حجتي ورد معاذ الخطيب على مقالتي
عبد الله الشافعي المنصور
بسم الله الرحمن الرحيم....إن أول ما أنزل الله تعالى على نبيه (اقرأ ...اقرأ ...) صدق الله فيا من تنتسب إلى أمة اقرأ ,اقرأ وصابر نفسك حتى النهاية فما أحكيه من الأهمية غاية
طف الصاع وحلبت صرام دما حتى بلغ الدم الزبى فحتى متى !؟ والله لن أحابي أحدا في ذات الله وفي المستضعفين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد اليوم أدنى محاباة وقد كنت أتألف بعضهم وأتلطف بهم لخير الثورة والثوار ولحقّ الأخوة والعشيرة والدار
إن العقدة التي ورطنا بها أعيياء أو عملاء من كانوا في المجلس الوطني لن تنحل إلا بتغيير كامل للسياسة المتبعة يعكس اتجاهها ويغير من طبيعتها جذريا. وذلك باتخاذ مبادرة إعلامية قوية وحاسمة منظمة وشاملة , فالإعلام سلاحنا السياسي الوحيد الذي نملك اليوم .فنشر وذكر الحقيقة المرة في العالم الغربي عبر تكرار المؤتمرات الصحفية الموجهة والمدروسة بعناية في الغرب خاصة , ثم عبر تحريك الشارع العربي والاستفادة من منبر وتأثير المشايخ والدعاة على الشارع العربي كما قلته مرارا منذ عام ونصف .وهذا المطلب يحتاج ولا أقول إلى التهويل أو إلى تضخيم قوة النظام بل إلى ذكرها وعدم الاكتفاء بالخطاب العاطفي المحض والذي تغذيه عواطف الايمان والذي يقصد منه رفع الروح المعنوية ففي حواري مع الأخ معاذ على الفيسبوك اعترض الخطيب عليّ بأنه كان يتأمل أن يجدني ممن يرفع الأمل ويبث روح العزيمة والهمة ... فقلت له في الجواب: إن من خوّفك حتى أبلغك مأمنك خير ممن أمّنك حتى أبلغك خوفك .فنحن قوم عمليون واقعيون ولسنا نتبع الفكر الصوفي البنفسجي فضلا عن أن السياسي الحاذق هو من يعظّم من شأن عدوه حتى يعظم الاستعداد له ويزداد قوة وكسبا فيعظم الدعم فتقل الخسارة ويقترب الحسم .والنظام يمتلك أسلحة كيميائية وبيولوجية محظورة ويمتلك صواريخ سام الهائلة القدرة وترسانة ضخمة وقد أظهر أنه مستعد لاستخدامها وكل قائد أوجندي في هذا النظام مجرم مجنون كنيرون وتيمور ولا شيء يضبطه ولا يردعه البته .وقد تورط النظام ولن يتراجع كما أوضحت من قبل
إن الغرب يسخر بالمعارضة كلها ويستغلها لتمرير مخططاته وقد بات جليا ملموسا لكل أعشى في السياسة أن الغرب لن يسلّح ولن يفرض حظرا جويا ولن يتدخل كما تدخل في ليبيا وسياسة المعارضة السورية على هذا النهج التبعي. بل إن استمر الحال بهذا الاتجاه فإن عمل الغرب سيكون ضد الثورة وبشكل علني عندئذ وليس خفي كما هو الحال اليوم .بحجة الحرب الأهلية والتي بدأت الإعلام الغربي من التحدث عنها والتمهيد لإقرارها وبحجة حماية الأقليات وشيوع التطرف وعندئذ قد يتحقق ما كان خوّف به أُباة التدخل العسكري أول الثورة ويلبسون به الحق بالباطل لصرف الناس عن التدخل وأقصد به التدخل البري بعد إنهاك الطرفين المتحاربين وإضعافهما. إن الغرب يدرك تماما أن التدخل بادئ الأمر وخاصة بعد سقوط القذافي كان خير وسيلة للضغط على النظام للقبول بحل عادل وشامل فيما لو كان الغرب صادقا في إرادة الحل السياسي فهو أعلم الناس وأتبعهم في عالم السياسة لقاعدة الإسلام في الترغيب والترهيب .