نعم من الضرورة أن تتحالف التشكيلات المتشابهة

نعم من الضرورة أن تتحالف التشكيلات المتشابهة

عقاب يحيى

ظاهرة توليد الأحزاب والتيارات والتشكيلات ملفتة في الوضع السوري.. لأن زلزالاً كبيراً أحدثته الثورة فخرج مخزون السوري المعتقل والمكبوت عبر العقود دفعة واحدة إلى الفضاء.. بتزاحم ونهم وحماس..

الظاهرة في جوهرها صحية، وهي تعبير عن " عودة" الروح لأصالة، وطبيعة السوري العا

شق للسياسة والفعل والتأثير.... بحثاً عن تحقيق الذات، وحتى تعويض ما فاته عر عقود كانت شديدة التأثير على نفسية وشخصية واهتمام الناس.. حين آثروا الصمت، والانشغال بأمور أخرى بعيداً عن السياسة.. لشعورهم بالتهميش والتغيي، وبأن السياسة طريق إلى جهنم الاستبداد بكل محتوياته من القمع والتصفية والملاحقة وختى الحرب بلقمة العيش.. فنمت سياسة التدجين والتكيّف، ومحاولات الاتساق مع منظومة مملكة الرعب القاتلة.. حتى كانت الثورة التي فجّر ما كان قائماً، ووضعت الجميع أمام حلمهم..

ـ لكن، ايضاً، هذا التعدد في التشكيلات التي يصعب حصرها الآن، وما تعرفه من مَظهرة واستعراضية، ومن تزاحم على الظهور والمواقع، ومن انشطارات وانشقاقات.. هي جوانب سلبية ملفتة ستحتاج وقتاً حتى تستقر ، وتتبلور، ثم تأخذ مجرياتها في التجسيد، وفي قادم الأيام وقتما يصبح صندوق الاقتراع الامتحان والكاشف .

ـ بالوقت نفسه تجري مساع حثيثة، ودعوات كثيرة للتجميع والإئتلاف والتحالف باتجاه تشكيل أقطاب كبيرة تتوافق على المشتركات العامة، وتتمحور حول قضايا رئيسة تخص مفهوم التعددية، والديمقراطية، وجوهر الدولة المدنية القادمة ومرتكزاتها ..

ـ المحاولات كثيرة، وهناك نوايا صادقة لدي العديد، ومخلصون يسعون إلى إنضاج حركة سياسية جمعوية تستوعب هذه المفردات الكثيرة ومواجهة الاستحقاقات الراهنة والقادمة مواقف موحدة تمنحها ثقل التأثير والفعل . وهناك من يريد استخدام كل شيء لصالح حسابات خاصة.. فيكثر الضجيج، آخذين بالاعتبار انفتاح شهية المال السياسي للدخول بقوة على الخط، وطموحات البعض لأن يكون " حريري" سورية، بل أكثر من عشرات الحريري.. فتخلط التخوم، وتتعدد الخلفيات، وتكثر المؤتمرات والملتقيات ..

ـ التحالف الوطني السوري الذي يعقد مؤتمره التأسيسي في القاهرة يوم 23 تشرين الثاني.. مشروع طموح لإثبات الحضور بثقل معتبر تشارك فيه مجموعة من التشكيلات والتنسيقيات، وقد حُشدت له إمكانات كبيرة في كل مجال.. ويبقى التحدي الكبير : الانتقال من الطموح إلى الميدان، ومن الأماني للتجسيد، والنجاح في تشكيل فريق عمل متجانس قادر على استيعاب التفاوتات والتناقضات الموجودة، وتغليب العام على الخاص ..آملين التوفيق والنجاح لهذا الجهد ..