 / 1 / 2012 م ، و الذي نفذه المهندس مصطفى مارتيني

فندق الميريديان تمتلكه وزارة السياحة واستغرق تعميره 15 سنة ، افتتح في 1989 م و أدارته على مدى عقدين شركة الشام للفنادق التي أدارت أيضا حمام يلبغا الناصري - أمام القلعة - و هي للملياردير الدمشقي الأعزب عثمان العائدي ، وقد أطلقت على الميريديان اسم ( شهباء الشام ) إنما بقي الحي محبا لحبيبه الأول ، مثلما بقيت أنا محبا لجامع السلام الصغير - أول طلعة الهندسة - المجاور لبيت صديقي الشهيد مهند وفائي ( يقع تحت إحدى العمارات و كان يخطب فيه الشهيد موفق سيرجية و أحيانا الشهيد د . عماد حبيب و معظم الوقت الأستاذ البحاثة الشيخ مجد مكي )

من الميريديان في 3 / 6 / 2011 م انطلق أحرارها بمظاهرة صاخبة انتصارا لثورة حوران ، وأيضا في 23 / 6 و في 5 / 8 من جامع الأنوار ، و حتى 27 / 3 / 2013 م حين هب جامع الدرويش عن بكرة أبيه - أنشأته المحسنة العربية شيخة بنت جاسم الدرويش وافتتح في 1432 ه - و مرورا بمظاهرة الهندسة في 16 / 2 / 2012 و عشرات المظاهرات الهاتفة : على الجنة رايحين شهداء بالملايين .. شهداء لم يخافوا القنص و السواطير ، معاذ لبابيدي و علاء الأحمد و باسم مارتيني و غيره و غيره ! في صباح 26 / 8 / 2012 م أمطر الأسد حي الميريديان 40 قذيفة مدفعية 

بتاريخ 5 / 8 و 14 / 8 / 2012 م كانت الدبابات تدعس سيارات المارتيني ، إنه الرد التقليدي على الأحرار منذ مظاهرة 21 / 11 / 2011  .. كما أن منع الأذان من جامع العشرة المبشرين هو الرد على مظاهرة 7 / 7 / 2012 م ، في 3 / 5 و 14 / 7 و 22 / 7 قبيل الإفطار ومظاهرات شارع القصور و مظاهرات الكواكبي ، هي كلها انتفاضة الحق على الباطل و الخير على الشر و الصلاح على الفساد و الحسين على يزيد !! ثانوية رجب قرمو للبنات لا تستحق اسم الموجه الشهير بالأذى و التقارير، والذي اغتاله ثوار الثمانين .. كما أن سورية لا تستحق اسم الأسد إلى يوم يبعثون.