ولازلت في انتظار المبدعات
فاطمة الزهراء فلا
ولم أكن أتوقع أن تهاتفني كل واحدة منهن بكل هذه المودة والمحبة , وكأن جسور الحب بيننا ممتدة لم تنقطع يوما , مما جعلني أتحمس لمشروعي الإبداعي في حصر المبدعات المتحققات علي الساحة الأدبية , ثم أقوم بجهد متواضع في الكتابة عنهن بما تستحقه كل مبدعة , وقد تكون كل واحدة منهن كنزا أدبيا ثمينا , ولكن كل مشكلاتها أن إبداع الرجال أكثر , ودائما لهم الأولوية , تحدثت إلي الأديبة ميرفت العزوني , وكنت التقيت بها منذ أكثر من عشر سنوات في إحدي البرامج التليفزيونية , وأعلم أنها مبدعة جيدة , ووضعتها في رأسي , كذلك الأديبة والشاعرة الكبيرة هانم الفضالي , وجاءني صوت الأم وصوت الكفاح الأدبي وعمره الذي تجاوز نصف قرن من الزمان , ثم توالت الأسماء ..تقي المرسي الصوت المدوي من دمياط , والأديبة الكبيرة نجلاء محرم من الزقازيق , وفاتن شوقي من السنبلاوين , وحنان فتحي من بلقاس, وحرية سليمان من المنصورة ومريم توفيق الطائر المهاجر وقلب في المنصورة وقلب في القاهرة , ما أجمل معانقة الإبداع في كلماتهن المتألقة التي تتحدي القيود , وما أجمل التمرد حين يصنع الأحلام , كتب كثيرة مابين الشعر والقصة والرواية ..استعنت علي الإبداع بالله , نفضت عني غطاء الشتاء الثقيل , ووضعت الكوفية الصوف حول رقبتي قال يعني العقاد, وكوب من الشاي الساخن , جلست إلي جهازي الأثير الكمبيوتر , وفعلت مايفعله الشباب , ووضعت الآي بود في أذني لأستمع إلي شدو سومة ..أنا في انتظارك خليت ..ناري في ضلوعي وحطيت إيدي علي خدي..وعديت بالثانية غيابك ولا جيت..ياريتني عمري ما حبيت
همهمات تأتي من داخلي , أنصت إليها بمزيد من البهجة والانتعاش أتسامي كبخار الماء المتصاعد من غلاية الشاي وأنا أغرق بين مبدعاتي كعرائس الماريونت , تحركني هي ولا أحركها أنا يأتيني صوت ميمي قدري إوعي تكوني نسيتيني ؟ معقولة أنساك ده كلام , لازلت أرفرف علي الورق بأجنحة الحلم الجامح , حينما كتبت في موقعي أني سأكتب عن مبدعات شرق الدلتا لم أكن أتوقع هذه النتيجة المذهلة , وهذا الكم من المبدعات , ومعذرة لمن لم أذكر اسمها قد تكون مفاجأة للقارئ ..وفي النهاية بيني وبينكن حمامة سلام , ومرسال غرام يحمل أغانيه الوردية المطرزة باللؤلؤ , والمحلاة بالدانتيللا والورود , هكذا هو عالم المبدعات المخملي,لتظل المبدعة في النهاية تحمل رسالة إنذار بأن في جعبتها الرسائل القوية لكل البشر..انتظروني.