مكتسبات الثورة
مكتسبات الثورة
أ.د. حلمي محمد القاعود
بعد سنتين من ثورة الشعب المصري ضد العبودية والقهر واللصوصية يحق لنا أن نرصد ما حققته من إيجابيات وما أفرزته من سلبيات, لنحرص علي بقاء الأولي وتنميتها ونعالج الأخري ونبرأ منها, ونصنع وطنا يليق بنا وبمصر الجديدة. ولنبدأ بالإيجابيات, وأبرزها:
- تحرير الشعب والإسلام, وهذه نعمة كبري من الله بها علي الشعب المصري. لقد تمت مطاردة الإسلام وتهميشه وإقصاؤه علي مدي ستين عاما, كما تعرض أهله إلي الاعتقال والسجون والتعذيب والقتل والحصار والملاحقة والحرمان من الوظائف الكبري, والكليات العسكرية والشرطية والمؤسسات التربوية والتعليمية; حتي الأندية الرياضية والاجتماعية كانت محرمة علي كل من يجاهر بحيوية الإسلام ووجوده في السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
- تفكيك مؤسسات القهر والتزوير أو البدء في تفكيكها كما نري في حل المجالس النيابية المزورة, ومؤسسات القمع والبهتان مثل أمن الدولة والشرطة والمحاكم الاستثنائية والصحافة والإعلام, وصار المصري ينام دون أن ينتظر زائر الفجر المجرم أو يخشي أن يلقي به وراء الأسوار أو يقدم لمحاكمة ظالمة أمام قاض غير مختص.
- محاكمة رءوس النظام والجلادين واللصوص في محاكمات عادية, مع إتاحة فرص الدفاع والاستئناف, ما يعني أن شريعة العدل بدأت تتحقق حتي لو جاءت الأحكام علي غير هوي الناس.
- سقوط احتكار الأقليات السياسية للعمل السياسي, فقد صار المجتمع كله يشارك في القضايا العامة ونشأت أحزاب وائتلافات, وأصبح العمل السياسي وتشكيل الأحزاب وإنشاء الصحف بالإخطار وغير مرهون بلجنة الأحزاب أو رضا أمن الدولة.
- بدأت مصر تستعيد مكانتها إقليميا ودوليا, وأضحي لها رأي في ممارسات العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني, ومشاركات في مؤتمرات عالمية, وعودة إلي دول حوض النيل, وإفريقيا, وعلاقات تنمو مع الدول الإسلامية والدول الكبري.
- لأول مرة منذ اختيار محمد علي حاكما لمصر; يختار المصريون رئيسا يمشي بينهم ويؤدي الصلاة معهم, ويعارضه الناس إلي درجة غير مقبولة أحيانا.