إن الغرب كان يدرك تماما وليس هو غبيا كآخرين أن التدخل كان ومازال خير وسيلة للحد من التطرف والنزف والدمار وعموم الفساد وكان يعلم أنه خير عربون للصداقة بين شعبنا وشعوبه ولكن قادة الغرب يتحركون في إطار مصالح الدولة العبرية وتحت تأثير الإعلام الذي أخلت المعارضة السورية له الساحة تماما فاستغله اللوبي الصهيوني وليس ثمة معارضة سورية تنقل هذه حقائق الثورة ومعاناتها للرأي العام الغربي وتحرج قادة الغرب بانتهاج العمل المنطقي .لقد آلت الأمور إلى حد يدركه حتى العامي أن قادة الغرب اليوم يريدون لسوريا الدمار والتطرف وتحطيم اللحمة الوطنية وتقسيم البلاد إلى فئتين متناحرتين تسهّلان له إخضاعهما بعد إنهاكهما بطول مدة الحرب بينهما فإنه مهما كان الإنسان مؤمنا وذو عزيمة حديدية فإنه لا يقدر على الدوام على هذه الحال بسبب الأهل والذرية والمعاش وأن من كان معك قد ينقلب عليك لأن تحمل الناس للبلاء متفاوت وهذا مما يعول عليه الغرب للحمل على الرضى بالسياسي من الحل .وإني أكرر القول إنه لا مخرج من هذا المأزم إلا باستخدام الورقة الأقوى للثورة في الخارج وهي الإعلام ونشر حجم الدمار وصفة الإجرام وإكراه قادة الغرب بواسطة استخدام ورقة الرأي العام الغربي أحد أعظم المؤثرات في القرار الغربي وحملهم على التعامل مع الثورة بشكل جاد وحاسم فإكراه قادة الغرب لا يكون إذا إلا بالتأثير على الرأي العام الغربي وتهييج الشارع العربي والإسلامي
عقب مقالتي "لماذا لم يزر الخطيب أمريكا بعد" والتي نشرتها بالأمس نقل لي أحد الأخوة ممن ينشر مقالاتي جواب رجل مقرّب من الخطيب يدور معه ويدخل مدخله فأجبته عنها وأجاب ثم أعقبت جوابه جواب ثم وفي صباح اليوم وجدت أن الخطيب نفسه قد أجابني على مقالتي والتي نكأت فيما يظهر في قرحة المعارضة فأثارت حفيظتهم فجرى بيني وبينه حوار.وخلاصة ما ظهر لي ظهورا قطعيا أو بالاستقراء الكليلمجموع ما توارد إلي من نقل وقول من أكثر من جهة بعضها استأمنني على اسمه أستطيع القول جازما بما يلي ...أولا:إن الصلة بين الائتلاف وأمريكا ذات طابع إملائي صرف وليست تشاورية أو تعاونية .ثانيا:طالبت أمريكا الائتلاف بعدم التعجل في تشكيل الحكومة الانتقالية .إمعانا منها في تمرير المخطط الذي حذرت من آنفا وفي كسب الوقت له وقد أقر الرجل السابق الذكر بهذا في آخر أجوبته قائلا : أمريكا لا تريد إنشاء حكومة مؤقتة .وهذا كلامه حرفيا.ثالثا:سبب عدم زيارة الائتلاف لأمريكا ترجع إلى هذا وأن العذر الذي يتعلل به الائتلاف في عدم الزيارة وهو أن الزيارة قد تفضحهم وتظهر أن الائتلاف منصاع لأمريكا أوأن الائتلاف يتريث بزيارته كسب الدعم الداخلي وتوحيد الكلمة عليه والصف! [مع أنه بداهة كلما تأخر الائتلاف بالقيام بفعل نافع للثورة كلما ازدادت الهوة بينه وبين الثوار] فكل ذلك تعاليل بأباطيل.