أخيرا.. تحقق حلمنا في اختيار رئيس جمهوريتنا
أخيرا.. تحقق حلمنا
في اختيار رئيس جمهوريتنا
بدر محمد بدر
تهنئة قلبية خالصة للأستاذ الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية المنتخب، ولكل أعضاء الكتيبة الفدائية المعاونة له، وأيضا لكل من شارك في إتمام هذا العرس الديمقراطي من قضاة ورجال جيش وشرطة وموظفين ومشاركين بالتصويت والجهد والدعاء، ولا تزال الأفراح والاحتفالات بفوز أول رئيس مصري منتخب في التاريخ تعم أنحاء الوطن الغالي، بل والعالم العربي والإسلامي وأحرار العالم.
وطوال الأسبوع الماضي لم تنقطع اتصالات الأصدقاء والكثير جدا من شباب الإخوان المسلمين، والكل لديه حالة من القلق والخوف الشديد، والخشية من إمكانية حدوث تزوير في النتيجة، وبخاصة أن حرب الشائعات والأقاويل والأكاذيب كانت تملأ الآفاق، وكنت متفائلا في ردي على هذه الاتصالات والمخاوف، وكنت واثقا بفضل الله من أن مصر سوف تجتاز هذه المرحلة الضبابية مهما كانت الأحوال، ومهما زادت محاولات التضليل لأن الله سبحانه هو الذي يدبر لهذا الوطن الحبيب.
لقد فشلت حملة الترويع والإرهاب والتخويف التي قادها نفر من التيارات العلمانية واليسارية والليبرالية، وقادة من أحزاب سياسية فاشلة، وإعلاميون وباحثون بلا ضمير علمي، سواء في وسائل الإعلام الرسمية أو الخاصة، أرهقوا الناس طوال الأيام الأخيرة عبر تحليلات وشائعات، كانت دليلا واضحا على الإفلاس الأخلاقي والسياسي، وعدم احترام آليات الديمقراطية الوليدة، ورغم ذلك لم تفلح هذه الحملة الهوجاء في تيئيس الشعب، أو في تحقيق أهدافها غير الشريفة في تشويه الخصوم.
ورغم كل هذه الصعاب والضغوط والقلق الذي عشنا فيه أياما، أصبح لدينا الآن رئيس مصري منتخب، وهي مرحلة مهمة في طريق استكمال بناء مؤسسات الوطن، تمهيدا لاستلام كامل صلاحياته، واختيار حكومة تحظى بموافقة البرلمان، وعلينا الآن وبشكل فوري وسريع أن نسعى لاستخلاص مجلس الشعب المنتخب من حالة التعطيل المتعمد، التي سعى إليها بعض القانونيين والسياسيين الفاشلين، الذين كانوا من رموز العهد الفاسد، وساهموا في وصولنا إلى هذا الوضع الشاذ.
مطلوب من كل أبناء الشعب البواسل، الذين يملأون ميدان التحرير وكافة ميادين مصر الآن، أن يستمروا في حراسة أهداف الثورة، وعلى رأسها تسليم الصلاحيات الكاملة لرئيس الجمهورية المنتخب، وإلغاء قرار حل مجلس الشعب، وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وإلغاء الضبطية القضائية لرجال المخابرات والشرطة العسكرية، وإلغاء قرار تشكيل مجلس الدفاع الوطني، ورحيل المجلس العسكري قبل نهاية يونيو وألا يشغلنا إعلان فوز الرئيس عن تحقيق هذه الأهداف.
وأطالب كذلك الرئيس المنتخب بعدم حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا أو أي جهة غير قانونية أخرى، وأن يحلف يمين الرئاسة فقط أمام أعضاء مجلس الشعب المنتخب، فالأعضاء هم من اختارهم الشعب المصري في انتخابات حرة ونزيهة، لم يشهد مثلها تاريخنا السياسي، وألا يحلف اليمين أمام محكمة يعين رئيس الدولة رئيسها وأعضاءها، وأطالبه كذلك بعدم قبول أي وضع يكون فيه منصب الرئاسة خاضعا للضغوط أو المساومات من المجلس العسكري أو غيره.
وعندما يتسلم السيد الرئيس مهمام منصبه رسميا، سوف نبدأ بالعد التنازلي للمائة يوم الأولى، وننتظر ماذا يفعل في القضايا التي أعلن عن حلها في هذه المدة، وعلى رأسها تحسين رغيف الخبز، وحل أزمة نقص أنابيب البوتاجاز، ونقص البنزين والسولار، وتحسين الخدمات المرورية في المدن، وكذلك إيجاد حل مشكلة القمامة وبخاصة في أحياء القاهرة، ثم بدء خطة مواجهة بقية الملفات، وعلى رأسها البطالة وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
إنني أعرف الدكتور محمد مرسي شخصيا، وأثق في أمانته وقدرته على تحمل المسئولية التي كلفه بها الشعب المصري، وعلينا جميعا أن نساعده عليها.