بيان فقهي إلى أهل سورية الكرام
أحمد معاذ الخطيب الحسني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله وأصحابه الطاهرين وبعد:
فلما كان على المسلم رجلاً كان أم امرأة، صغيراً أم كبيراً ممن يملك قوت يومه أن يخرج زكاة الفطر خلال شهر رمضان وإلى ماقبل صلاة العيد، والتي تقدر بحوالي اثنين ونصف كغ من غالب طعام أهل البلد (من القمح أو الرز وغيرها ..) والتي تساوي حوالي خمس وسبعون ل.س أو ستة جنيهات مصرية في حدها الأدنى ، أو اثنين ونصف يورو في غالب أوربه ، ولما كان بعض الواجبة عليهم ينسونها أو يخرجونها بشكل عشوائي، ولما كانت هناك حاجة شديدة لأكثر شعبنا السوري العظيم بسبب التوحش وسياسة التهجير والإفقار والتحطيم التي تنفذ ضده، لذا نطلب من كل الإخوة والأخوات أن يهتموا بهذا الواجب الشرعي وأن يرفعوا من فعاليته عبر مايلي:
- تجميعه ما أمكن وإرساله إلى أهاليهم في سورية والحرص على وصوله إلى أيدي مستحقيه.
- الاهتمام بالمناطق الأكثر نكبة وتضررا، أو الأشد حاجة كريف دمشق وحوران وقرى الشمال ومهجري حمص وقراها، ومخيمات إخواننا الأكراد في شرق الجزيرة، واللاجئين والتجمعات العشوائية في لبنان وشمال الأردن.
- المعروف عند الناس في زكاة الفطر إنفاقها على الفقراء والمساكين، ولكن يجوز إنفاقها في رأي جمهور العلماء في مصارف الزكاة الثمانية (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). [ التوبة: 60 ].
- الأصل في زكاة الفطر أنها عبادة إسلامية فتنفق على المسلمين، ولكن نظراً إلى أوضاع بلدنا المنكوب، وبسبب حاجة الناس، فيجوز إخراجها وإنفاقها على المسلم وغير المسلم، فمن مضى معنا يحقق مقاصد الشريعة العظيمة في دفع الظلم والمطالبة بحقوق الأمة والتضحية من أجل حريتها وخلاصها فهو أخ لنا في الإنسانية والوطن وطريق الحرية ونحن معه يد واحدة في السراء والضراء.
- لنحاول أن نبدأ قدر الاستطاعة بالأرحام الفقراء فالأقارب فالجيران .. وأهل حينا ثم بلدنا ثم الأبعد فالأبعد .. وكلما قامت الكفاية في مكان وسعنا دائرة عملنا.
- الاهتمام بمن لا يصل إليهم أحد كالآف الأسر التائهة والضائعة والأيتام والأرامل والمهجرين (داخل سورية وخارجها) والعجزة وكبار السن والنساء والمرضى ومن لا تصل إليهم إغاثة ولا نجدة.
- إن حكومات الأرض تتفرج على دماء شعبنا وهو يذبح، وهي ساكتة الآن وستتدخل عندما ترى كفة الشعب تميل، وستحاول فرض وصايتها علينا بالمعونات والأموال، بعد أن دعمت الاستبداد والتوحش غير المسبوق، وهي تريد بلداً ضعيفا في النهاية، سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا، فتكافلوا يا أبناء سورية واستغنوا عن كل أجنبي طامع .. وأروا الله من أنفسكم خيرا ..
- الإخلاص لله في العمل والبعد التام عن التفاخر وحب الظهور ،والبعد عن الحزبية في العون والنصرة والإغاثة .. ومعرفة أن المال لله ، وأن الله يكرمنا باستعمالنا في خدمة عباده.
• نذكر كافة أصحاب الأموال من أهالي بلدنا الحبيب أن يخرجوا زكاة أموالهم ويدفعوها إلى مستحقيها حسب الأحكام الشرعية.
اللهم استعملنا صالحين واجعلنا مفاتيح لكل خير مغاليق لكل شر ، واحم أهلنا وبلادنا ، وارزقنا حبك وحب عمل صالح يقربنا إليك ، واجعل دائرة السوء على الظالمين ..اللهم تقبل منا صالح أعمالنا وبارك لنا في شامنا وصيامنا وعبادتنا وألف بين قلوبنا وردنا إليك ردا جميلا .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه : أحمد معاذ الخطيب الحسني
خطيب جامع بني أمية الكبير سابقا ..
القاهرة المحروسة
17 رمضان المعظم 1433هـ
5 آب 2012 م