رابعا:زعم أعضاء الائتلاف أيضا أن السبب في عدم تشكيل الحكومة هو الضغوط الدولية لتولية حجاب رئاسة الوزراء وأن أعضاء المكتب التنفيذي في المجلس الوطني يعارضون تشكيل الحكومة الانتقالية وعلى رأس هؤلاء جورج صبرا وأحمد رمضان وسمير النشار وآخرين من الإخوان الحلبية على حد قوله يسعون لاهثين خلف حظوظ أنفسهم وحصصهم !!؟ وبالمقابل حلف لي آخرين من الإخوان أن الذي يعرقل الحكومة هم قادة الائتلاف لأن أمريكا أمرتهم بذلك . فأضحى الخلاف على تقاسم المناصب بين أعضاء المعارضة شرعيا تؤيده أمريكا والغرب بل أكثرهم شقاقا أدناهم إلى الغرب قربا لأنه يساهم في تحقيق ما نصحت به أمريكا من تأخير تأليف الحكومة .وبنفس الوقت يظهر علل هذه المعارضة ويزيد حدتها حتى ما يسهل على الغرب من جديد التعلل لرفضها فبعد أن تفاقم الخلاف بين 200 من أعضاء المجلس واحتكر القرار 13 منهم صار عدد الائتلاف أضعاف ذلك ويحتكر القرار فيهم ...؟ .خامسا:يتذرع أصحاب الائتلاف بحجج واهية يتسترون بها على عدم بلائهم والقيام بمسؤولياتهم السياسية المنوطة بهم مثل عمل الداخل هو الأولى! مما لا أطيق والله له سماعا فلكم يثير حفيظتي قول آمن ناعم متكئ على أريكته في الخارج: أوشك النظام على السقوط ولم يبق من عمره إلا كظمء حمار والأصل عمل الداخل ...الخ معذرا نفسه ومخادعا إخوانه في تقاعسه عن واجبه في تلبية حاجات وطلبات الثورة لأن الأمر قد بات وشيك ولا حاجة له أن يقوم فوق عمله بمزيد وهو السياسي ولا دور له ولا عمل له غير السعي في نصرة الثوار وحمايتهم وتقليل خسارتهم باستيعاب كل ما يقدر عليه من أسباب النصر وتعجيله من سلاح ونحوه . كما زعم هذا الأخ الطيب المقرب من الخطيب أنهم طالبوا بالسر! الرئيس هولاند بتسليح الجيش الحر وأن الاعتراف بحق الدفاع عن النفس هو الأهم !ونحو هذا الهمل السمج مما تغني حكايته عند أهل العلم بالسياسة عن تكلف إجابته
فالمطلوب اليوم من الائتلاف ورئيسه تحمل كامل مسؤوليتهم أمام الله تعالى وأمام الأمة فإن دوام هذه الحالة أمر لا يرتضيه الشرع ولا العقل ولا الشعب إن استمرار انقياد الائتلاف لإملاءات الغرب مع اتضاح النوايا الغربية خيانة لله تعالى وللمسلمين وإن تأخير تأليف الحكومة الانتقالية والتي يفترض بها أن تبادر فورا بصفتها حكومة معترف بها من أكثر من مئة دولة بالمطالبة بمطالب الثورة وتسليحها وحماية شعبها وتحميل مجلس الأمن والمجتمع الدولي المسؤولية التامة عن حياة أفراد الشعب السوري الذي يتعرض لعدان عصابة مارقة من الشرعية عالميا .ثم دعوة الجمعية العمومية للأمم المتحدة للانعقاد ومتابعة قرارها بشأن الثورة السورية في شهر شباط من العام الماضي والبناء عليه وللاعتراف بالحكومة السورية الجديدة كممثل شرعي وحيد للشعب السوري فيها. ثم طلب انعقاد مجلس الأمن بواسطة المغرب العربي والذي هو عضو غير دائم فيه حتى عام 2014 .والتوجه الفوري إلى زيارة أمريكا للمطالبة بضرورة تسليح الجيش الحر وشرح حقيقة الحالة للغرب وتقديم التطمينات له ولا ريب أنها قد حصلت قبل قيام الائتلاف ولكن إعلان ذلك للرأي العام وأن الثورة لن تنال من رجل واحد لم تثبت إدانته ولا فرق في ذلك بين سني أو غيره ...الخ
