كلمة مؤتمر تدشين الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري
كلمة مؤتمر تدشين
الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري
د. بسام ضويحي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الجمع الكريم، يا إخواننا في مصر أرض الكنانة، أحييكم باسم اخوانكم وأهلكم في سورية الثائرة، وأترحم على أرواح الشهداء الأبرار، وأسأله تعالى الشفاء العاجل لجرحانا، والحرية لأسرانا، وبعد..
أهنئكم باسم الشعب السوري الأبي وباسم المجلس الوطني السوري، والجيش السوري الحر بثورتكم المباركة، وباختياركم الديمقراطي الشفاف، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ مصر وأهل مصر من كل مكروه، وأن تكون مصر رائدةً وقائدةً، فهي بعد العرب والمسلمين الاستراتيجي، وسندهم المتين بعد الله عز وجل.
إخواني وأخواتي.. ان مأساة سوريا بدأت منذ خمسين عاماً عندما وصل حزب البعث إلى الحكم في عام 1963، عبر انقلاب دموي، ومنذ ذلك الحين وشلال الدم لم يتوقف في سورية الحضارة والقيم، مروراً بمجازر الثمانينات على يدي السفاح حافظ الأسد وعائلته والمنتفعين والماصين لدم الشعب السوري، وحتى أيامنا هذه والشعب السوري ثائر يطلب الحرية والكرامة رغم آلة القتل والدمار التي استخدمها النظام السفاح.
هل رأيتم كيف تفصل الرؤوس عن الأجساد! وكيف يذبح الأطفال على أيدي القتلة بالسكاكين ! وكيف تغتصب النساؤ وتنتهك الأعراض في بلاد الشام!!! ، هل شاهدتم المآذن والمساجد ودور العبادة تهدم على من فيها! والمنازل والأحياء تدك بالصواريخ والراجمات!... نعم كل هذا حاصل في بلدي سورية على مرأى ومسمع من العالم كله؛ بل ويعطى هؤلاء السفاحين والقتلة الفرصة تلو الأخرى من قبل الدول والحكومات والمنظمات المزيد من الوقت لمزيد من المجازر والتظهير العرقي، بدعم من إيران وحزب الله، وجهات أخرى تلطخت أبديها بدم الشعب السوري.
لقد قدم الشعب السوري أكثر من عشرين ألف شهيد، وسبعين ألف مفقود، وثمانين ألف جريح، ومائتين وثلاثين ألف معتقل، ونصف مليون مشرد في دول الجوار، وقرابة ثلاثة ملايين مشرد داخل سورية ممن دمرت بيوتهم، وفرّوا من الذبح واغتصاب الأعراض.
انها مأساة إنسانية لم يشهد لها التاريخ، تدير هذه المأساة البشعة وتغذيها روح الطائفية البغيضة من إيران وحزب الله لتنفيذ مشروع إيراني فارسي في المنطقة العربية والإسلامية.
إن الشعب السوري المجاهد لا يستغرب من العصابة الأسدية المدعومة من إيران وحزب الله كل هذه الجرائم التي يشيب لها الولدان، بل كل الاستغراب من الصمت العربي والدولي حتى هذه اللحظة، وعدم التحرك والمبادرة لايقاف المجرمين والقتلة ومن ورائهم روسيا والصين.
ألهذا الحد هان على أمة العرب والإسلام الدم السوري !!! لا ... لا.... لا أظن ذلك؛ لقد آن الأوان لأن يقف العالم الحر وفي مقدمته العرب والمسلمين في وجه القتلة والمجرمين، وتجار المباديء والسلاح. فالشعب السوري قد أقسم أن يمضي في معركته الحاسمة حتى نهايتها، متكلاً بعد الله عز وجل على الشعب المصري الأبي، والشعوب العربية والإسلامية.
نحن في سورية نعوّل على الدور الريادي المصري في حسم هذه المعركة؛ رغم أننا على يقين على تبني الشعب المصري وفي مقدمتهم الرئيس محمد مرسي قضية الشعب السوري العادلة، والمطالبة بالحرية والكرامة. نعوّل على موقف الأزهر الشريف في أن يتبنى قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية سورية الأبية، قضية العرب والمسلمين.
إننا في الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري (انصر) وباسم هذا الجمع الكريم، المعبر عن ضمير الأمة العربية والإسلامية، نطالب بالتالي:
أولاً: أن يقف العالم الحر والشعوب العربية والإسلامية إلى جانب قضية الشعب السوري العادلة، والمطالبة بالحرية والكرامة.
ثانياً: نطلب من كافة الدول التي تدافع عن كرامة الإنسان أن تسحب الاعتراف عن النظام السوري الفاقد لشرعيته، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، والجيش السوري الحر، ودعمهما بكافة الوسائل للتخفيف من معاناة المدنيين والأطفال والنساء.
ثالثاً: تقديم رموز النظام إلى المحاكم الدولية المختصة بجرائم الإبادة الجماعية.
رابعاً: أن تقوم وتسارع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بإخلاء الجرحى من داخل سورية، وعلاجهم.
خامساً: المطالبة بالافراج عن المعتقلين الذين باتوا يفضلون الموت عن المعاناة التي يلاقونها في سجون القتلة والجلادين.
سادساً: أن يتم تشكيل لجنة دائمة في جمهورية مصر العربية تحت إسم "اللجنة الدائمة لنصرة الشعب السوري (انصر)"
عاشت سورية حرة أبية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان 1433
26 يوليو 2012
*الكلمة التي ألقاها الاخ الدكتور بسام ضويحي – المنسق العام للحملة العالمية لنصرة الشعب السوري في المؤتمر الصحفي لتدشين الحملة في مصر بالتنسيق مع اتحاد النقابات المهنية في نقابة أطباء مصر.