هل التشيع في العراق علوي أم صفوي؟ ج4

هل التشيع في العراق

علوي أم صفوي؟ ج4

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

[email protected]

 (أطراف المجوسية الجديدة، المالكي نارها، والشعب العراقي حطبها، والخامنئي يتدفأ بها).

من بين الحقائق التي أفرزها الواقع العراقي المؤلم بعد الغزو الامريكي-الإيراني-الصهيوني هي سرقة الوعي الجماهيري من قبل المراجع الدينية، وأذرعهم الأخطبوطية التي تمتد إلى كل أنحاء العراق بما فيها النائية. ومن البديهي أن سرقة الوعي هي خطوة تمهيدية يترتب عليها سرقة مقدرات البلد السياسية والإقتصادية والثقافية والاجتماعية. فعندما يُسرق الوعي تُشل إرادة الجماهير وتتوقف محاسبة المفسدين بسبب حصانتهم المستمدة من المرجعية ذاتها. ويؤدي ذلك إلى بطبيعة الحال إلى تعزيز قوة دروعهم أمام السهام الهشة لقلة من الناس المتنورين بالعلم والثقافة ممن لم تتمكن المرجعية من إختراق وعيهم المقاوم. ومن المؤسف أن يتدفأ العملاء والمفسدون تحت جناح المرجعية بكل راحة وهدوء ويتفقسون ويتكاثرون بوجود من يحميهم ويجزر لهم لقانون ويمد لهم المساعدة عندما تزف ساعة الحساب الدنيوي.

لذا ليس مستغربا أن يرفع(ستيوارت بوين) المفتش العام في العراق النقاب أمام الكونغرس الامريكي عن تهريب(800) مليون دولار إسبوعيا من أموال الشعب العراقي البائس إلى الخارج. وهو نفس الكلام الذي أكده مدير البنك المركزي وكالة(عبد الباسط تركي) بقوله" يغادر العراق اسبوعيا حوالي مليار دولار امريكي وإن 80% منه يتم عبر وثائق مزورة تخفي جهة التحويل". وإذا لم تتوفر الجرأة عند السيد تركي لكشف جهات التحويل! فإننا نكشفها للقاريء الفاضل، فهي ايران وسوريا لدعم إقتصادهما المتدهور.

الفساد الحكومي في العراق يتم تحت راية(نُصرة المذهب). وهذه الراية اللغز لم نسمع عنها مطلقا قبل الغزو، لذا يمكن إعتبارها من مخلفات الإحتلال الغاشم. قد سمعنا وقرأنا عن نصرة الدين، لأن الدين هو البوتقة التي تجتمع داخلها كل المذاهب وتتفاعل إيجابيا كما يفترض. أما نصرة المذهب فهو مؤشر على قصر النظر في الوعي الإيماني، لأنه يرفع من مكانة المذهب على حساب الدين. وبالتالي يؤدي إلى التضحية بكل القيم السماوية والوطنية والأخلاقية في سبيل حماية بيضة المذهب ومفقسوها من المراجع الأعاجم، الذين نصبوا أنفسهم كحماة للمذهب دون أن يكلفهم أحد بذلك.

 وبمرور السنوات العجاف ثبت أن حماة(بيضة المذهب) ليسوا سوى شرذمة من العملاء والمجرمين واللصوص والإرهابيين تجمعوا في صالون الحوزة العلمية فعملت(New Look) بختم حراري في الجبهة، وألبستهم العمائم، وزودتهم بسبح(101) خرزة. وعدة محابس ليظهروا بمظهر أبنائها المتقين الذي يحمون المذهب من الأشباح المعادية القابعة في أعماق مخيلتهم المريضة! وعندما إنكشفت عمالة الحوزة وحماة المذهب ممن زكتهم للجماهير وحثتهم على إنتخابهم. أغلقت بابها بهدوء، وإنسحبت على أطراف أصابعها كاللص، متنصلة من المسؤولية بكل وقاحة وصلافة. كأنما لم يجرِ كل ما جرى بمشيئتها وبمشيئة أسيادها في واشنطن وطهران. متجاهلة حقيقة أن من أشعل نيران الفساد والفتن أولى به أن يطفيها، لا أن يهرب منها.

