العِراق في التاريخ
العِراق في التاريخ
د. ثروت الحنكاوي اللهيبي
العِراق في التاريخ أسهُ مُتجذر، وبالتالي لا أود أن أمدح بالعِراق، لا سيما وإِني أبنه كابراً عن كابر، حبه، بل عشقه يجري في كل خلية مِن خلايا جسدي، وهذا ليس شأني فقط، بل الملايين مِن شعبِ العِراق على منوالي.
الاحتلال الأميركي- الصهيوني- الإيراني مهما زاد طغيانه، فشعب العراق قادراً على أن يدحره، والذي نجده في مرحلة من أقسى المراحل، ألا هي "البدع الطائفية التي أختلقها الاحتلال" وتبنت إيران الصفوية الحاقدة تنفيذها على أرض العراق بمساندة أميركية-صهيونية مُباشرة.
العراق في هذا المقال الموجز يتحدث عنه ابن الفقيه الجغرافي والأديب "أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الهمذاني، أبو بكر، ابن الفقيه: ( 00- نحو 340 ه = 00- نحو 951 م )، الذي يقول في كتابهِ الرصين "البُلدان"، في الصفحة 199 عن العِراق، ما نصه:
« القول في العراق: قال أبو عبيدة: سمّي العراق عراقاً لأنهُ سفل على نجد، ودنا من البحر، كعراق القربة وهو الخرز المثنيّ الذي في أسفلها وهو الذي يضعه السقّاء في صدره، وقال الأصمعيّ: ما دون الرمل عراق، وقال المدائنيّ: عمل العراق مِن هيت إلى الصين والسند والهند، ثم كذلك الريّ وخراسان، والديلم وجيلان والجبال، وإصبهان سرّة العراق، ومَن وليَّ العراق فقد وليَّ البصرة والكوفة والأحواز وفارس وكرمان والهند والسند وسجستان وطبرستان وجرجان. والعراق في الطولِ: مِن عانة إلى البصرة، والبصرة تتاخم الأحواز، والأحواز تتاخم فارس، وفارس تتاخم كرمان، وكرمان تتاخم كابل، وكابل تتاخم زرنج، وزرنج تتاخم الهند.
وقال بعض أهل النظر: أهل العراق هم أهل عقول صحيحة، وشهوات محمودة، وشمائل موزونة، وبراعة في كلّ صناعة، مع اعتدال الأعضاء، واستواء الأخلاط، وسمرة الألوان، وهي أعدلها وأقصدها، وهم الذين أنضجتهم الأرحام، فلم تخرجهم بين أشقر وأصهب وأمهق ومغرب، وكالذي يعتري أرحام نساء الصقالبة وما ضارعها وصاقبها، وهم الذين لم تتجاوز أرحام نسائهم في النضج إلى الإحراق، فيخرج الولد بين أسود وحالك ومنتن الريح ذفر ومفلفل الشعر مختلف الأعضاء ناقص العقل فاسد الشهوة.».
أهل العراق أصحاب العقول الصحيحة، مَن سيقبر الفتنة الطائفية التي تقودها إيران الصفوية، وسيكون العِراق الأبي مقبرة يفتخر بها شعب العراق عبر التاريخ، أنهُ على أرضهِ، وأد فتنة الطائفية الصفوية أعدء الله تعالى، أعداء العروبة.