إن كل من يعارض هذا العمل الجاد والسريع سواء من المكتب التنفيذي أو من داخل الائتلاف الحالي ينبغي فضح عمله وموقفه للثورة وللثوار ولا بد من مصارحة الثوار بهذا وطرده من الائتلاف مذؤوما مدحورا .إن الأخ الخطيب لم يزل يتحدث بأنه لا أسرار وأن ما يعقدونه من اجتماعات كلها معلنة .ثم هو يتستر للأسف بناء على فحوى كلام صاحبه عن رجال يخونون الثورة علانية سعيا وراء مصالحهم وحصصهم وكأنهم حمار طروادة .وهنا لا يسعني إلا أن أسأل الأخ الشيخ معاذ : ما الحكم الشرعي والقضائي في الذي يتستر على الخائن للأمة ؟ أولم يسمع الأخ الشيخ معاذ بقوله تعالى ( ولا تكن للخائنين خصيما ) ولعمر الله إن التستر عليهم وعدم فضحهم لأعظم نصرة لهموإعانة ولا يؤوي الضالة إلا ضال ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فإن عليه ...الحديث .فهل يعقل والأمة تنزف في كل يوم نحو ألف ليتر من دم شبابها بله ما تعانيه من آلام وتشرد وبلاء أن يسكت عن هؤلاء ؟. ونفس هذا السؤال والمحاكمة أطرحه على أهل الصيانة والديانة في المجلس كالأخ فاروق الطيفور وغيره وكيف يرضون لأنفسهم أن يكونوا ضمن كيان واحد يجمعهم مع من يتهمونه بالخيانة ويغمزونه بالعمالة ؟ ( إنكم إذا مثلهم ) .كالمدعو أحمد رمضان رغم كل مايثار حوله من شبهات فلقائل أن يقول ما يسكت هؤلاء عن هؤلاء إلا لأن بعضهميسكت عن عورة بعض. إن غليون في مؤتمر تونس قال لأحد الأخوة إننا نعلم في المجلس 50 عميلا للنظام ! فكيف يستقيم أن يسكت غليون على 50 عميلا معلوما إلا أن يكون مثلهم ؟. فحتى متى يستهان بالدماء الزكية لحساب أقوام تالله لنعال الشهداء خيرا منهم .لقد آن الأوان لإسقاط كل من يعرقل أدنى عمل تنتفع به الثورة فكيف بأكبر الأعمال .إن المجلس الانتقالي كان 30 عضوا عازما حازما عالما لذلك أتى بالتدخل بعد أقل من شهر وانتصر وانتصرت ليبيا ومات القذافي وعجله الله تعالى إلى النار وألحق بقدرته به بشار. وكذب غليون وكذب المرجفون
إني قد دعمت الائتلاف حين قام على ساق وكتبت مقالتين في لزوم الطاعة والالتفاف حول الائتلاف .وكنت أعلم يقينا أن الذي أتى بالأخ الخطيب هو أمريكا ومع ذلك رضيت به وبالائتلاف بشرط كنت أعتقد أنه لا يختلف عليه عاقل ألا وهو أن تأليف الائتلاف ورعاية أمريكا والغرب له هو بمثابة بيع ربوي ناجز بناجز يدا بيد سواء بسواء .فأمريكا والغرب يسلحان ويشلان قدرة النظام ويعجلان في حسم المعركة وبالمقابل يكون الائتلاف قد أعطاهم ضمانات يشترطونها ويسعون في الاستوثاق لها ... أما أن يكون حظ الائتلاف من الوفاء اللفاء والاقتصار على الاعتراف به من غير الوصول إلى النتائج وصادق العطاء فهذا لا يرتضيه عاقل أو يجيزه عامل ؟