الكثير من أخواننا الشيعة مع الأسف الشديد لايخرجون عن مدار نصرة المذهب معتقدين إن المذهب يقف في جبهة قتال مع بقية المذاهب وهذا تخريف ما بعده تخريف. يفهم عتقدون إنهم في صراع تأريخ يمتد إلى اربعة عشر قرنا. ويجب إستمراره كي يدفع الخلف فاتورة ديون السلف! معتقدات صفوية متخلفة زُرعت في عقول الجهلة والسذج وسُقيت بماء المرجعية الدينية. معتقدات قاتمة حجبت عنهم رؤية سماء المواطنة التي تحتضن كل الأديان والمذاهب والقوميات. من البديهي إن إزدياد وطأة الجهل والتخلف، سيؤدي إلى إرتفاع كفة الولاء المذهبي وإنخفاض كفة الولاء الوطني. وهذه مشكلة العراق وبعض البلدان المتخلفة، وتتفاقم الأمور سوءا بخرس القوى الفاعلة في المجتمع لوقف المد الطائفي، وطرش الأنظمة الحاكمة عن سماع صوت المسؤولية الوطنية.

لقد أفرز الغزو الأمريكي تسلم الشيعة دفة الحكم في العراق مع الأكراد وهامش لا قيمة فعلية له حُسب على السنة وهو لايمثلهم عن قريب أو بعيد. والدليل ان السنة في الإنتخابات الأخيرة إنتخبوا قائمة علاوي الشيعي وليس الهاشمي والمطلك إلا ما ندر. لكن الشيعة إنتخبوا القوائم الشيعية فقط. كما ان الأكراد انتخبوا القوائم الكردية فقط. وهذا يعني ان السنة تمكنوا من تجاوز السياج المذهبي الى الرياض الوطنية، بينما لم يتمكن  الشيعة من تجاوز الحدود المذهبية إلى الوطنية. ولم يتمكن الأكراد من الخروج من صدفة العنصرية. الشيعة فرطوا بالعروبة لصالج الأكراد، والأكراد فرطوا بالمذهب لصالح الشيعة. وما جمع النقيضين الكردي والشيعي سوى إلانتهازية والظروف التي خلقها الغزاة لهم. فموقف الشيعة من الأكراد موقف تأريخي واضح ومثبت في أمهات مراجعهم كما سيتبين.

فمؤرخهم المسعودي يذكر في مروج الذهب "من الناس من ألحقهم بإماء سليمان بن داود(ع)حين سُلب مُلكَه، ووقع على إمائه المنافقات الشيطانُ المعروف بالجَسَد، وعَصَم الله منه المؤمنات أن يقع عليهن، فعَلِق منه المنافقاتُ، فلمّا ردّ الله على سليمان مُلكَه، ووضع الإماءُ الحواملُ من الشيطان، قال: اكردوهنّ (أي اطردوهن) إلى الجبال والأودية. فربّتهم أمهاتهم، وتناكحوا، وتناسلوا، فذلك بدءُ نَسَب الكرد". (مروج الذهب1/124). ومرجعهم الرئيس الكليني ينقل عن جعفر الصادق في جوابه لأبي الربيع الشامي عن مخالطة الشيعة للأكراد: يا أبا الربيع، لا تخالطوهم، فإن الأكراد حيٌّ من أحياء الجن كشف الله عنهم الغطاء، فلا تخالطوهم".(الكافي للكليني5/ 158). وحديث آخر" لا تُنكحوا الأكراد أحداً، فإنهم من جنس الجن كشف الله عنهم الغطاء".(الكافي5/ 352). وهذا موقف الفرس الصفويين أيضا من الأكراد رغم ان أصول الأكراد إيرانية وليست عراقية. فقد ذكر شرف الدين البدليسي" قال الحكماء: بأن الأكراد طائفة من الجن كشف الله عنهم الغطاء. كما أن بعض المؤرخين يروي أن الشياطين تزاوجوا مع بنات حوّاء، فنشأ منهم الكرد". (الشرفنامه1/57).

