دور الإعلام في الثورة السورية
دور الإعلام في الثورة السورية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
تعتبر الحرب النفسية في المعارك الحربية من أقوى الأسلحة المستخدمة في الحرب , والحرب النفسية تأخذ مسارات متعددة , والاعلام هو المحرك الأساسي لهذه الحرب , وهنا لابد لنا من تحديد المسارات والواجب علينا سلوكها حتى يكون لها الأثر الفاعل في حسم المعركة لصالح الثورة .
عندنا الآن ثلاث مسارات رئيسية :
1- الإعلام الموجه لتحطيم نفسية العدو
2- الإعلام الموجه للثوار وبث الثقة والروح المعنوية العالية في نفوسهم
3- الإعلام الموجه للأصدقاء , وحثهم على التقدم بخطوات أوسع لتقديم الدعم والعون للثورة السورية
فالاعلام الموجه الآن لتحطيم نفسية العدو في عرض قتلاهم , كما حصل في ريف حلب البارحة , وفي دير الزور و تحطيم قواته العسكرية , والتركيز على الانشقاقات والترويج لها , والمساعدة على الانشقاق وذلك في ضرب القوات أثناء التنقل على الطرقات , والمقرات والسكنات العسكرية والمقرات الأمنية .
والاعلام الموجه للثوار هو بث روح الثقة بالنصر , وأن النصر قادم لامحالة , وأن السلطة الحاكمة تفتت وتحولت لسلطة عصابات غير مترابطة ولا متوافقة وأنها في مراحل موتها الأخير , بأيدي ثوارنا الأبطال .
أما الاعلام الموجه للأصدقاء , وهنا نخص بالذكر دول الخليج كالسعودية وقطر وتركيا والدول التي تدعم ثورتنا معنوياً أو مادياً .
فعندما نتابع التعليقات والبوستات على صفحات الثورة السورية , وفي الكثير منها , تجد هذه التعليقات تتخذ مساراً خاطئاً داعماً لعصابات القتل السورية , فمنها الشتائم والمسبات , ومنها السخرية من المواقف , والقاء أبشع انواع التهم على هؤلاء الأصدقاء .
والمستغرب في الأمر وعلامات تعجب كثيرة , فكيف بك أن تطلب العون من الصديق وهو يقدم لك ماتيسر له وفي نفس الوقت تسبه وتشتمه وتحتقره !!!؟؟؟؟
فبعد اسقاط الطائرة التركية انهالت الاتهامات والتحقير للرمز التركي اردوغان , ولا أعلم كيف للسان صدق داعم للثورة السورية ومؤيداً لها أن يطعن في الحكومة التركية ومواقفها , وهي التي فتحت لنا أراضيها ومجالها الحركي , وايواء عشرات الآلاف من العوائل السورية , والسماح لكل فصائل المعارضة بالنشاط على أراضيها , ودخول المقاتلين لاراضيها , ومن ثم العودة للقتال مع الثوار في الداخل , ولا نستطيع احصاء مايقدم وما قدموا لنا الأتراك من فضل كبير , وبالتالي علينا ان نشكرهم فمن لايشكر الناس لايشكر الله , ولا تحتقرن معروفاً قط .
وقد قالها العرب يوماً
إنك إن أكرمت الكريم ملكته وإنك إن اكرمت اللئيم تمرداً
فبشكر وتثمين عمل هؤلاء الأصدقاء , نحثهم على بذل المزيد من الدعم وسيكون عندهم الدافع الأكبر لتقديم المزيد والمزيد , ولكن باتباع هذه الأساليب المنفرة كالسب والشتم والتحقير , فكأنك تقول لصديقك وهو يمد يده إليك ليساعدك , اذهب من أمامي كسر الله يدك .
يوجد عندنا خطأ كبير في اسلوب التربية لأطفالنا , والتي تؤثر عليه في حياته كلها وعلى المجتمع أيضاً , فاختلاف طبائع الأطفال وحركاتهم وسلوكهم , ترى الأسرة يصفون الطفل بالشقاوة مثلاً فتزيد الشقاوة عنده , ويصفون آخر بالكسل فيزيد الكسل عنده , ويصفون آخر بالبخل فيكون مصدراً لنمو البخل عنده .
فثني على صديقك بالخير فسيزيد الخير عنده لتقديمه إليك حتماً , ولا تصفه بالسوء حتى لاينقلب إلى عدوك ويمتنع عن تقديم الخير إليك.