ومن الطريف إنهم ألصقوا حديث بعمر بن الخطاب(رض) بنفس المعنى! ولا غرابة عندما تعلم ان من وضعه هو الراغب الأصبهاني وهو رجل مختص بالأدب وليس الدين والفقه وله طعونات وكراهية للعرب! بالطبع هذا الأحاديث المختلقة المعيبة المنسوبة للصادق لا مصداقية لها مطلقا. وهي صادرة عن عقول مختلة زاد في خبلها بأنها نسبت لرجال عرف عنهم الفقه والعلم والصدق والأمانة. حتى لو إفترضنا جدلا بأن الأكراد من نسل الجن. فكيف فات الصادق وهو العلم الفقيه بأن الجان فيهم المؤمن المسلم كما جاء في سورة الجن1-2 (( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا )). وفيهم الكافر غير المسلم. كما جاء في نفس السورة الكريمة14-15(( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا* وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا))؟ وهل يفوت الصادق بأنه لا فضل لعربي عن أعجمي إلا بالتقوى؟ لذلك لاحاجة للإسهاب في تلك التخاريف ولكن غرضنا معرفة نظرة العلاقة التأريخية بين الطرفين ولا أحد يجهل كراهية الشيعة الصفويين لواحد من عظماء القادة المسلمين وهو صلاح الدين الأيوبي.

وإذا كان الأكراد يتفاخرون بما حققوه من مكاسب كبيرة بعد الغزو  ولهم الحق في ذلك! رغم إنهم من أصول غير عراقية ونزحوا إلى العراق منذ حوالي بضعة قرون كما يحدثنا(د. دوني جورج) اكبر عالم آثار عراقي بوثيقة نشرت مؤخرا" الأكراد ليس لهم تأريخ قديم وآثار في العراق، وليس عيبا إن قسم من الشعوب ليس لها تأريخ طويل، لكنه من العار والمخزي أن تقوم نفس هذه الشعوب بسرقة تأريخ شعوب أخرى. فلا توجد أي وثائق تذكر الأكراد في تأريخ ما بين النهرين". إذن للأكراد الحق أن يتفاخروا ببناء وطن جديد بديلا عن وطنهم الأصلي(إيران) وتحويل احلامهم إلى واقع ملموس. وان يحكموا شمال العراق كحكومة مستقلة وبرلمان كردي. وكذلك يحكموا بقية أجزاء العراق من خلال وجودهم في البرلمان العراقي والحكومة المركزية.

لكن بماذا يتفاخر شيعة العراق وهم يحكمون العراق اليوم؟ هل بتدمير العراق وتحويله الى كونتونات هشة؟ أم العمالة لقوات الإحتلال؟ أم بحوزتهم الراكعة في محراب الأمريكان والأنكليز والفرس؟ أم بمرجعهم الأعلى العميل المزدوج لبريطانيا ووطنه الأم إيران؟ أم بملفات الفساد التي لاتحصى ولا تُعد؟ أم بتعدد الميليشيات الأرهابية وثقافة الإغتيال وكواتم الصوت؟ أم بسرقة ثروات البلد وهروب المسؤولين عنها! أم بجعل العراق أفشل دولة وأقذر بلد في العالم؟ أم بوجود خمسة مليون أمي وملايين الأيتام والأرامل؟ أم بأزمات الماء والكهرباء والوقود؟ بماذا يتفاخرون وهم يحكومون العراق منذ حوالي عقد؟

لقد ضيعوا أنفسهم وضيعونا معهم. كنا نأمل ان يأتِ حاكم عراقي نزيه وليكن شيعيا أو من أي ديانة ومذهب. ليس مهم هذا. المهم أن يكون عراقي الأصل، وطني الهدف ينظر لشعبه نظرة عادلة ومتساوية، يصون حرياته وكرامته، ويحافظ على ثرواته، ويعلى من شأنه ومن شأن شعبه. لكن تجري رياح السفهاء بما لا تشتهيه سَفن الشرفاء. فلماذا لا يتعظ الشيعة من التأريخ فهو أفضل معلم للأجيال؟ فهل إفتخروا بحكمهم في الدولة القرمطية والفاطمية والبويهية والمغولية والصفوية؟ لبفتخروا بالحقبة الأمريكية؟

هل حقق النظام الشيعي الحاكم مكسبا واحدا فقط لشيعة العراق قبل غيرهم منذ تسلمهم زمام الحكم من قوات الإحتلال لحد الآن؟ وهل من المنطق أن يقفوا مع جلاديهم أم أن يعضوا اصابعهم ألما وحسرة عما جنته أيديهم بحق العراق وبحق أنفسهم وغيرهم؟ وماذا سيكتب التأريخ عن تجربتهم المريرة في الحكم؟ واذا انبرى لنا من يصرح بأن الحكومة الحالية لا تمثل شيعة العرق سنقول له: أثبت ذلك؟ الحكام الشيعة يمثلون الشيعة رضيتم أم أبيتم! فهم صنيعة حوزتكم العميلة وإصابعكم البنفسجية وليس أصابع بقية شرائح الشعب.

لم ينتخب الحكام الشيعة غير طائفة الشيعة أنفسهم. وسكوتهم عن الفاسدين من حماة المذهب رغم كل الفساد الوظيفي والأخلاقي الذي شهدناه خلال السنوات الماضية لا يفسر إلا برضائهم عنهم. فهل إنتفضوا ضد المفسدين؟ هل تبرأوا من الحكومة ومجلس النواب وأعلنوا بأنهم لا يمثلوهم؟ صحيح خرجت بعض التظاهرات الهشة هنا وهناك. لكنها طالبت بتحسين الكهرباء وإنهاء الفساد ضمن عملية إصلاح وليس تغيير. بمعنى بقاء نفس المفسدين في مناصبهم. فهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ ورأينا الوعود الكاذبة والمهل الطويلة للمالكي والصدر والمهاترات التي لم تسفر إلا على المزيد من التدهور في كل القطاعات، بما فيها الأمني الذي يستنزف الجزء الأكبر من خزينة الدولة مع شقيقه الفساد الوزاري.

هل العراق بحاجة إلى تغيير ثوري جذري أم إلى إصلاح هامشي؟ لكن من يخطب الثورة يجب عليه أن يدفع مهرها، ومن يبغي التغيير عليه التفكير والتبصير والتدبير بعدها يباشر بصناعة المصير. الإصلاح لاينفع مع الطغاة والمفسدين لأنهم يتوالدون ويتوارثون من طاغية الى طاغية ومن مفسد إلى مفسد. بمعنى بقاء الحال مع تغيير الوجوه. فإذا لم تتغير البنية العقلية للمجتمع تكون الحركة الطبيعية للنظام السياسي(إلى الوراء دُر). 

إن حكومة المالكي هي الإبن البكر لمرجعية النجف؟ وهي الوليد غير الشرعي للإنتخابات السابقة، ولا نذيع سرا عندما نجزم بأنه لو جرت انتخابات جديدة لأنتخب الشيعة نفس الوجوه المقيتة الحاكمة حاليا بحجة الحفاظ على بيضة المذهب. ونجزم بخروج أفاعي الحوزة من كهوفها المظلمة النتنة لتنفث السموم الطائفية بين أتباعها كما فعلوا في العمليتين الإنتخابيتين السابقتين. ونجزم كذلك بإستحضار الخامنئي جميع امكاناته المادية والمعنوية لدعم أقزامه في العراق من خلال المرجعية وأعمدة النكبة السبع( الطالباني، البرزاني، الجعفري، المالكي، الحكيم، الجلبي، الصدر). من المؤسف حقا أن تكون عقلية مأكثرية شيعة العراق كالمظلة بيد الفقيه يفتحها ويغلقها حينما يشاء. ان قضية تحرر الشعوب من سياط رجال الدين أصبت ضرورة ملحة و قضية مصيرية، وبنفس الوقت خطيرة التداعيات، إذا لم يتم لتعامل معها بدقة ومهارة بسبب إرتباطها الحتمي بأجندة إستخبارية خارجية. صحيح ان الشيعة تضرروا من الحكم الشيعي ربما أكثر من غيرهم، لكن هل رفضهم يتناسب مع محنتهم؟ هل صوت الظلم ارتفع وسُمع صداه؟ الذي يرفع شعار(هيهات منا الذلة) ولايعمل به فعلام يتعب كتفه من حمله؟

نتساءل بحرقة وألم: لماذا يحب معظم شيعة العراق من يكرههم ولا يحترمهم؟ بل وينظر اليهم مثلما ينظر إلى مداسه؟ ولماذا يرفعون علم المذهب ويحرقون علم المواطنة؟ لماذا يمارسون الظلم مع بقية الديانات والمذاهب وهم من كان يدعِ يوما المظلومية؟ لماذا يلطخون تأريخهم بالتعاون مع الشياطين الكبار والصغار وهم يدركون جيدا بأن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك؟ فهل اعدلوا باليوم الذي كان لهم؟ وهل سيشكون مجددا عندما يكون اليوم التالي عليهم؟ إن الذي يزرع الألغام في طريق الآخرين لا ينجو بنفسه منها. 

ما الذي قدمته ايران وعلمائها الفرس للشيعة العرب عامة ولشيعة العراق خاصة سوى التفرقة والفتن والموت وكواتم الصوت وثقافة القتل على الهوية والخلايا النائمة والتآمر على العرب والعروبة؟ كان وارد إيران العام الماضي أكثر من مائة مليار دولار ومع هذا يعاني شعبها من الفقر والجوع! لأن خزينة الدولة مخصصة لدعم الإرهاب الدولي والتبشير المذهبي ودعم حركات التمرد المذهبي وتمويل الخلايا النائمة في العديد من دول العالم.

 لماذا لميصحوا معظم شيعة العراق بعد من الوهم الفارسي ويرجعوا الى وعيهم العربي؟ صحيح كان لبعض العرب وما زال دورا سلبيا تجاه الشعب العراقي! لكن تلك المواقف تتحمل مسؤوليتها الأنظمة الحاكمة وليس الشعوب العربية. فلماذا نلوم العرب ولا نلوم إيران التي ساعدت على إحتلال العراق بإعتراف مسؤوليها؟ وهل النظام الحالي في العراق يعكس مصالح العرب أم الفرس؟ وهل الميليشيات التي تعمل في العراق فارسية أم عربية؟ مع إستثناء تنظيم القاعدة الذي له فرع في طهران. وهل الحوزة في النجف والمراجع الدينية ترتبط بالعرب أم بالفرس؟ وهل أموال العراق تهرب للعرب أم للفرس ومواليهم العلويين في سوريا؟ هل تجرأ مسؤول عربي ليقول إن لبلاده وجود فعلي في العراق كما فعل الجنرال سليماني؟ هل ترفع في ساحات بغداد صور رؤساء ومراجع عرب أم فرس؟ أليس التبادل التجاري بين العراق وطهران هو أضعاف تجارة العراق مع كل الدول العربية؟  كل هذا ويطعنون بالعرب والعروبة ويمجدون بالفرس. لا يمكن لعاقل أن يستوعب أو يفهم أسباب تذلل شيعة العراق للفرس وإتخاذهم السيستاني كإله، وتوجههم لكعبة قم؟ إن الذي فعلته إيران مع العراق لم يفعله كافر مع مسلم، وليس مسلم مع مسلم! فعلام كل هذا الهيام بأحفاد كسرى؟

الحقيقة الساطعة التي يجب أن يعرفها شيعة العراق هي إن للثقافة الصفوية عدوين فقط هم العرب والنواصب! وليس السلفية والصهيونية كما يزعمون، فمشروع تحرير العراق كان مطية للكيان الصهيوني ونظام الملالي. وتنظيم القاعدة الذي يعزفون على أوتاره المتهرئة له فرع رئيس في دولة الفقيه وكبار قادتهم يقيمون في طهران. وإذا رحل السيستاني سيكون مرجعكم القادم محمود الشاهرودي وهو من أكبر منابر ولاية الفقيه وممن يمقتون العرب مقتا مهولا. علاوة على لسانه البذيء والسليط على الصحابة وأمهات المؤمنين. ربما سيترحم البعض على السيستاني رغم كل عمالته ورذالته عندما يقارنون به المرجع القادم(الشاهرودي) الذي سيفرضه الخامنئي على شيعة العراق رغم أنف الجميع. فالعراقي يتحسر دائما عما فاته! لأن القادم دائما أسوأ من الحاضر، والحاضر دائما اسوأ من الماضي. فيا لخيبة الخيبات.

للحديث بقية.. بعون الله.